صفحة الكاتب : نور الحربي

الحاكم الخادم لا الحاكم السيد !!!
نور الحربي

 من المهم جدا ونحن نتعرض للانتخابات النيابية نهاية شهر نيسان الجاري ان نبين الهدف من المشاركة في الانتخابات ورفع شعار التغيير لاسباب ترتبط بأصل الممارسة والغرض منها فالممارسة بحد ذاتها ليست هدفا لانها عند ذاك ستكون مجرد عمل اعتباطي يقود مجموعة من الاشخاص لسدة الحكم دون ان تكون هناك ضوابط ومحددات تجعل منها ممارسة واعية تقود بالنهاية لتحقيق ما يريده الناخب فالانتخابات بوصفها وسيلة لاشراك الشعب في القرار تحتاج هذا الفهم العميق ولابد ان تنتج في النهاية حكومة ونظاما قادران على النهوض بمتطلبات المرحلة الحالية والمراحل المقبلة ولعل العزوف الذي بات ملحوظا في الدورات الانتخابية الماضية جزء من تفسيره هو الاحباط من اداء اشخاص وتيارات واحزاب لم تكن قادرة على التحرك بما يكفي لانهاء معاناة المواطن العراقي على شتى المستويات وربما كان سوء الاختيار هو ما نستشفه بسبب البقاء على ذات الفهم القاصر من ان الانتخاب مجرد املاء ورقة ورميها في صندوق لمصلحة شخص او جماعة دون معرفة برنامجهم وقدراتهم ومؤهلاتهم وربما يظن البعض ان المعرفة الشخصية بالمرشح او الكيان المراد انتخابه تكفي لتحقيق المراد واسقاط واجب يتوقف عليه مصير البلاد والعباد وهو ايضا ما اسهم في التراجع ودفع باشخاص الى الواجهة دون ان يمتلكوا تصورا كافيا عن طبيعة العمل السياسي وتشابك المصالح وخطورة الملفات المطروحة والتحديات المفروضة وهي اكثر مما نرى ربما لكثرة اللاعبين والمستفيدين من بقاء العراق على هذه الحال . اذن نحن نحتاج لفهم عميق وتحرك واعي يجعل الانتخابات اكثر من مجرد ورقة وصندوق وبطاقة ناخب بل اننا نحتاج الى ما هو اكثر من ذلك عبر برنامج رصين قابل للتطبيق يشرف عليه اشخاص ذوي بصيرة ورؤية نافذة يراقبون ويحاسبون ويشخصون الاخطاء من داخل الحكومة والبرلمان ومن خارجهما ويحضون بالثقة والتفاعل من قبل الجمهور . اما شعار التغيير الذي نرى انه مطلب ملح فينبغي التعامل معه على انه خيار وحيد يمكننا معه اعادة الثقة بالعملية السياسية ومؤسسات الدولة الدستورية وسلطاتها لاسباب ارتبطت بالاداء المتخبط الذي رافق الحكومة الحالية طيلة فترات حكمها فلا برامج مدروسة واغلب القرارات بنيت على رؤى واستنتاجات كان بعضها خاطئا وبعضها الاخر كارثيا من حيث النتائج ولسنا في معرض بيانها لكن اجمالا كان الاداء دون مستوى القبول وهو ما ولد احباطا ويئسا عند المواطنين ناهيك عن الازمات التي اختلقت والتي سارت بالبلاد الى شفير الاقتتال والتنازع وهو ما هدد الوحدة الوطنية بالانفراط وقاد احيانا الى ان تعطل المشاريع والخدمات بشكل تام دون مراعاة حاجات ومتطلبات المواطن العراقي الحياتية , كما ان التقاطع مع الاقليم وعدم التعامل مع الاستحقاقات المحيطة بشكل ناضج هدد هو الاخر العراق بالعزلة والعودة الى ما قبل العام 2003 وكل ذلك وغيره اسباب تدعونا للتفكير بالتغيير فالحكم ليس عملية ممارسة السلطة فقط بل هو اوسع من ذلك واعمق لانه بالنتيجة يجب ان يكون تعبيرا عن انقياد الحكومة لرغبات واحتياجات المواطن وليس العكس بانقياد المواطن لنزوات وطموحات اشخاص فيها لذلك نحتاج لمن يقوم بهذا الدور والذي نقصده دور الحاكم الخادم للشعب الذي نفتقده ونريد ايجاده بل ولابد من السعي لانتاجه عبر الانتخابات والانتخابات فقط . مما سبق نرى ان البرامج كثيرة لكن الذي وصل منها الى مرحلة النضج قليل وقليل جدا ويمكننا ان نرى بوضوح ان اطروحة الدولة العصرية وماذا يريد المواطن هي من ارقى وافضل الخيارات التي تجذب الانتباه بقي ان يدرس الناخب المواطن ويتمعن ويختار لتحقيق ذلك ملتفتا الى اهمية الفريق المنسجم الكفوء المتسلح بالرؤية والخطة الواضحة والذي نشير اليه بوضوح لئلا تختلط الاوراق هو ما طرحه السيد عمار الحكيم وكتلته الانتخابية (كتلة المواطن ) التي نرى انها الاقرب لتحقيق طموحات وتمنيات الشعب العراقي لما تمتلكه من رصيد كبير من تجربة وخبرة ومشروع وطني يشيد به جميع الاطراف فضلا عن قبولهم به عدا بعض تجار الشعارات ممن اثبتوا فشلهم وعدم قدرتهم على الخروج بالعراق الى بر الامان لان فهم كتلة المواطن للامور يتعدى ما تحدثنا عن مسبقا ولنا ان تعاطى مع يذهبون اليه بخصوص المراد من المرشح للانتخابات فهو ليس صاحب إرادة مستقلة عن إرادة ناخبيه بل هو وسيلة لإيصال الإرادة الشعبية وتفعيلها وتحويلها إلى برامج عمل واليات تنفيذ\" وهو عين ما نرمي اليه ونسعى لاشاعته جعله المعيار الحقيقي للقبول بالمرشح باعتباره خادما لناخبيه من ابناء الشعب لاغير .....


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نور الحربي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/12



كتابة تعليق لموضوع : الحاكم الخادم لا الحاكم السيد !!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net