صفحة الكاتب : مهدي المولى

العقل بين الحرية والعبودية
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


لا شك ان عقل الانسان هو   معجزة هذا الوجود هو القوة التي لا يمكن وصفها ولا يمكن تحديدها   انه من روح الله يعني هو ممثل الله وقوة الله وقدرة الله في هذا الوجود
فبواسطة العقل اصبح الانسان سيد هذا الوجود وجعل الوجود وما فيه من اجله وفي خدمته  والعقل مستمر في ابداعاته وفي اكتشافاته وفي اختراعاته من اجل حياة اجمل وافضل لكل انسان وما اكتشفه واخترعه الانسان الان لم يتصوره بل لم يتخيله الانسان قبل الف عام يا ترى ماذا سيخترع سيكتشف بعد الف عام من الان لا شك لا قدرة لنا حتى على   تخيله مجرد تخليه ومع ذلك الانسان يستمر في التخيل ويحلم في تحقيق المعجزات
 فروح الله هو العقل وجعلنا فيه من روحنا فالعقل وجد حرا لا تقيده قيود ولا حدود ولا شروط  فالويل كل الويل لمن يقيده لمن يفرض عليه العبودية لمن يحاول احتلاله
فالذي يريد انسانا كاملا فاليدع عقله حرا
والذي يريد ان يجعل من الانسان دون الحيوان درجة عليه ان يقيد عقله ويغله باغلال العبودية
فكل ما في هذه الحياة من شر وفساد وعنف هو نتيجة للعقول المقيدة المغلولة
وكل ما في هذه الحياة من خير واصلاح وحب وسلام هو نتيجة للعقول الحرة
فرسالة  الله هي الدعوة الى حرية العقل لا يمكن للأنسان ان يعرف الله حق المعرفة الا اذا كان حر العقل لهذا نرى دعوة  اعداء الله هي فرض القيود والاغلال على العقل ومن هنا بدا الصراع بين اهل الله واعداء الله
بين الذين يدعون الى حرية العقل وبين الذين يدعون الى عبودية العقل
لهذا نرى اعداء الله اعداءالحياة والانسان كل هدفهم هو احتلال عقول البشر ومن ثم تقييدها ويجعلوا منها وسيلة لتحقيق اهدافهم الشريرة وغاياتهم الخبيثة لهذا ليس غريبا اذا قلنا لا يوجد اي احتلال للارض للاوطان وانما هناك احتلال للعقول فعندما تحتل العقول اصبح كل شي بيد المحتلين وفي خدمتهم ومن اجلهم
فهل رايتم محتل سواء اجنبي او من ابناء الوطن احتل  وطن اطلق حرية الشعوب عقول الشعوب لا شك لا يوجد ابدا
لهذا نرى المحتل من قبل ابناء الوطن اكثر قسوة ووحشية من المحتل الخارجي
هناك حقيقة علينا ان نعيها ان ندركها ان الاطلاع على كل الاراء كل الافكار هي الوسيلة الوحيدة التي تخلق لنا افكار واراء جديدة  فهذه الأفكار  والاراء تتلاقح كما تتلاقح  الاحياء الاخرى من بشر من حيوانات من نبات  فهذا التلاحق يؤدي الى ولادة شي جديد وهذا التلاحق هو سبب استمرار هذه الاحياء ولولا هذا التلاقح لانعدمت وتلاشت تلك الاحياء وكذلك الافكار تتلاقح بعضها مع بعض فتثمر افكار جديدة وكلما اطلع الانسان على اكثر عدد من الافكار والاراء تتولد افكار جديدة اكثر كمال واكثر صواب فالافكار والاراء والمعتقدات مهما كانت اذا لم تجد افكار واراء ومعتقدات اخرى تتصادم معها تتلاحق معها  تتلاشى وتزول
لهذا على من يريد يبني وطنا ويسعد شعبا ان ينتج افكار اراء جديدة ناضجة راقية من يريد ان ينتج افكارا جديدة راقية تساهم في ذلك ان يطلع على اكبر عدد من الافكار والاراء مهما كانت تلك الافكار والاراء
الويل كل الويل للشعب وللوطن من شخص يختصر اطلاعه على فكر واحد رأي واحد  معتقد واحد بحجة ان رأيه معتقده هو الافضل والاحسن والافكار والمعتقدات الاخرة كافرة فاسدة اعلموا ان هذا الشخص عدوا لفكره لمعتقده لانه لا يفهم ولا يعرف ما يؤمن به من فكر معتقد فالانسان الذي يريد ان يفهم فكره ومعتقده عليه ان يطلع على افكار ومعتقدات الاخرين
يقول الكاتب والمفكر المصري انور عبد الملك
علينا ان نؤمن بان الانسان يستطيع بواسطة عقله ان يفهم الطبيعة به والاحوال الاجتماعية التي يحيى فيها مما يجعل في مقدوره ان يحدد مصيره بنفسه وان يتغلب على الصعاب ويقيدها وان يبني مستقبله بقوة وعزم وثبات ان التشكيك في العقل وتحقير العلم  وازدراء الفلسفة والتقليل من شان التضامن الانساني والقيم الاخلاقية ان هذه المواقف كلها لا تخدم الا اعداء الحياة والانسان
يعني ان العقل هو  القوة التي تحقق للانسان الجنة التي حلم بها في الحياة الدنيا وليس بعد الموت بشرط ان يكون حرا مطلقا لا حدود ولا قيود تحدد وتقيد نظرته وحركته
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/09



كتابة تعليق لموضوع : العقل بين الحرية والعبودية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net