صفحة الكاتب : مهدي المولى

الاعراف العشائرية والقانون لا يلتقيان
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


نعم الاعراف العشائرية والقانون لا يلتقيان احدهم ضد الاخر اما القانون او الاعراف العشائرية
 فالاعراف العشائرية يعني الظلم والتخلف والعبودية والظلام والشر ودعوة الظالمين واللصوص واعداء الانسان في كل مكان وفي كل مراحل التاريخ المختلفة قديما وحديثا
المعروف جيدا ان الاسلام جاء للقضاء على الاعراف العشائرية والتفاخر بالانساب فالغى ااعرافها وانسابها وقال الانسان يفخر بعمله بتضحيته للاخرين وقال اتوني بأعمالكم لا بأنسابكم
لكن الفئة الباغية بقيادة المنافق الظالم معاوية لا تروق لها قيم الاسلام ومبادئه الانسانية السامية فقررت اختطاف الاسلام و بعد ان اختطفت الاسلام افرغته من قيمه الانسانية ومبادئه السامية النبيلة وأعادت  الاعراف العشائرية الجاهلية وهكذا اصبحت الاعراف العشائرية  وهكذا اصبحت قيم وجاهلية وعشائرية ابي جهل وابي سفيان هي التي تتحكم ولكن بأسم الاسلام
لهذا بدأ الخلاف بين الاعراف العشائرية وقادتها وبين  القانون القيم الاسلامية
بين المنافق عدو الحياة معاوية وبين الانسان الصادق  محب الحياة الامام علي
بين الاعراف العشائرية التي يمثلها معاوية وبين القانون الذي يمثله الامام علي
فالاعراف العشائرية هي التي ذبحت الامام علي وذبحت الامام الحسين وذبحت المختار وذبحت زيد بن علي وذبحت كل المفكرين والمثقفين والفلاسفة والعلماء في كل التاريخ والعشائرية هي التي ذبحت ثورة 14 تموز وذبحت كل قادتها
فكل ما حدث ويحدث من ذبح وتخلف وفساد وفوضى سببها الاعراف العشائرية   وشيوخها  فهي التي تخلق وتصنع المستبدين الظالمين وهي التي تفرض العبودية والذل على الشعب
فالطاغية  معاوية والطاغية صدام وغيرهم من الطغاة البغاة  صنعتهم الاعراف العشائرية وشيوخها
لهذا ليس امام العراقيين من طريق للخير والنور والحياة الحرة الا بالغاء الاعراف العشائرية وشيوخها ودفنهم في الارض كما تدفن اي نتنة والا يستمر الشر والظلام والعبودية
الذي اثارني واغضبني الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام والذي يقول حدث نزاع عشائري بين عشيرتين في مدينة البصرة استخدم في هذا الصراع كافة انواع الاسلحة بما فيها القاذفات ومدافع الهاون والاسلحة الرشاشة بل ان كل عشيرة اقامة لها مفارز خاصة ونقاط تفتيش بها تلقي القبض وتقتل  على الهوية على مرأى ومسمع من الاجهزة الامنية والحكومة والسلطة القضائية وكل اجهزة الدولة المختلفة
اما الاجهزة الامنية فليس لها اي موقف سوى موقف المتفرج هل تدرون لماذا  لان الاجهزة الامنية الشرطة الجيش لا تملك اسلحة  متطورة كأسلحة العشائر والاغرب من كل ذلك ان الحكومة ترسل رسلها متوسلة بوقف هذا الصراع وهذه الحرب التي  ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى وانتهاك صريح وواضح للقانون والدولة بل تحدي صارخ  واعلان واضح على عدم وجود اي اثر للدولة والقانون والمؤسسات القانونية وعدم وجود اي احترام للانسان
لا شك ان هذه الحالة يعني اننا نعيش بدون دولة بدون قانون بدون نظام يعني اننا نعيش في فوضى  وتحت ظل الجهل والتخلف بل ان الحكومة ومؤسساتها في خدمة الاعراف العشائرية وشيوخها
فبدلا من ان تفرض القانون بالقوة وتجرم المسئول عن خرقه وتحيلهم جميعا الى العدالة وتفرض هيبة الدولة والاجهزة الامنية اخذت تتوسل بهذا الشيخ وذاك الشيخ وتخضع  لسلطتهم وقوتهم وتمنحهم القوة والنفوذ وتدعم وترسخ  سلطة الشيوخ والاعراف العشائرية لا شك ان هذا التصرف عودة الى جاهلية ابي سفيان وابي جهل والغاء للقانون وللدولة
نقول للحكومة اما دولة القانون  سلطة القانون او سلطة الاعراف العشائرية وشيوخها  اما ان تجعلوا الحكومة والقانون في خدمة شيوخ العشائر واعرافها و تجعلوا الحكومة والقانون في تعزيز نفوذ شيوخ العشائر واعرافها واذلال  المواطن والمواطنة فذلك امر مرفوض وغير مقبول بل تجاوز صارخ على حياة المواطن وحقوقه الانسانية للأسف ان الكثير من السياسين وجدوا في الاعراف السياسية المبتذلة وشيوخها وسيلة لتحقيق اهدافهم في الحصول على المناصب والكراسي لسرقة الشعب  وذبح الشعب
لهذا على  كل عراقي انسان يريد بناء دولة القانون يريد ان يحكمه القانون ان يرفض مثل هذه الاجراءات بقوة ويتصدى لها لانها تسد الطريق امامه وتجعله يعيش في دوامة العبودية والذل والاهانة والتخلف
فمنذ ذبح الامام علي ذبحت الدولة وذبح القانون على يد  الاعراف العشائرية وشيوخها وحتى الان ونحن في حالة واحدة من الذل والاهانة والتخلف
 ايها المسئولون  اعلموا ان ترسيخ الاعراف العشائرية ودعمها جريمة كبرى بحق الشعب والوطن يعني استمرار النزاعات والصراعات العشائرية والطائفية والعنصرية يعني استمرار التخلف والجهل والظلم يعني الغاء القانون والدولة يعني  لا علم ولا ثقافة ولا حضارة ولا عقل
كثير ما اسأل نفسي لماذا لقاءات المسئولين دائما بشيوخ العشائر اينما ذهبوا واينما حلوا في حين لم يلتقوا ولو مرة واحدة بالمثقفين لا شك ان هناك سبب
والسبب واضح شيوخ العشائر جهلة متخلفين انتهازين من السهولة شرائهم   وبواسطتهم يحققون اهدافهم
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/15



كتابة تعليق لموضوع : الاعراف العشائرية والقانون لا يلتقيان
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net