صفحة الكاتب : سيد صباح بهباني

وجعل الله هذا البيت مدرسة الآخرة!
سيد صباح بهباني

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


المقدمة| من خصائص هذا البيت هم أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة .. وأن مكر معاوية وبني عبد معيط لم يقف بوجه أدى السنة النبوية الشريفة التي أدوه آل محمد صل الله عليه وآله ..
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ۖ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ  ) سورة الأنبياء/73 .

ومن صلاحهم، أنه جعلهم أئمة يهدون بأمره، وهذا من أكبر نعم الله على عبده أن يكون إماما يهتدي به المهتدون، ويمشي خلفه السالكون، وذلك لما صبروا، وكانوا بآيات الله يوقنون .

وقوله: { يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا ْ} أي: يهدون الناس بديننا، لا يأمرون بأهواء أنفسهم، بل بأمر الله ودينه، واتباع مرضاته، ولا يكون العبد إماما حتى يدعو إلى أمر الله .

{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ ْ} يفعلونها ويدعون الناس إليها، وهذا شامل لجميع الخيرات كلها، من حقوق الله، وحقوق العباد .

{وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ ْ} هذا من باب عطف الخاص على العام، لشرف هاتين العبادتين وفضلهما، ولأن من كملهما كما أمر، كان قائما بدينه، ومن ضيعهما، كان لما سواهما أضيع، ولأن الصلاة أفضل الأعمال، التي فيها حقه، والزكاة أفضل الأعمال، التي فيها الإحسان لخلقه .

{وَكَانُوا لَنَا ْ} أي: لا لغيرنا { عَابِدِينَ ْ} أي: مديمين على العبادات القلبية والقولية والبدنية في أكثر أوقاتهم، فاستحقوا أن تكون العبادة وصفهم، فاتصفوا بما أمر الله به الخلق، وخلقهم لأجله .

قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى )

 

ومن خصائص هذا البيت الإبراهيمي- أنه سبحانه جعلهم أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة

وجعل الله هذا البيت المصطفى - بيت إبراهيم عليه السلام وذريته- أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة .

ثم يقول   : "فكل من دخل الجنة من أولياء الله بعدهم، فإنما دخل من طريقهم وبدعوتهم، ومنها: أنه سبحانه اتخذ منهم الخليلين، كما تقدم ذكره .

ومنها: أنه جعل صاحب هذا البيت إماماً للناس، قال تعالى: إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ [البقرة:124 ].

ومنها: أنه أجرى على يديه بناء بيته الذي جعله قياماً للناس، ومثابة للناس وأمناً، وجعله قبلة لهم وحجاً "

إذن أن ظهور هذا البيت من أهل هذا البيت الأكرمين  فهم أكرم الناس نسباً وفضلاً وهم الذين يحكمون بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بالعدل أبتدأ بالإمام علي وانتهى بالإمام المهدي عجل الله فرجه وسهل الله مخرجه وحفظه من كيد الكائدين . ويقول الإمام  أبي الحسن علي بن موسى الرضا ( ع ) قال للإمام علامات يكون أعلم الناس و أحكم الناس و أتقى الناس و أحلم الناس و أشجع الناس و اسخي الناس و أعبد الناس ...

و دلالته في خصلتين في العلم و استجابة الدعوة .. وأقول السلام عليكم يا أهل بيت النبوة  ويا تلاميذ رسول الله ومعدن الوحي والتنزيل وحقا أهل بيت زقوا العلم زق وأن من هذا البيت خرجت الحوار زينب ..

وأنّ زينب العقيلة كانت حاضرة حينذاك ، وهي صغيرة ، فقالت لأبيها : أتحبّنا ؟ قال : بلى . فقالت : لا يجتمع حُبّان في قلب مؤمن : حبُّ اللّه ، وحبُّ الأولاد ، وإنْ كان ولا بُدّ فالحبّ للّه تعالى والشفقة للأولاد . فأعجبه كلامها وزاد في حُبّه وعطفه عليهما أمّا العلم ، فهو رضيع لبانه ، وناهيك في حِجر أبيه مدرسة يتخرّج منها مثل أبي الفضل عليه السّلام ! وما ظنّك بهذا التلميذ المُصاغ من جوهر الاستعداد ، وذلك الأستاذ الذي هو عيبة العلم الإلهي ، وعلبة أسرار النّبوّة ، وهو المُقيّض لنشر المعارف الربوبيّة ، وتعلّم الأخلاق الفاضلة ، ونشر أحكام الإسلام ، ودحض الأوهام والوساوس ؟ ! ونعود ونرى ما أراد معاوية من ضرار ليصف الإمام علي عليه السلام واترككم مع ما قاله ضرار عن الإمام وكيف يترى مكر معاوية وهو يبكي لعلي !

 

وفي وصف ضرار بن ضمرة  الإمام عليا  كرم الله  وعليه السلام وجهه  لمعاوية  بن أبي سفيان ,واترك لك القول حول ما قاله ضرار بن ضمرة ,وما كانت نوايا معاوية ؟!!

 

عن الضبي  عن أبي صالح  قال قال  معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة   : صف لي  عليا   . فقال أو تعفني يا أمير ، قال بل تصفه لي ، قال أو تعفني ، قال لا أعفيك . قال أما إذ لا بد فإنه والله كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، ويتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب - أي بالجيم والشين المعجمة والباء الموحدة على وزن نصر وسمع أي غلظ أو بلا أدم كما في القاموس انتهى - كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدينا إذا أتيناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتديه لعظمته ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لرأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم يعني القريص ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ، أم لي تشوقت ، هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ، ووحشة الطريق . قال فذرفت دموع  معاوية  رضي الله عنه فما يملكها وهو ينشفها بكمه ، وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال  معاوية   : رحم الله أبا الحسن  كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار  ؟ قال حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ، ولا تسكن حسرتها .

 

ومر أن سيدنا  عليا  كرم الله وجهه وعليه سلام الله   وصف الدنيا فقال : دار من صح فيها أمن ، ومن افتقر فيها حزن ، ومن استغنى فيها فتن ، في حلالها الحساب ، وفي حرامها النار وفي لفظ العذاب .

 

قال في التمييز : رواه  ابن أبي الدنيا   والبيهقي  في الشعب موقوفا وسنده منقطع انتهى . وقد أورده في الإحياء مرفوعا وقال مخرجه لم أجده .  [ ص: 556 ] وقال السخاوي   : وفي مسند الفردوس عن  ابن عباس  رضي الله عنهما رفعه : يا بن آدم  ما تصنع بالدنيا حلالها حساب ، وحرامها عذاب ، ولفظ الشعب : وحرامها النار عن  علي  رضي الله عنه .

 

ومما يروى عنه من وجه آخر : يا دنيا غري غيري قد طلقتك ثلاثا وأنشد :

 

دنيا تخادعني كأني لست أعرف مالها     مدت إلي يمينها

فرددتها وشمالها     ذم الإله حرامها

وأنا اجتنبت حلالها     وعرفتها غدارة

فتركت جملتها لها

وقد ذكرت لك بأبسط من هذا في كتابي القول العلي لشرح أثر الإمام  علي  رضي الله عنه ، فهذا الذي أشار إليه  جعفر الصادق  بقوله : حقدت عليكم حين طلقني  علي .

 

وقال آخر في مثل هذا وأحسن :

 

عتبت على الدنيا لتقديم جاهل     وتأخير ذي فضل فقالت لك العذرا

بنو الجهل أبنائي لهذا رفعتهم     وأما ذوو الألباب من ضرتي الأخرى

 

وقال السيد عبد الرحيم العباس الإسطنبولي  رحمه الله تعالى :

 

أرى الدهر يسعف جهاله     وأوفر حظ به الجاهل

وأنظر حظي به ناقصا     أيحسبني أنني فاضل

 

وقال أبو إسحاق الصابي : 

 

قد كنت أعجب من مالي وكثرته     وكيف تغفل عني حرفة الأدب

حتى انثنت وهي كالغضبى تلاحظني     شزرا ولم تبق لي شيئا من النشب

واستيقنت أنها كانت على خطأ     فاستدركته وأفضت بي إلى الحرب

الضب والنون قد يرجى اجتماعهما     وليس يرجى اجتماع المال والأدب

 

وقال السيد يحيى بن عمر بن الحسين بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب  رضي الله عنه :  [ ص: 557 ]

 

كفى حزنا أن الغنى متعذر     علي وأني بالمكارم مغرم

ووالله ما قصرت في طلب العلا     ولكنني أسعى إليها وأحرم

وما الناس إلا مخصب بثرائه     وآخر ذو جدب من المال معدم

كما أن هذا شاعر ذو خطابة     وهذا بليد مقفل الفهم مفحم

وإن جمعا في محفل وتنسبا     إلى أب صدق فعله يترنم

 

 وقال أبو سهل يزدجرد الكسروي :

 

متى يدرك النحرير بختا بعقله     ويحرز حظا بالبيان وبالنطق

ويحتال للمقدور حتى يزيله     بحيلة ذي البخت المكمل بالحلق

أبت سنة الأقدار غير الذي جرى     به الحكم في الأرزاق والخلق والخلق

فلا تخدعني بالأماني فإنها     تقود عزيز القوم حرا إلى الرق

وكوني مع الحق المصرح واصبري     كصبر المسجى في السياق على الحق

فما صبر المكروب وهو مخير     ولكنه صبر يدل على صدق

 

وفي مرثية التهامي  لولده رحمهما الله التي أولها :

 

حكم المنية في البرية جاري     ما هذه الدنيا بدار قرار

بينا يرى الإنسان فيها مخبرا     حتى يرى خبرا من الأخبار

جبلت على كدر وأنت تريدها     صفوا من الأقذاء والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها     متطلب في الماء جذوة نار

 

إلى أن يقول :

 

ليس الزمان وإن حرصت مسالما     خلق الزمان عداوة الأحرار

 

وأخبرنا شيخنا الشهاب المنيني  في مدرسته العادلية في محروسة الشام  سنة ثمانية وثلاثين ومائة وألف قال : رأيت في هذه الليلة أني بين جماعة من الفضلاء وكأني أنشد بيتا من الشعر وهو :

 

قد قال جدي عن فهم وتجربة     ما آفة الجد إلا حرفة الأدب

 

فأخذته وكتبت في المجلس :

 

لما رقيت العلا وظفرت بالإرث     من العلوم وفقت الناس بالأدب

نعى الزمان لنفسي حظها سفها     من المكارم في الدنيا ومن صحب  [ ص: 558 ]

فذو الصداقة صار الآن يكرهني     لجهله بذوي الألباب والرتب

وغاض رزقي وعاداني الزمان ولم     ينظر لما بي من العليا ولا حسبي

وهذه سنة الرحمن فاصغ لها     فما لذي فطنة في الناس من نشب

وشاهدي فيه ما أملى الشهاب على     طيف ألم به في حندس الشهب

قد قال جدي عن فهم وتجربة     ما آفة الجد إلا حرفة الأدب

 

وأقول لكم يا علماء الفتنة والتفرق والتمزيق الطائفية اعلم حماك الله من الزندقة ، وطهروا ألسنتكم من اللقلقة ، أن الزمان لا يعطي ولا يمنع ، ولا يخفض ولا يرفع ، ولا يضر ولا ينفع .

 

وإنما الفاعل ذلك كله رب الزمان ، الذي ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن .

 

ولما أوغل بعض علماء السوء والفتنة عبيد الدينار والدرهم السلفية والوهابية والقاعدة ، ولم ينور قلوبهم بالعلوم الشرعية ، بل قالوا  في معرض الاعتراض على الحضرة الإلهية وتركوا الآخرة واستقبلوا الدينار والدرهم والعلو في الأرض لعنهم الله دنيا وآخره ونعم ما قيل بحقهم :

 

كم عاقل عاقل أعيت مذاهبه     وجاهل جاهل تلقاه مرزوقا

هذا الذي ترك الأوهام حائرة     وصير العالم النحرير زنديقا

 

فقالوا أهل الاهتداء ونجوم الاقتداء قالوا ونعم ما قالوا :

 

كم من أديب فهم قلبه     مستكمل العقل مقل عديم

ومن جهول مكثر ماله     ذلك تقدير العزيز العليم

 

وقال آخر :

 

كم عاقل عاقل لا زال ذا عسر     وجاهل جاهل لا زال في يسر

تحير الناس في هذا فقلت لهم     هذا الذي أوجب الإيمان بالقدر

 

وقال آخر :

 

كم من قوي قوي في تصرفه     مهذب الرأي عنه الرزق ينحرف

وكم ضعيف ضعيف في تقلبه     كأنه من خليج البحر يغترف

هذا دليل على أن الإله له     في الخلق سر خفي ليس ينكشف

 

 وقال الأرجاني :

 

تنقيص أهل الفضل دون الورى     مصائب الدنيا وآفاتها

كالطير لا يحبس من بينها     إلا التي تطرب أصواتها

 

وله أيضا :   

 

لو كنت أجهل ما علمت لسرني     جهلي كما قد ساءني ما أعلم

كالصقر يرتع في الرياض وإنما     حبس الهزار لأنه يترنم

 

ولا معنى للإطناب في نقل كلام أهل البلاغة والآداب ، من الحكم التي أودعوها في هذا الباب ، ويكفي إن كنت ذا أدب ، يجب نفي العجب ! ولهذا السبب ، فإنه لما كان مستقرا عند ذوي الفهوم والحقائق والعلوم ، أن أسعد الناس بالحطام الجهول الغشوم ، وأقل الناس حظا منه ذو الشرف الباذخ ، والقدم الراسخ ، في إدراك المنطوق والمفهوم ، جعل أن هذا غير مجهول عند الناس ، ولا متعجب منه بل معلوم .

 

فقال :

 

ما كنت أوثر أن يمتد بي زمني     حتى أرى دولة الأوغاد والسفل

تقدمتني أناس كان شوطهم     وراء خطوي إذ أمشي على مهل

هذا جزاء امرئ أقرانه درجوا     من قبله فتمنى فسحة الأجل

فإن علاني من دوني فلا عجب     لي أسوة بانحطاط الشمس عن زحل

 

 

 فإن الشمس أشرف الكواكب ، وهي كالملك وسائر الكواكب كالأعوان والجنود ، والقمر كالوزير وولي العهد ، وعطارد كالكاتب ، والمريخ كصاحب الجيش الذي على الشرطة ، والمشتري كالقاضي ، وزحل صاحب الخزائن والزهرة كالخدم والجواري .

 

فهذه الكواكب السبعة السيارة . فالشمس مع علو شأنها وقوة سلطانها في السماء الرابعة ، وزحل في السماء السابعة وإنما نفى العجب من تقدم الأوغاد والسفل عليه مع نقصهم ونزولهم عن علو مرتبته ورسوخ قدمه ; لأن هذه عادة الدهر بتقديم المفضول على الفاضل . كانحطاط الشمس إلى السماء الرابعة على شرفها وانتفاع العالم بها وارتفاع زحل إلى السماء السابعة مع كونه من النجوم الخنس حتى أن أكثر الناس لا يعرفه .

 

ومرة أخرى اعيد ما قاله ضرار صاحب الوصف الدقيق للإمام علي عليه السلام حين قال : الضبي  عن أبي صالح  قال قال  معاوية بن أبي سفيان لضرار بن ضمرة   : صف لي  عليا  فقال أو تعفني يا أمير ، قال بل تصفه لي ، قال أو تعفني ، قال لا أعفيك . قال أما إذ لا بد فإنه والله كان بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فصلا ، ويحكم عدلا ، ويتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستأنس بالليل وظلمته ، كان والله غزير الدمعة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جشب - أي بالجيم والشين المعجمة والباء الموحدة على وزن نصر وسمع أي غلظ أو بلا أدم كما في القاموس انتهى - كان والله كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ، ويبتدينا إذا أتيناه ، ويأتينا إذا دعوناه ، ونحن والله مع تقريبه لنا وقربه منا لا نكلمه هيبة ، ولا نبتديه لعظمته ، فإن تبسم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم ، يعظم أهل الدين ، ويحب المساكين لا يطمع القوي في باطله ، ولا ييأس الضعيف من عدله ، فأشهد بالله لرأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارت نجومه ، وقد مثل في محرابه قابضا على لحيته ، يتململ تململ السليم يعني القريص ويبكي بكاء الحزين ، فكأني أسمعه وهو يقول : يا دنيا يا دنيا أبي تعرضت ، أم لي تشوقت ، هيهات هيهات ، غري غيري ، قد بتتك ثلاثا لا رجعة لي فيك ، فعمرك قصير ، وعيشك حقير ، وخطرك كبير ، آه من قلة الزاد وبعد السفر ، ووحشة الطريق . قال فذرفت دموع  معاوية  لأنه فهم الإمام علي أكثر الناس وأن مكر معاوية لم ينفعه لأنه شريك بدم الإمام علي عليه السلام .. فما يملكها وهو ينشفها بكمه ، وقد اختنق القوم بالبكاء ، ثم قال  معاوية   : رحم الله أبا الحسن  كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار  ؟ قال حزن من ذبح ولدها في حجرها فلا ترقأ عبرتها ، ولا تسكن حسرتها .

والمرجو أن نتعاون ونتآخى ونتمسك بحبل الله المتين لحماية الأمة ونكون كل الجسد الواحد إذا اشتكى منه العضو كما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وآله  :  الحديث الشريف رواه كل من البخاري ومسلم وأحمد بن حنبل رحمهم الله أجمعين

((مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي ))

ومرة أخرى يداً بيد للتعاون والتآخي فأتوادد يا معشر الناس وبمناسبة قرب حلول أشهر الحرم يجب أن نكون يداً واحدة بل يجب أن تكون كل أيامنا إخاء وحب وتعاون وبمناسبة قرب شهر رجب المرجب أهدي للجميع من مات على الإيمان ثواب سورة المباركة الفاتحة مقرونة بالصلوات على محمد وآل محمد وأرجو أن تهدوا لروح ولدي ثوابها أيضاً والله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سيد صباح بهباني
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/19



كتابة تعليق لموضوع : وجعل الله هذا البيت مدرسة الآخرة!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net