لماذا ياسيادة وزير البلديات السابق الاستاذ رياض غريب المحترم ؟
السيد سعد البناء

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 كما يعلم الجميع حجم المعاناة التي مرّت على أبناء الشعب العراقي الأبي , ومنها ماعانته شريحة السجناء السياسيين , الذين صدرت ضدهم أحكام جائرة من قبل ماسمي بمحكمة الثورة ( الملغاة ) وماتعرضوا لأنواع من صنوف التعذيب الجسدي والنفسي , ومالاقوه من تنكيل وترهيب وظلم وإضطهاد , ومصادرة للأموال المنقولة وغير المنقولة .
وأستبشروا خيرا عند سقوط النظام السابق في 9/4/2003م , وبصدور قانون مؤسسة السجناء السياسيين رقم (4) لسنة 2006 , والذي نصت المادة (18) منه على ( تخصيص قطعة أرض سكنية الى السجين السياسي أو المعتقل السياسي مع تخصيص القرض العقاري وبأقساط ميسرة لبناء وحدة سكنية ) , إلا أن سيادتك وقفت موقفا أثار إستغراب هذه الشريحة المظلومة , حيث أنك إجتهدتإجتهاداً مخالفا لنص القانون وقررت حرمان الشريحة المذكورة من هذا الحق , بحجة غير قانونية , بكونهم مشمولون بقرار ( مجلس قيادة الثورة المنحل ) رقم (120) لسنة 1982 , وأنهم لايستحقون قطعة أرض سكنية !!! وأصررت على هذا الرأي , بدون وجه حق , رغم كل المحاولات التي بذلت والطلبات التي قدمت لسيادتكم، الطلب تلو الآخر , والتي بينت ووضحت لكم بأن إجتهادكم وقراركم غير صحيح .
فإضطررنا إلى تقديم طلبات مماثلة لجهات عليا مختصة , لكي تنصفنا , وفعلا درست الجهات المذكورة الطلبات , وأصدرت أمراً بينت فيه إستحقاق كل منا لقطعة الأرض السكنية،وكوننا غير مشمولون بقرار ( مجلس قيادة الثورة المنحل ) سابق الذكر .
ولكن ياسيادة الوزير السابق للبلديات المحترم , أنك بذلت أقصى ماتمتلكه من جهد وطاقة ونفوذ سياسي وإستغلال للمنصب وسوء استخدام للسلطة،وإستطعت إلغاء الأمر المذكور الصادر، بإتباع وسائل فيها مخالفات إدارية وقانونية , والوثائق الرسمية التي نحتفظ بها تؤيد ذلك , وكان الأجدر بك ياسيادة الوزير أن تهتم بمصالح الشعب وتنفيذ متطلباتهم وإحتياجاتهم، من تبليط الشوارع وتشييد الجسور ومعالجة وصيانة المجاري، وغيرها من الخدمات البلدية وإستثمار الجهد والوقت بدلا من تضييعه بما يحرم هذه الشريحة من نيل حقوقها .
لماذا ياسيادة الوزير ؟ هل أن التضحيات الكبيرة التي قدمتها هذه الشريحة الباسلة , والتي كانت أحد الأٍسباب لإيصالك الى كرسيك الوزاري , تستحق هذا الموقف الغريب ؟ وهذا الموقف العدائي ؟ وهل أن سلطتك الوظيفية تدعوك لظلم الآخرين من أبناء بلدك ؟ وهل نسيت ما روي عن سيد المرسلين9قوله ( إتقوا الظلم فأنه ظلمات يوم القيامة ) ؟ وماهو جوابك يوم الفزع الأكبر عن هذا السلوك الذي فيه سخط الله تعالى ؟
ونتيجة لهذا التصرف الجائر إضطر عدد من أفراد هذه الشريحة الصابرة الإلتجاء الى القضاء , وبعد جلسات متعددة , أصدرت الهيئة الموسعة التابعة لمحكمة التمييز الإتحاديةالموقرة , قرارها العادل بالعدد 278/2013م تسلسل (308) والمؤرخ في 16/7/2013م , والذي ألزمك بمنع معارضتك بتخصيص الأراضي السكنية للمذكورين , ونرفق لسيادتك نسخة منه , وحتما أنك إطلعت على مضمونه .
وجاء بعد تاريخ هذا القرار العادل , قانون التعديل الأول لقانون مؤسسة السجناء السياسيين
 رقم (4) لسنة 2006م الصادر بتاريخ 3/9/2013م متناغما ومطابقا للقرار الصادر من المحكمة الموقرة،فيما يخص المادة (18) المذكورة , ومؤكدا على إستحقاق كل من الشريحة المذكورة لقطعة الأرض السكنية .
ولنا سؤال أخير نتقدم به لسيادتك :
لماذا أقدمت على هذه التصرفات ؟
 
المرفقات
نسخة ضوئية من قرار المحكمة

 

 

 

الموضوع السابق مأساة مجتمعية عراقية بإنتحار طالب طفل! فاشل دراسيا

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat