المرجعية تدعو القوائم المشاركة في الانتخابات إلى وضع حلول لمشكلة الفقر في العراق مطالبةً المواطنين المشاركة الفاعلة في الانتخابات واختيار المرشح وفق أسس سليمة..

دعت المرجعيةُ الدينية العليا الناخبَ العراقيّ إلى المشاركة الواسعة في الانتخابات واختيار الأصلح وفق المعايير، مطالبةً القوائم المرشحة للانتخابات وضع حلول جِدّية لمسألة الفقر ضمن برنامجهم الانتخابي والعمل عليه، جاء هذا خلال خطبة الجمعة الثانية الجمعة (18جمادي الآخرة 1435هـ) الموافق لـ(18نيسان 2014م) والتي أُقيمت في الصحن الحسيني الشريف بإمامة الشيخ عبدالمهدي الكربلائي.
حيث تطرّق فيها إلى أمرين:
الأوّل: يتعلّق بالانتخابات، حيث بيّن: "نودّ أن نؤكّد ما ذكرناه سابقاً في ظلّ الأوضاع الحالية التي يمرّ بها البلد، فهناك حاجة ضرورية وماسّة لإحداث التغيير نحو الأفضل وأن نترسّم مستقبلاً مشرقاً لنا ولأولادنا، وهذا التغيير الذي نحن بأمسّ الحاجة إليه لا يتحقّق إلّا بأيديكم أيها الأخوة المواطنون، وهو مسؤوليتكم جميعاً".
وأضاف: "هنا نودّ أن نبيّن بعض الأمور المتعلّقة في هذه المسؤولية، كيف نحقق هذا التغيير؟ فسبق أن بيّنّا إنّ التغيير يتحقّق من خلال المشاركة الواسعة الواعية في الانتخابات والمبنيّة على المعايير الصحيحة التي وجّهت إليها المرجعية الدينية العليا".
مُبيّناً: "قد يقول البعض لا جدوى من هذه المشاركة في تحقيق التغيير نحو الأفضل؟، وهذا الأمر ليس بصحيح، لأن هذا التغيير نحو الأفضل من الممكن أن نحقّقه، ولكن نحتاج إلى الإرادة نحو التغيير، وهذه الإرادة يجب أن تُبنى على وجود أمل، من خلال هذا الأمل يتحقّق التغيير، وهذا الأمر ممكن وليس ببعيد، لأنّ الذين رشّحوا ليس كلّهم غير صالحين، بل يوجد هناك الصالحون، وأنتم أيّها المواطنون بأيديكم هذا الأمر، فكيف ستختارون وكيف ستنتخبون مَنْ ستنتخبون؟ وعلى أيّ معايير تعتمدون، وهل هذه هي المعايير الصحية التي وجهت إليها المرجعية الدينية العليا، أم معايير تعتمد على الانتماء العشائري والارتباط العاطفي والفئوي وغيرها من المعايير الخاطئة".
مُؤكّداً: "فكيف ما ستنتخبون وتختارون سيتشكّل مجلس النواب القادم والحكومة القادمة، فصلاح مجلس النواب القادم والحكومة مبنيٌّ على كيفية اختياركم، فكيفما ستنتخبون سيُولّى عليكم، والمواطن حينما يبحث ويدقّق سيصل".
وبيّن الكربلائي: "يقول البعض أنا متحيّر (مَنْ أنتخب)؟ نقول: لا وجود للحيرة إسأل وابحث وفتّشْ، فإن لم تجد إسأل الأخيار من أهل الخبرة والعقل والحكمة والرأي، مَنْ مِنْ هؤلاء يصلح أن يكون عضواً في مجلس النواب القادم والحكومة القادمة؟، وبالتأكيد يوجد فالساحة لم تُعدَمْ من الأفراد الذين يكونون صالحين، حتّى نقول لا جدوى أو نحن لا نتمكّن من تشخيص من هو صالح ومن الممكن أن يصل إلى هذه المواقع، فيوجد هناك من لديه القدرة على تقديم الخدمات، والذي تتوفّر فيه هذه العناصر التي ذكرناها".
مُبيّناً: "هناك أمرٌ آخر يساعد في الاختيار ألا وهو البرنامج الانتخابي للقوائم المرشحة، ونحن نأمل من النخب المثقّفة والنخب التي لديها إمكانية لتوضيح وتفهيم هذه البرامج للمواطنين أن تتصدّى لتوضيح هذه البرامج بوضوح إلى المواطنين، ويبيّنوا رؤيتهم للمشاكل في البلد وكيفية حلّها، وما هي رؤيتهم للبرنامج الخدمي؟ يجب أن يقدّموه للمواطن، وسينتظر المواطن في هذه البرامج الانتخابية وهل هو مفيد وصالح لأوضاع العراق الانتخابية ويمكن أن يساهم في إصلاح هذه الأوضاع".
الأمر الثاني: يتعلّق بمستويات الفقر في العراق حيث بيّن الكربلائي: "أعلنت بعثة الأمم المتحدة في العراق عن أنّ (6ملايين) مواطن عراقي ما يزالون يعيشون تحت خطّ الفقر في هذا البلد الذي يصل تعداد نفوسه ما يقارب (34 مليون) نسمة، مع العلم إنّ العراق يُعدّ ثاني أكبر مصدّر للنفط في منظمة أوبك وميزانيّته أكثر من (100 مليار) دولار.
مُوضّحاً: "لذا عُدّ العراقُ من بين خمس دول عربية ترتفع فيها نسبة المواطنين الذين يعشون تحت خطّ الفقر، مع وجود تفاوت طبقيٍّ واضح في طبقات الشعب العراقي؛ نتيجة لتفاوت فاحشٍ في دخل مواطن وآخر، وذلك لأسباب متعددة، منها: تفشّي الفساد وغياب خطط تنموية واضحة وغياب العدالة الاجتماعية وغير ذلك من الأسباب، وهذه ليست بالمشكلة البسيطة بل لها تداعيات عديدة على الوضع الأمني والاجتماعي والنفسي والمعنوي وخطط التطوير في هذا البلد.
لذلك فعلى القوائم المرشحة للانتخابات أن تعطي هذه المشكلة أولوية في برامجها التي تعلنها ووضع الخطط السليمة لمعالجتها.
إنّ من الأسس المطلوبة للبدء بمعالجة هذه المشكلة هو الإحساس والضمير الحيّ الذي يستشعر معاناة (6ملايين) مواطن عراقي، والذي يدفع الإنسان أن تكون له الإرادة والهمّة والجِدّية لوضع الخطط العلمية الصحيحة للمعالجة، ومن ثم الاستعانة بالخبراء وأهل الاختصاص وتظافر الجهود من الوزارات ومؤسسات الدولة المعنية للعمل بخطوات سريعة وجادة لمعالجة هذه المأساة".
وفي ختام خطبته بيّن الكربلائي: "ليس من الصحيح أن يذهب هذا المرشح أو ذاك إلى الأحياء الفقيرة من أجل شراء الأصوات، هذه قضية مُهينة بل عليه أن يذهب ليتحسّس معاناة هذه العوائل والأسر التي تعيش في هذه الأحياء".


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/18



كتابة تعليق لموضوع : المرجعية تدعو القوائم المشاركة في الانتخابات إلى وضع حلول لمشكلة الفقر في العراق مطالبةً المواطنين المشاركة الفاعلة في الانتخابات واختيار المرشح وفق أسس سليمة..
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net