صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

الرد على شبهات المنحرف أحمد القبانجي الحلقة الثالثة
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في ما يلي تسلسل ما قالة المنحرف احمد القبانجي وتعليقاتنا عليها • هنالك حكمة في نهج البلاغة لم يأت بمثلها القرآن الكريم، ألا وهي قول أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»: ”يا بُني اجعل نفسك ميزانا فيما بينك وبين غيرك، فأحبب لغيرك ما تحب لنفسك، و اكره له ما تكره لها، ولا تظلِم كما لا تحب أن تُظلَم، وأحسن كما تحب أن يُحسن إليك، واستقبح من نفسك ما تستقبحه من غيرك، ولا تقل ما لا تحب أن يقال لك...“ فأين هذا الكلام عن هذا الكلام: «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ • إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ • فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ • الذي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ»؟ تعليق : ”قاتل الله الجهل، أولا: أن هذه الحكمة على فرض أنه لم يرد مثلها في القرآن فأن ذلك لا يخدش ببلاغة القرآن شيئا، فمسألة احتواء القرآن على بعض الحِكم المشابهة لما ورد عن المعصومين (صلوات الله عليهم) من العدم هذا موضوع آخر، وإضافة إلى ذلك فأن الإمام علي بن أبي طالب (عليهما السلام) والذي يستشهد هذا الرجل بقوله إعجابا ببلاغته، كان كثيرا ما يستشهد بآيات القرآن الحكيم، وهو الأمر الذي لا يقدر أن ينكره أحد، فعلي هو القرآن الناطق الذي يترجم لنا المعاني الواردة في القرآن فيفتح لنا بذلك أبواب فهم القرآن، لذا فأن حِكم الإمام ومواعظه وخطبه ورسائله وكلماته هي تفريعات عمّا تضمّنه كتاب الله العظيم.

ولو تتبّع هذا الجاهل المركّب آيات القرآن الكريم لوجد أن هذه الحكمة الطويلة قد جاءت بعدّة كلمات مختصرة في القرآن وتحديدا في سورة الإسراء، حيث قال الله تعالى: «إن أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا»، فهذا السطر يتضمّن تلك المعاني في حكمة أمير المؤمنين مجتمعة، إذ هذه هي خلاصة القول، فهذه الكلمة في القرآن أبلغ وأفصح من تلك الحكمة إذ أنها أقصر وتؤدي المعنى ذاته.
وليست هذه الآية فقط تؤدي إلى المعنى نفسه، بل أن هناك آيات أخرى في القرآن توصل إلى نفس المعنى أيضا، كقوله تعالى في سورة الحجرات: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ»، فهي تحث المرء أيضا على أن يجعل معاملته للآخرين خاضعة لميزان نفسه، ووجه الدقة مع الحكمة قوله: «وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ».
ثم أنه ما وجه المقارنة البلاغية بين هذه الحكمة وبين ما ورد في سورة قريش والمعاني مختلفة؟ من يريد أن يقارن نصين من جهة البلاغة فأن عليه أن يأتي بنصين متماثلين في المعنى“.
• ماذا تفيدنا سورة قريش؟ هذه سورة لا فائدة منها! حيث لسان حال هذا الرجل يريد أن يقول بأن هذه السورة لغو من القول، لا محصلة من وراءه.
تعليق: ”هذه السورة في واقع الحال هي إعجاز في البلاغة، لكن هذا الرجل الأحمق يريد أن يشكل على المعنى، والجواب عليه أن لهذه السورة فوائد كثيرة، نعرض بعضا منها، فبعد البسملة التي تشير إلى صفة الله الرحمن أي المبالغ في الرحمة الشاملة لجميع المخلوقات، وصفة الرحيم أي الكثير الرحمة والملازم للرحمة، هذه السورة تخاطب قريش مباشرة وقد كان لها الأثر الكبير في إرشادهم إلى الله (تبارك وتعالى) الذي أنعم عليهم وآمنهم، فهي تذكّرهم برحلتهم في الصيف إلى الشام ورحلتهم في الشتاء إلى اليمن، حيث أن الله آلف رحلتهم وجعلهم في أمانه، وجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لأنهم سكان بيته الآمن، فكان العرب يغيرون على كل بلدة وقرية ويستثنون أهل مكة احتراما لبيت الله الحرام، وكذلك كانت قوافل قريش التجارية تنطلق بالراحة والطمأنينة دون مخاطر وأذى لأن سائر قبائل العرب كانت تحترمهم لمجاورتهم بيت الله الحرام الذي يؤدون إليه مناسك الحج، فالسورة تبدأ معهم بالآية «لِإِيلافِ قُرَيْشٍ» لتذكّرهم بهذه الألفة التي جعلها الله لهم في رحلتهم «إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ» مع كونهم أهل قرية في وسط الصحراء، فإنمائه «عز وجل» لتجارتهم بما صيّرهم منعّمين بمدينتهم التي أصبحت المدينة الأولى في شبه الجزيرة العربية، ثم تدعوهم إلى ترك عبادة الأوثان «فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ» أي هذا البيت الذي هو سبب شرفهم وكرامتهم“.
• القرآن يقول: «الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ» فما فائدة قوله «مِّنْ جُوعٍ» طبعا الإطعام يكون من جوع ولا يكون من الخوف!
تعليق: ”الله سبحانه وتعالى يريد أن يبيّن لهم أن الإطعام جاء بعد خوفهم من الجوع الشديد، فقد كان العرب في الجاهلية عند حصول المجاعة يأكلون القد، والعلهز، والدم، ويشربون الماء الآسن الذي تلغ فيه الكلاب والدواب، كما كانوا أحيانا يأكلون جيف البشر، أي أنهم كانوا يقتاتون بأنجس الأشياء كما تشير لذلك الزهراء (عليها السلام) في خطبتها الاحتجاجية على الطاغية أبي بكر، فبعد هذا أنعم الله عليهم بالإطعام بعد أن كادوا يموتون جوعا، فقوله «مِّن جُوعٍ» هو إشارة إلى هذا المعنى، مع تذكيرهم بالخوف الذي كانوا يعيشونه «وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ» لأجل إيقاع الأثر المطلوب في نفوسهم وهذه هي البلاغة. فهذه السورة المباركة تمتاز بوزن غريب ونظم عجيب إذ فيها سبك خاص لا يمكن إيجاده بأي كلام آخر، فهي توقظ وتنبه السامع والمتلقي من العرب، بما يحرك الوجدان“.
• سورة الرحمن تحتوي على تهافت بلاغي، وعلينا تنزيه الله عن قول مثل هذا الكلام، فهذا من كلام البشر عبر ما يسمى بالوحي الوجودي، أي أن الله أوحى لرسوله محمد (صلى الله عليه وآله)، فجاء إلينا هذا الكلام بعد أن استوعبه النبي بهذه الطريقة فأوصله إلينا بهذه الألفاظ!
تعليق: ”ما كنت أظن يوما أن أحدا يناقش في بلاغة هذه السورة، التي تتضح بلاغتها جليا باهتزاز مشاعر الإنسان عند قرائتها، ولكن فلنرى فضيحة هذا الرجل بتفنيد ما يقول“. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/27



كتابة تعليق لموضوع : الرد على شبهات المنحرف أحمد القبانجي الحلقة الثالثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : مصطفى الهادي ، في 2014/02/27 .

السلام عليكم
مولاي هذا معتوه مضطرب عقليا نتيجة اصابته عندنا كان مقاتلا في فيلق بد معنا وانا اعرفه جيدا . معتوه اضافة إلى انه يتبع مدرسة سروش وعلي شريعتي المنحرفة .
وانا قبل اكثر من سنتين كتبت مقالة حقه تحت عنوان : ((المتفقه بغير علم كحمار الطاحونة يدور في مكانه ولا يبرح)) .
حياك الله اخي العزيز واثمن فيك غيرتك على دينك وجعلك الله من المجاهدين المدافعين عن الاسلام .




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net