صفحة الكاتب : عماد يونس فغالي

اثنتا عشرة سنة!
عماد يونس فغالي



كُتبت لمناسبة منح الأستاذ سمير شيخاني لقب رئيس فخري لفرع جبل لبنان في نقابة المعلّمين سنة 2006، أهديها اليوم لروحه الطاهرة في انتقاله.

اثنتا عشرة سنة والأستاذ سمير شيخاني على رأس فرع جبل لبنان في نقابة المعلّمين. صاحب الوجه البشوش والابتسامة الطيّبة، صاحب الكلمة الدافئة والاستقبال الحارّ. من يدخل إلى مركز الفرع منذ اثنتي عشرة سنة، ولا يلاقيه هكذا رئيسه؟ أيّ معلّم يأتي مركز الفرع لأوّل مرّة، فلا يجد فيه بيته، وأبًا له فاتحًا يديه ترحابًا؟

وأيّ فرع ٍ لجبل لبنان كان لنا، ومن كان ليعرف فرعًا في جبل لبنان قبل اثنتي عشرة سنة؟ تحقّق على يدكَ الكثير. وحقوق المعلّم يجدها عندك. مشاريع الفرع ونشاطاته، حقوقٌ للمعلّم يحصل عليها، وأخرى تسعى لتحقيقها له. وتقدّم للنقابة على امتداد الوطن، ما تقطفه من ثمار ٍ وثروات علميّة ونقابيّة وإنسانيّة، لأنّ المعلّم إنسان على امتداد الوطن.

ويكرّمكَ فرع جبل لبنان، في شخص مجلسه الجديد. فهل يفعل لأجل خدماتكَ الجلّى؟ أم لإنجازاتكَ على صعيد النقابة والمعلّم؟ هل يكرّمكَ الفرع اليوم، ليقول لكَ شكرًا، تعبتَ في سبيلنا، وأفنيتَ من العمـر والطاقات، حفنة ً من السنوات زاخرة؟ أم لا سمح الله: "وفـّيتَ قسطكَ للعلى فنمِ"؟ 

يكرّمكَ فرع جبل لبنان ونقابة المعلّمين في لبنان لأجل كلّ هذا. نعم، وفّيتَ قسطكَ للعلى، ولكن "لم تنمِ". ولن تنام، وفي عروقكَ نبض دم المعلّم، وفي ضميركَ همّ الزملاء وحقوقهم، وفي قدراتكَ بعض نصيحة، أو خدمة تؤدّيها.
يكرّمكَ فرع جبل لبنان لأنّكَ سمير شيخاني. عفوكَ أستاذي، فالاسم يعني "جديرٌ بالتكريم" و"جديرٌ بالشكر" و"جديرٌ بالمحبّة". وأنتَ كرّمتَ المعلّم لأنّه زميل، ولأنّكَ تعرف ما له، فكرّستَ نفسكَ ليكون له. وأنتَ، شكرتَ الله على ما حباكَ من نـِعم ٍسخّرتها للخدمة المجانيّة، وشكرتَ المعلّم لوهبكَ ثقته التي كانت دائمًا في محلّها.

كنتَ دائمًا، ولا تزال، وستبقى، أيقونة ً للمحبّة في عيشها وتجسيدها. سمير شيخاني، اسمٌ نقابيّ عريق، في المجتمع التعليميّ اللبنانيّ، ورجلٌ حاضر أبدًا في عمل فرع جبل لبنان. بل قلْ: هو ضمير الفرع وملهمُه.

لأجل كلّ هذا، لن تكون "سابقًا" في الفرع، ولن تصير "رئيسًا سابقًا" له. إنّكَ الرئيس الدائم لفرع جبل لبنان، الذي يفخر بكَ، وبأنّه أعطاكَ للنقابة وللبنان.

إنّكَ الرئيس الفخريّ والأب الكبير، على لائحة العظماء، في عالمنا المهنيّ ورسالتنا التربويّة.
                                                                                                                                                               
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عماد يونس فغالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/24



كتابة تعليق لموضوع : اثنتا عشرة سنة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net