صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

جميع الأحزاب تصلح للديمقراطية!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.



عندما تتحقق التربية الديمقراطية الصحيحة في أي مجتمع , فأن جميع أحزابه تكون صالحة للمشاركة في الحكم , وفقا لضوابط الدستور الذي يكفل حقوق الجميع.

فالعيب ليس بالأحزاب مهما كانت توجهاتها الوطنية , لكن العيب الأكبر في قصور التربية الديمقراطية.

فالمواطن المُربّى ديمقراطيا , والواعي لمصلحة بلاده ومجتمعه لا خوف منه ومن الحزب الذي يؤسسه ويشارك به في العملية السياسية.

وعلينا أن نعترف جميعا بأننا ما ترعرعنا ديمقراطيا!

فالفرق واضح بيننا وأبناء المجتمعات التي تربت ديمقراطيا عبر الأجيال , ويظهر في كيفيات تناولنا للموضوعات والآراء بحواراتنا , التي تؤدي في معظمها للتخاصم والعداء والبغضاء.

فنحن لا نمتلك من الديمقراطية ثقافتها وروحها ونفسها وفكرها وعقلها وسلوكها وآلياتها ومعانيها وأسسها , ونجهلها بالكامل.

فالواحد منا عارف وأمير وسلطان وفيلسوف وسياسي وسيد وشيخ ورئيس وحكيم , وإياك أن تقول له لا تعرف , فكيف يكون في وعاء ديمقراطي , مَن يحسب أن لا مثيل له بين الناس , بالمعنى الاخر لذلك.

هذه حقائق طبعنا وموقفنا وإقترابنا من بعضنا البعض , وما فينا يقول بوضوح بأننا دائما وأبدا        " نتفق على أن لا نتفق" , وهذا ما يسعد أطراف أي حوار , ويغذي ما فيهم من الحاجات والعاهات النفسية المستورثة!

والأمثلة والشواهد عديدة ومتكررة ويمكن لأي قارئ أن ينظر في نفسه ومن حوله ليأتي بالكثير منها, وأكثرها سيادة ووضوحا , ما يجري بين الذين يسمون أنفسهم بالساسة في أنظمة الحكم بأسرها , فهل وجدتم أنهم إتفقوا على شيئ , وفضلوا مصلحة الوطن والمواطنين على مصالحهم , وهل وجدتم فيهم مَن يتحلى بروح ديمقراطية حقيقية وصحيحة؟

وهل تساءلنا لماذا يمعنون بإتهام بعضهم البعض , وتدبير المكائد والويلات؟

والجواب ربما يتلخص بأنهم بلا تربية ديمقراطية , ولو كانوا حقا (متربين ديمقراطيا) , لما أصابهم ومجتمعاتهم الفساد والضعف والخسران , ولتمكنوا من الإنتقال بالواقع في بلدانهم إلى أفضل حال , لأنهم يمتلكون المال الكافي لرفاهية أبناء المجتمع , لكنهم بلا رؤية ديمقراطية , مما يجعلهم يبذرون الأموال بشراء الأسلحة التي يقتلون أبناء الشعب ويخربون البلاد , ويحسبون أنهم الأبطال الأشاوس , والعناترة الأفذاذ!

فلنعرف الديمقراطية قبل أن ندعيها ونخادع أنفسنا والآخرين وكأننا في غياهب البهتان الأليم!!
 

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/15



كتابة تعليق لموضوع : جميع الأحزاب تصلح للديمقراطية!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net