صفحة الكاتب : معمر حبار

فقه الحفاظ على المكاسب
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
من تمام حب الوطن الذي علّمك ورباك، أن تحافظ على المكاسب التي بفضلها، أمسى الفقير وزيرا، والمعدوم رئيسا، وأبناء الأمي علماء، وأبناء المرضى أطباء، والجائع شبعانا، والذليل عزيزا. 
 
وللمحافظة على هذه المكاسب، التي عاش لأجلها أجيال، ومات لأجلها أجيال ولم يستطيعوا تداركها، وسائل وطرق عديدة، قد يختلف البعض في مقدماتها أو نتائجها، ومنها المثال الآتي، الذي من خلاله تتضح الطريقة، ويبقى للقارئ حرية الاختيار والنقد ..
 
الإمام النووي، رحمة الله عليه، لم يعجبه تصرف القائد والملك، الظاهر بيبرس، رحمة الله عليه، لأنه أرهق المجتمع بالضرائب، فاشتكى الناس إلى الإمام النووي، فبعث برسالة إلى الظاهر بيبرس، ينبهه إلى نتائج أفعاله وقراراته، وشكوى الناس، والضرر البالغ الذي لحقهم.
 
وبعد مدة لم يتلق الإمام النووي أيّ رد من القائد بيبرس، فجمع العلماء من حوله، وكتبوا رسالة إلى الظاهر بيبرس، يدعونه للتخلي عن الإجراءات القاسية، التي اتّخذها في حقّ المجتمع، وتضرر منها تضررا بالغا. وبعد مدة لم يتلق الإمام ردا من بيبرس، فاعتزل وعاد إلى قريته نينوى.
 
والسؤال المطروح، لماذا الإمام النووي، لم يدخل في صراع مع القائد الظاهر بيبرس. والإجابة أن المكاسب التي تحصّل عليها المجتمع يومها على يد بيبرس كانت عديدة ثمينة منها .. 
 
محاربته للصليبيين، وتحريره للأراضي، ووضع حد لغزو الأجانب وانتهاك حرمات البلد والمجتمع والخيرات. ولم يشأ الإمام النووي، أن يخسر هذه المكاسب، رغم رفضه للإجراءات التي اتخذها بيبرس.
 
وقد قرأت منذ سنوات، أن الإمام النووي، دخل على القائد بيبرس، ولم يناديه باللقب المعتاد، وأغلظ له في القول، بسبب الضرائب التي أرهقت الناس، وغضب منه القائد بيبرس، إلا أنه لم يستطع فعل شيء، لأن الإمام كان مستقلا في دخله وعيشته.
 
ليس من الحكمة في شيء، أن يتشبّث المرء بمتر مربع، ليضيّع أمة بأكملها، ويهدر في سبيل تشبثه هذا، أرواحا وأعراضا وخيرات ومكتسبات.
 
إن الدفاع عن المكاسب، يستوجب الحفاظ عليها أولا، ومن أبجديات المحافظة .. حقن الدماء، وصيانة الأعراض، والتشبث بالأرض والسماء، وصيانة الخيرات. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/16



كتابة تعليق لموضوع : فقه الحفاظ على المكاسب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net