صفحة الكاتب : معمر حبار

دروس وعبر من أزمة أوكرانيا
معمر حبار

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

المتتبع لأزمة أوكرانيا، وما يحدث الآن في جزيرة القرم، يقف على جملة من الملاحظات السريعة، في انتظار أن تتبلور الصورة جيدا:

§       إن الحروب التي خاضتها روسيا، القديمة منها والجديدة، كلها تندرج ضمن السيطرة على المياه الدافئة. وفي سبيل ذلك، لاتتوانى لحظة واحدة في استخدام أقصى درجات القوة، سواء تعلق الأمر بالماضي أو الحاضر أو المستقبل. فاستعمال القوة عند روسيا، عقيدة عسكرية، تربى عليها المدني والعسكري، طوال حياته.

§       صاحب المصلحة هو الذي يحفظ مصلحتة بالقوة التي يراها مناسبة. وروسيا رأت أن من مصلحتها أن تحافظ على مصالحها بالقوة العسكرية.

§       العرب والعجم، أثاروا قضية القواعد العسكرية الروسية المنتشرة في بعض دول العالم، لكنهم كما يقول الأستاذ: مصطفى يوسف اللداوي في مقال له بعنوان: " وجهة نظر لصالح روسيا"، لم يتطرقوا للقواعد العسكرية المنتشرة في البلاد العربية والإسلامية، وما نجم عنها من تدهور في الأخلاق، وتبعية مطلقة في القرار السياسي، وعدم محاسبة الجنود عن مايقترفونه.

§       إن الغرب الذي يواجه روسيا الآن، ويصف تدخلها العسكري في جزيرة القرم بالغزو، ويطلب منها الانسحاب فورا، وإلا تعرضت لعقوبات اقتصادية، هو نفسه الذي مازال يغمض الأعين حول مايجري في الشيشان.

§       إن الغرب الذي أعاب على روسيا تدخلها العسكري واستعمالها للقوة في حل مشكلة أوكرنيا، هو نفسه الذي حطّم حضارة بابل وهارون الرشيد بعراقنا الحبيب، وجعل من ليبيا نارا وركاما، وهو الآن يسعى بكل مالديه للإطاحة بحضارة الأمويين في الشام العريق، وسورية الحبيبة.

§       إن التدخل العسكري، ممقوت أيّ كانت الدولة التي تتزعمه. والعاقل هو من يعارض التدخل العسكري الأمريكي البريطاني الفرنسي الأطلسي، ضد الأخوة العرب في المشرق والمغرب، وفي نفس الوقت يعارض التدخل الروسي ضد الأخوة المسلمين في أفغانستان والشيشان وغيرها.

§       لن يحدث لروسيا أيّ مكروه، جرّاء تدخلها أو غزوها لجزيرة القرم، حسب كل فريق مؤيد أو معارض، لأنها الأقوى وتملك من وسائل الردع، مايجعل الغرب يكتفي ببعض الإجراءات الاقتصادية، حفاظا على ماء الوجه.

§       إذا كان الغرب، يحارب روسيا وهي القوية، بهذه الضراوة. فكيف به يتعامل مع المجتمعات العربية والإسلامية، وهي التي تتبعه في الصغيرة والأصغر؟.

§        ترى روسيا أن ماحدث في البرلمان الأوكراني، انقلاب عسكري ضد الرئيس الشرعي. ويرى الغرب أن التدخل العسكري الروسي في جزيرة القرم، انقلاب عسكري. والمتتبع العاقل، هو من لم يقف مع هذا ضد ذاك، فكلاهما من صناع الانقلابات العسكرية ضد الأشخاص والأمم.

§       ليس من الحكمة في شيء، أن يقف العربي المسلم مع روسيا، لأنها وقفت مع سورية، ولا أن يقف مع الولايات المتحدة وحلفاءها، لأنها وقفت ضد سورية وليبيا، فلكل منهما موقفه، الذي يتبع مصلحته أنى وجدت.

§       إن وسائل الردع بين القوتين الأمريكية والروسية، هي التي منعت الحروب والغزو والاحتلال فيما بينهما. والمجتمعات العربية والإسلامية ستظل تحت رحمة الغزو والاحتلال من طرف هذا أو ذاك، لأنها تفتقر لوسائل الردع، وتتبع الجميع في كل شيء.

  §       إن القوي يحافظ على مصالحه ولو في آخر لحظة، كما فعلت روسيا في تدخلها أو غزوها لجزيرة القرم. والضعيف يبقى إلى الأبد يرهن مصالحه بالغير، لأن قوته العسكرية لم تكن للدفاع والحفاظ عن تاريخ أمة وخيراتها، بل للحفاظ عن كرسي وعرش زائلين.

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


معمر حبار
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/03/07



كتابة تعليق لموضوع : دروس وعبر من أزمة أوكرانيا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net