صفحة الكاتب : ضياء المحسن

دولة الرئيس.. البقاء للأصلح
ضياء المحسن

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
دائما ما يتم تداول عبارة (البقاء للأصلح)، فماذا تعني هذه العبارة؟ وهل أن الأصلح هو دائما من نراه يشغل المنصب المناسب؟، بحسب القاعدة التي تقول (الرجل المناسب، في المكان المناسب)، ولماذا تصرح هذه القاعدة بأن يكون الرجل المناسب، في المكان المناسب؟ أليس التجربة هي التي تجعل من الشخص الذي يتبوأ موقع المسؤولية؛ عالما ببواطن الأمور في مهنته؟ وبالتالي فإنه بعد مدة معينة يكون مناسبا لهذا العمل، بحكم الخبرة والتجربة.
هذه الأسئلة وغيرها الكثير، تدور في رأس المواطن، وهو يرى حال البلد طيلة السنوات التي مضت، بعد أن إستبشر خيرا بسقوط نظام صدام، في نيسان 2003، ويبدو أن الدنيا تستكثر على العراقيين الفرحة؛فلسان المواطن يردد (يا فرحة التي لا تمت).
لست هنا في وارد تقييم شخص السيد المالكي، بالقدر الذي أحاول فيه؛ تقييم تجربة ثماني سنوات من فترة حكم دولة الرئيس، فبعد إعتراض التحالف الكوردستاني على الدكتور الجعفري، على توليه رئاسة الوزراء، لأسباب معروفة للجميع، تولى السيد المالكي بدلا منه رئاسة الوزراء، لأنه كان من حزب الدعوة الذي يعد الدكتور الجعفري من منظريه، و إستبشر الناس خيرا، خاصة بعد خطة فرض القانون، والتي ضرب فيها دولته المليشيات، التي كانت تعيث الفساد والرعب في البلاد، حتى أن دولته بعد أن شعر بأن الناس بدأت تميل الى صفه، شكل كتلة أسماها (دولة القانون) نزل فيها في الإنتخابات البلدية، ونجح فيها أيما نجاح.
كان من المؤمل بالسيد رئيس الوزراء، هو الذي يملك هذا القدر الكبير من السلطة ( التنفيذية في المركز) والتشريعية والتنفيذية في مجالس المحافظات، وبعد أن إستقرت الأوضاع الأمنية في المحافظات الجنوبية والوسطى (على أبعد التقديرات) أن ينهض بالواقع الخدمي والعمراني فيها، إذا ما أخذنا بنظر الإعتبار أن أغلب هذه المحافظات منتجة للنفط، بالإضافة الى أنها تتمتع بأراضي واسعة صالحة للزراعة، وهناك من الأيدي العامة، والتي لها خبرة في المجال الزراعي، 35% من سكان هذه المحافظات يعملون (أو كانوا يعملون في الزراعة).
الذي حصل فعلا، هو أنه أيا من هذا الذي قلناه لم يحصل، بسبب ضعف الأشخاص المتصدين؛ لموقع المسؤولية في هذه المحافظات، والفساد المالي والإداري المستشري؛ في جميع مفاصل الدوائر الحكومية، سيقول البعض بأن الشركاء في العملية السياسية، هم من يحاول وقف عجلة التقدم في البلد، وقد يكون هذا القول فيه شيء من الصحة؛ لكن الأصح منه، هو أن المواطن ينظر الى القائد ماذا يفعل، فالقطيع عندما تراه يسير بنسق واحد؛ فإنك تلاحظ بأكبر خروف في القطيع، هو الذي يمشي ورائه بقية القطيع.
ملخص القول بأن السيد رئيس الوزراء ( مع تقديرنا لتاريخه النضالي، في مقارعة النظام السابق، ومحاولته تقديم الأفضل لأبناء بلده؛ لكنه فشل في تحقيق ذلك، بسبب كونه محاط بمجموعة من العاملين، الذين لا هم لهم؛ سوى ملئ جيوبهم من أموال العراق، ويصورون له بأن البلد بخير، ويمنعون الناس من الوصول إليه وقول الحقيقة كما هي، وهناك حديث للإمام الصادق عليه السلام يقول فيه (( أخوف ما أخاف على أمتي، خفق النعل من خلفهم)).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ضياء المحسن
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/25



كتابة تعليق لموضوع : دولة الرئيس.. البقاء للأصلح
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net