صفحة الكاتب : محمد الظاهر

موتوا عطشا يا أبناء العراق
محمد الظاهر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما يسيطر الحقد الأعمى على قلب احدهم يكون لديه استعداد لإلحاق الأذى بالآخرين وقد يوصله هذا الحقد إلى مصادرة حياتهم من اجل إرضاء نزعة اجرامية لا يمكن إيجاد تفسير لها في علم النفس البشري سوى أنها (سادية متطرفة) موغلة في الانتقام من الأخر نتيجة حقد دفين وهذا بالضبط ينطبق على حالة المدعو   (طه الدليمي) الذي دعا تنظيم داعش الاجرامي الى قطع مياه الفرات عن الوسط والجنوب ليموت الشيعة عطشا دون تمييز بين الصغير والكبير وبين النيات والحيوان لان نفس طه الدليمي المريضة تدعوه نحو تدمير سكان مدن سومر وارو وكيش وبابل لان وسلوكه هذا نابع من الحقد الطائفي المقيت الذي يكتنزه هذا المجرم الذي لو مكنه الخالق من رقاب الناس لتولى يفسد في الأرض ويهلك الحرث والنسل .
لا نستغرب مثل هذا الموقف من طه الدليمي أو غيره ممن تربى على فلسفة الدم ونحر الأبرياء العزل وشق بطون الحوامل وقطع رؤوس الأطفال فهو وارث حرملة بن كاهل الذي ذبح سهم قوسه المشئوم طفلا رضيعا كان أبوه الحسين بن فاطمة الزهراء يستسقي له القوم ويقول ( يا قوم اسقوا هذا الرضيع ماء أو خذوه واسقوه الماء) لكن كان فطام هذا الرضيع هو حر سهم المنية فرفرف بين يدي أبيه كالطير المذبوح ثم اعتنقه بأذرعه الصغيرة البضة لافظا أنفاسه الأخيرة عطشانا.
هذا الفكر المتطرف هو نفسه الذي دس أصابعه في التاريخ ليصور لنا أن نبي الرحمة محمد صلى الله عليه واله وصحبه البررة أمر المسلمين بطمر آبار بدر ومنع المشركين أن يشربوا منها رغم أن الحقيقة ليست كذلك ولكن من اجل تبرير فعل جيش يزيد بن معاوية في يوم عاشوراء ومنعهم سبط رسول الله وسيد شاب أهل الجنة أن يذوق ماء نهار الفرات هو وأولاد فاطمة الزهراء وكذلك أنصارهم، تم دس هذا السلوك البعيد عن الإنسانية ونسبته إلى نبي الرحمة محمد (ص) ولو سأل سال من أين أمكنك استنتاج هذا أقول له من خلال سلوك علي بن أبي طالب في واقعة صفين فبعد أن ملك جيش معاوية شط الفرات ومنع جيش أمير المؤمنين علي من شرب الماء خاطب علي جيشه وقال (الحياة في موتكم قاهرين والموت في حياتكم مقهورين) فهب جيش علي وأزاح جيش الشام عن الفرات ثم إن علي بن ابي طالب الذي تربى في مدرسة خاتم الأنبياء سمح لجيش معاوية بشرب الماء ... وبهذا يمكنك الاستدلال عزيزي القارئ ان سلوك قتل الناس عطشا هو سلوك أموي بحت وليس سلوكا محمديا وان من يدعو إلى قطع المياه عن وسط وجنوب العراق لكي يموت الشيعة وأبنائهم عطشا .. لا يمت الى الإسلام المحمدي بصلة وان طه الدليمي رجل يمثل بنو أمية بكل أحقادهم وأفعالهم المشينة التي حرفت رسالة خاتم الأديان عن مسارها الذي خطه حبيب اله العالمين .
بقيت هناك مسألة أحب التنويه إليها ....هي لنفترض  أن طه الدليمي دعا الى قطع المياه عن اليهود في مكان ما في الكرة الأرضية فهل كان المجتمع الدولي ليقف مكتوف اليدين أمام هذه الدعوة أم سيحاسبه كمجرم ضد الإنسانية وانه يدعو إلى معاداة السامية لتلاحقه المحاكم الأوربية والغربية أينما حل رحاله .  
نيسان 2014

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


محمد الظاهر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/04/08



كتابة تعليق لموضوع : موتوا عطشا يا أبناء العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net