صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

الوعي اليقيني والبعد الجمالي قراءة في كتاب (وظيفة الرسول (ص) ومسؤولية الامة) ح1
علي حسين الخباز


يشكل اليقين الفكري ثراء ابداعيا يتوغل في العمق الموضوعي بوعي مدرك، وهذا الوعي بطبيعته يشكل البعد الجمالي حيوية المحتوى، وخاصة حين يكون المبنى منبثقا من صلب التاريخ الفاعل، الرمز الانساني الذي يتعدى سمة الازمنة وتأثيرات الامكنة وبلاشك مثل هذا الرمز سيعزز العديد من الرؤى؛ كالذائقة والاقناع والمعنى، ويستنهض الوجدانية كبنية تمثل السيرورة الدلالية، والتي يمثل فيها الرمز مستوى الوصف الانطباعي او حتى التفسير المادي، فيكون سعي للاضاءة والتقصي البحثي يحمل ما يسمى البؤر التراثية الى واقع المعاصرة عبر خطاب معرفي فما دام الرمز حيا فاعلا يبقى تراثه حيا فاعلا، ولذلك رفض أغلب النقاد مقاييس الملائمة والموائمة الساعية لارضاء الامزجة، او المعدة لغايات سياسية معينة، وجعلوا من مديات التكامل مساعيا لبناء موقف فكري ايماني، ولذا يرى الشيخ عبد الرزاق فرج الله الاسدي في كتابه (وظيفة الرسول (ص) ومسؤولية الامة) وهو من سلسلة اصدارات قسم الشؤون الفكرية والثقافية ـ شعبة الاعلام - العتبة العباسية المقدسة ـ بأن المبعث النبوي الشريف هيمن على التواريخ بجلاله، وصار على السياق التاريخي والاجتماعي ان يقوم بواجب الشكر عبر الأزمنة وتنوع مكوناتها واحتياجاتها لحمل الفعل الخالد كفعل ابداعي.. لابد ان يستثمر لمعاني سلوكية تعامل هذا الارث الخالد تعاملا وجدانيا يقوم بواجب الوفاء الصادق لمنهج الرمز المحمدي الخالد، وبتأريخه وقيمه، فيكون الالتزام عبارة عن فهم واعي لمحتوى الرمز المحمدي، بأن نجعل من الذات وعيا للدين وتجسيده فكريا وتعايشيا مع الآخرين، والاهتمام بجمع الكلمة، ورد الخلافات، والسعي لرفع الدعوة بالحكمة والموعظة، وهذه المساعي تعني تأكيد الحضور الفكري اليقيني الساعي لتأصيل الهوية الانسانية بالبحث اولا عن جوهر هذه الشخصية التي هي محور الرسالات السماوية ومبدأ البركات ومنبع الرحمة للناس.
جوهر هذه الشخصية التي هي محور الرسالات السماوية ومبدأ البركات ومنبع الرحمة للناس... لنخلص الآن أن هذا المعنى يشكل يقينا ضمير رؤيا تستذكر مفاهيم تتعلق بالرد الازلي، اعادت رؤيا يقينية تتماثل مع اجتماع الازلي والموروث في شخصية الرمز المحمدي الخالد ـ وهذا المفهوم يصل الى يقينية الأثر المكون... فنجد ان لهذه الشخصية المقدسة وجودين، ومثل هذا التشخيص الدقيق سيرسم مفاتيح الخطاب النقدي نحو استحضار القيمة الجوهرية ـ وجود في الازل ـ حيث كان الرسول (ص) وجودا قائما بقرار ارادة الله الحق عز وجل... قد يشكل الواقع الوجداني هنا واقعا غيبيا، لكنه واقع يقيني، فقد كان اعداد النبي (ص) وخلقه متقدم على خلق البشرية وتكوينها... يكمن الابداع الحقيقي في البحث داخل الموروث لمعاينة الحقائق العروضة، والتأكد من سلامتها. قد يقال هذا تفسير مبسط او قسرية البحث عن شعورية وسط هذا العرض الفكري، وذلك لتضاهي العمق، فأبن عباس (رض) يقول قال رسول الله ص: (خلقني الله نورا تحت العرش قبل ان يخلق آدم باثني عشر الف سنة، فلما خلق الله آدم القى النور في صلبه، فأقبل يتنقل ذلك النور من صلب الى صلب حتى افترقنا في صلب عبد المطلب بين عبد الله وأبي طالب، فخلقني ربي من ذلك النور لكنه لانبي بعدي ـ لو تأملنا هذه البعثة وفاعليتها من النص البحثي ستعرف حينها الكم الجمالي حتى صارت وكأنها ومضات تعبيرية تخلق تفاعلا بين الجمالي واليقين كمفهوم اشتغال بمثابة استقراء جوهرين؛ الأول الأزلي، وأما الثاني فهذا الوجود الى الوجود الذي فرضته الحاجة الانسانية كنظام حياتي شامل بدأه بولادته ومبعثه الى البشرية نبيا، ليبدأ حركته الطبيعية في الوسط الاجتماعي كحركة تبريرية انصهرت في بوتقة العوارض البشرية متسلحة بعناصر القوة التي وهبها الله تعالى وهي من مؤهلات الكمال المرتكز على الوجود الاول ـ اذ يستقي المنجز هنا خصوصية الأدائية ضمن افق الهوية الايمانية، فهل تتقيد هذه اليقظة السماوية بحاجز الزمن؟ هل سينهي الموت تفاعلات هذه الحياة؟ أم تراها ستواكب عملية التغيير الاجتماعي، ونتيجة لمقدرة هذه الحركة المقدسة، فهي تستطيع أن تملأ الحاجة الانسانية في جميع مراحلها الزمنية، وهذا يعني أننا بحاجة دائمة الى الرسالة والمنهج الذي ينظم شؤون الحياة. ويذهب الباحث الشيخ عبدالرزاق فرج الله الاسدي بإتجاه النشأة الفطرية المتلهفة لمعرفة هذا المنهج، فيبين وجود مصدرين أساسيين لهذا التوجيه (العقل، الرسول) لاغنى لأحدهما عن الآخر لأن العقل يستغل جزءا كبيرا من معارفه وعلومه من خلال الرسول والرسالة، كما أن الرسالة تحتاج الى وعاء يستوعب قواعدها وأحكامها ومفاهيمها.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/18



كتابة تعليق لموضوع : الوعي اليقيني والبعد الجمالي قراءة في كتاب (وظيفة الرسول (ص) ومسؤولية الامة) ح1
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net