صفحة الكاتب : مهدي المولى

كيف ينموا المجتمع ويتطور
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

للاسف الكثير منا يرى نمو المجتمع وتطوره حسب رغبتنا وارادتنا وهذا هو الخطا الكبير الذي  وقعنا به وأدى بالتالي الى ضياع الكثير من التضحيات والنضال  وكان السبب  في كل ماحدث  من تراجع وتخلف في قوى التغيير والتقدم ونجاح قوى الجمود والتخلف وخاصة في مجتمعات ما يطلق عليه بالدول النامية العالم الثالث والبعض اطلق عليه الدول النائمة  التي ابتليت بمثل هؤلاء وكانت النتيجة كارثة حلت بالمجتمع وادت الى  تراجعه وتخلفه

فنموا المجتمع وتطوره كنموا الانسان وتطوره لا يمكن لاي فئة مجموعة  مهما كانت قوتها ومصداقيتها ان تنقل الطفل الى شاب  يافع او الى شيخ  لكن يمكننا ان نقول ان لها  القدرة ان توجه هذا الطفل وترشده وترعاه وتوجهه التوجه الصحيح والسليم وتجعل منه في المستقبل انسان صالح ونافع ومفيد

وهذا يتطلب ان ننطلق في رعاية  هذا الطفل وتوجيهه التوجه السليم من واقعه من مستواه  يعني ان نبدأ معه دار دور  فبهذه الطريقة يمكننا ان نرفع من مستوى الطفل ونخلق منه الانسان النافع والمفيد الانسان الصالح  لو انطلقنا من مستوى اعلى من مستواه العقلي اي بدأنا بتعليمه بدلا من دار دور بنظريات علمية مثلا في النظرية النسبية لا شك ان ذلك يؤدي الى عزوف الطفل عن التعلم  وبالتالي يؤدي به الى التمرد ويمكن ان يكون انسانا طالحا مخربا ومؤذيا

فمن يريد نمو المجتمع وتطوره اي مجتمع ان يبدأ مع المجتمع كما  يبدأ المعلم مع الطفل الصغير اي يبدأ من مستواه وينطلق من ذلك المستوى ثم يرفع من مستوى ذلك المجتمع تدريجيا 

فتغيير المجتمع ونموه وتطوره يتطلب

اولا زرع ونشر وترسيخ ودعم الديمقراطية وهذا يعني حث الشعب   كل الشعب بكل اطيافه بكل افكاره وتوجهاته واعراقه المختلفة  ان يقول رأيه ووجهة نظره وموقفه بكل حرية وبدون خوف او مجاملة ويكون هدفه  الخدمة العامة واحترام وقبول تلك الافكار ووجهات النظر  ومن الطبيعي ستتفاعل تلك الافكار ووجهات النظر ومن الطبيعي ستثمر افكار ووجهات نظر جديدة ثم اخذ المحصلة النهائية لتلك الافكار ووجهات النظر وتنفيذها وهكذا  ينموا المجتمع ويتطور تتدريجيا بدون اي هزات وصدمات

من اهم اسس الديمقراطية وقيمها   هي ان يشارك الجميع في بناء المجتمع من خلال احترام كل الاراء ووجهات النظر فهذا السبيل الوحيد لتطور ونموا المجتمع  وهكذا نبعد حكم الفرد الواحد والحزب الواحد والرأي والاتجاه الواحد الذي يعتبر من اشد الامراض الفتاكة التي دمرت الوطن والشعب بل الانسان والحياة

فرأينا بعض المجموعات جاءت بانقلاب عسكري او ثورة شعبية وفرضت نفسها بالقوة وفرضت فكرها ووجهة نظرها وموقفها وحكمت عشرات السنين فالقذافي حكم اكثر من اربعين عام وصدام حكم اكثر من 35 عام وهناك مجموعات سيطرت على الحكم بما اطلق عليها بالثورة الشعبية وحكمت اكثر من 75 عام لكن هذه القوة فشلت فأفسدت المجتمع وانهارت هذه الانظمة وبالتالي عاد المجتمع الى ماكان عليه قبل وصول هذه المجموعات كما حدث في الكثير من الدول في اسيا وافريقيا ودول عديدة اخرى وعلى رأسها الدول  التي سمت نفسها بالدول الاشتراكية لان هذه القوة المجموعة هي التي كانت تفرض وتطلب من الشعب ان ينفذ اما في المجتمعات الديمقراطية فالشعب هو الذي يفرض والحكومة تنفذ لهذا تفسد المجتمعات وتنهار في ظل الرأي الواحد وتصلح في ظل التعددية وترتقي

من هذا يمكننا القول لا نمو ولا تطور  لاي مجتمع في ظل الحزب الواحد الحاكم الواحد الرأي الواحد الدين الواحد بل  ان ذلك هو سبب التخلف والفساد والعنف والجهل في المجتمع وفي العالم

لو تمعنا في مصدر العنف والحروب لاتضح لنا بشكل واضح انها المجتمعات التي يحكمها الفرد الواحد الحزب الواحد الاتجاه الواحد الدين الواحد في حين نرى المجتمعات التي يحكمها الشعب اي مختلف الاراء والافكار تكون مصدرا للسلام والمعرفة 

فعلى المثقفين والذين يسعون لتطور الحياة وسعادة الانسان ان يجنبوا شعوبهم العنف والنزعات التي تخلق العداوة والبغضاء بين ابناء الشعب الواحد  بل بين البشر جميعا وذلك من خلال مشاركة الجميع في صنع القرار والمساهمة الفعالة في بناء الوطن وبهذا يكون التنافس بين ابناء الشعب على اساس من يضحي اكثر للشعب من يقدم خدمة اوسع للشعب والوطن ففي هذه الحالة ينطلق المواطن من المصلحة العامة لا من مصلحته الخاصة

لهذا علينا ان نطلق الافكار بحرية مطلقة بغير حدود ولا شروط دعوها تتلاقح تتصارع تتنافس  فالأفكار الصحيحة السليمة نتيجة لتلاقح تلك الافكار لتصارعها لتنافسها


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/28



كتابة تعليق لموضوع : كيف ينموا المجتمع ويتطور
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net