صفحة الكاتب : خالد محمد الجنابي

متى تحتضن كل ابنائكَ ياعراق ؟
خالد محمد الجنابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أحترت ، الى من أوجه السؤال ؟ الى من أقول متى يعود كل المغتربين ؟ الى من أقول متى يلتم شمل جميع العراقيين في وطنهم ؟ بعد ذلك لم أجد سوى العراق من أوجه له السؤال ، سؤالي ، متى تحتضن كل ابنائك ياعراق ؟ ومتى تجفٌ دموع المودعين والمغادرين ؟ ومتى نغلق سجلات المهاجرين ؟ ومتى يعود أحبتنا من غربتهم ؟ متى ، متى ، متى ، ألف متى تغلي في فؤادي ألآن ياعراق ، لكن لاجواب ! لاادري لماذا يجب علينا أن نعاني ونكابد ألم الفراق ؟ ونتنهد بحسرات تشعل الروح والجسد ونذرف الدموع التي تعبت منها العيون ، أوَ تعلم ياعراق كم حجم ألألم حين أذهب الى منازل أحبتي وأجدها موصدة ألابواب والشبابيك ؟ وعبثا أوهِمُ نفسي بأنهم فيها وأطرق الباب لكن ليس من مجيب ! ثم اعود مهزوما أسحب خلفي اذيال هزيمتي ! ثم ابعثر اوراقي لعلي أجد بعض من وريقاتهم تختلط بها ! في كل بقاع ألأرض يترك البعض أوطانهم أختيارا وليس أضطرارا ، فقط فيك ينعكس ألأمر ياعراق ، وحتى ان كان هناك من غادر اختيارا لايجد ألآن مايجعله يتمكن من العودة والبدء من جديد ، العودة تعني يتوجب وجود سكن وعمل وتأمين مقاعد دراسية لمن هم لازالوا يواصلون دراستهم لحد ألآن ، السكن هو المعضلة الكبرى التي تواجه من يريد العودة الى احضان الوطن ولن تتخذ خطوات ايجابية ملموسة بالمعنى المطلوب من قبل الجهات المعنية ، وحتى لو قال البعض ان وزارة الهجرة خصصت قطع اراضي سكنية للعائدين ، فكم من عائلة عادت واستلمت تلك القطع المذكورة ؟ وكم تحتاج العائلة العائدة من الغربة من الوقت والجهد لغرض متابعة ذلك في دوائر الدولة المختلفة ؟ التي تمتلء جدرانها بملصقات مكتوب عليها أتصل على الرقم الفلاني في حال تعرضك الى الابتزاز او التأخير ، وملصقات تدعو الى محاربة الفساد والرشوة ، وملصقات التدخين ممنوع ، وكل تلك الملصقات أفرغت من محتواها مسبقا ، وأن من يقوم بوضعها على جدران الدوائر يعلم ذلك جيدا ، هذا من ناحية السكن ، أما العمل فالحديث عنه طويل ويطول ، والبطالة التي تزداد يوما بعد يوم خير شاهد على ذلك ، فكيف يمكن للمغترب أن يعود ان لم يكن هناك ثمة مورد معاشي يقتات به هو وعائلته ؟ أم انه يعود ويسكن في العراء ويقتات على الهواء ؟ جانب آخر مهم جدا هو معادلة الشهادة الدراسية للعائدين من الغربة ، المتاعب التي يواجهها من يرغب في معادلة شهادته تفوق متاعب الحصول على الشهادة نفسها ، في ظل تنوع الطرق الملتوية التي يبتدعها البعض من موظفي الدولة لغرض عرقلة تمشية معاملات المواطنين لأسباب لايعلمها سوى الله سبحانه وتعالى ، أوَ تعلم ياعراق أنني أشعر بالغربة حين ابتعد عن منطقة سكني لفترة ساعات محدودة ؟ فكيف الحال مع من هم يعيشون في بلاد الغربة ؟ كيف الحال معهم حين يشتاقون لك ياعراق وحين يشتاقون لنسمة من هواءك ، كيف الحال معهم حين يشاهدون بلاد العالم تتعمر وتزهو بالبنيان وانت نصيبك الخراب ، والاسلاك الشائكة والجدران الفاصلة بين المناطق ، علما ان ألمانيا أحتاجت الى عقود من الزمن كي تزيل جدار برلين الذي كان يفصل شطريها الغربي والشرقي ، فكم من عقود الزمن سنحتاج ؟ حتى نرى جميع تلك الجدران الفاصلة قد أزيلت وعادت المناطق تعانق بعضها دون تفريق لهذا السبب أو ذاك ، أو تعلم ياعراق أن احبابك المغتربين يبحثون عنك في الخرائط ويطيلوا النظر الى العَلَمْ الذي يمثل لهم الانتماء لك ؟ فالى متى ستبقى في عيونهم قطعة من ورق واخرى من قماش ؟ ومتى ستفتح ابوابك ياعراق مشرعة لتستقبل كل العائدين ؟ بالحب وألأمل وتنادي بينهم حي على الرجوع ، كي ينعموا بخيراتك التي حرموا منها سنين طوال ، كي يلعنوا جوازات السفر والمطارات التي كرهوا كل مايذكرهم بها فرط مانالت منهم جراحات وفرط ماذرفوا فيها من دموع ، متى ستنتهي سنين القهر ياوطني ؟ متى تحتضن كل ابنائك ياعراق ؟

 

الى كل المغتربين اهدي تلك الكلمات داعيا من الله سبحانه وتعالى أن تنتهي سنوات غربتهم ويعودوا سالمين غانمين الى ارض العراق الطاهرة انه سميع مجيب .

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


خالد محمد الجنابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/29



كتابة تعليق لموضوع : متى تحتضن كل ابنائكَ ياعراق ؟
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net