صفحة الكاتب : د . هشام الهاشمي

تحليل شخصية قادة تنظيم داعش
د . هشام الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
1-كل من يهتم بسير وتواريخ قيادات تنظيم القاعدة في العراق، يجدهم غالبا ما يتصفون بالتدين على منهج( السلفي- القطبي- الجهادي)، وتجدهم–غالبا- على درجة عالية من التشدد والغضب والتعالي، والذكاء مسألة متفاوتة، وقلة منهم يتمتع بقدرات على فقه الواقع والخروج باستنتاجات منطقية، ويعود هذا إلى التأثير الكبير لما يتلقاه التكفيري من أفكار  جهادية ناقمة على المجتمع في بداية طلبه للمعرفة الدينية، وغرضها صناعة الشخصية العدائية لهذا الشخص أو ذاك، وهي غالبا تؤدي إلى عزلته داخل دائرة تلك الأفكار ومنعه من مخالطة المجتمع بزعم ان تلك المجتمعات جاهلية، واستعمال مفهوم ( الولاء والبراء) للرهبنة والحكم على الاخر بالكفر والإلحاد، وتجربة معسكرات الأعداد الشرعي منذ عام 2004-2012 في سجن بوكا وسجن أبي غريب وسجن كروبر وسجن الرصافة وسجن الكاظمية، ومعسكرات الأعداد والتطوير منذ عام 2003-2013في حديثة وبهرز والثرثار والعويسات والعظيم وجزيرة الموصل، هي من أنتج معظم القيادات المتشددة الحالية، وهذه المعسكرات اثرت في بناء على ما يسمى صناعة الشخصية في مجتمع قيادات تنظيم القاعدة، التي تتخذ من التشدد طريقا لها، بدلا عن السماحة والتعايش المترتب على الإتباع للسنن النبوية الشريفة وحسن الخلق في التعامل مع الاخر!!!.
2-القيادات الذين اقصدهم هنا تحديدا، هم اصحاب القرار من قيادات الصف الاول، الأشخاص الذين لديهم قدرة على صناعة الموت في حياتنا وقدراتهم على سياسة وادارة وقيادة الارهاب، وليس السواد الأعظم من مقاتلي تنظيم داعش، فالقيادة التي تتولى مفاصل الامر والنهي، هي المسؤولة عن كل ما نعيشه من الألم والحزن في العراق، ومؤخرا تجاوزت مسؤولية هذه القيادة حدود العراق الى سوريا، فثمة قيادات تتعدى الحدود ويتم تعميمها بين المقاتلين ، تحت حجة ان الجهاد لا يعترف بحدود سايكس بيكو!
3-لطالما تغافلت الدراسات عن الكلام حول شعبية هذه القيادات وقبولها بين مقاتلي تنظيم داعش، سواءا على صعيد الأفراد او على صعيد مجلس الشورى، قيادات داعش عند طيف واسع من المقاتلين غير مقبولة، ولكنهم عقدوا البيعة للأمير بالتخويف الديني والترغيب وأحينا بالقمع، ويتذكر من يهتم بتنظيم القاعدة في العراق كيف في نهاية عام 2009 قتلت القاعدة في الموصل مجموعة الشيخ عبدالكريم الجبوري المعروف بملة كريم الشورة لانه حاول ان يصحح مسار البغدادي  والعودة به الى منهج الزرقاوي، حيث قتلوا جميعا، هذا كله يوضح سبب مقبولية  تلك القيادات!!!
4- سياسية القادة في تنظيم داعش عدم الاستماع إلى أحد من حولهم من التنظيمات والفصائل الاخرى، وإلى مظالم الناس وقضاياهم، وإلى العلماء السلفيين  الجهاديين الذين يسعون للإصلاح.. فكل من سواهم متهم بالدخول في منزلقات التحريض على التمرد والعصيان، هذا الانغلاق على الأنا وعدم القبول من الاخرى مهما كان قريبا فكريا ومنهجيا، أبعدهم عن الوقوف على الحقيقية وأبعدهم عن تحقيق مطالب الناس، وأوهام البغدادي انه على حق وليس سواه الا الباطل تكبر يوما بعد يوم، الامر الذي جرده من القدرة على مواجهة المشاكل الا بالحلول الآنية المتشددة، وبالتطبيل في مواقع الالكترونية بالنصر، وبالأفلام الجهادية التي لم تعد ذات تأثير كبير على معظم المسلمين.
5-تمرد قيادة داعش البغدادي وخروجها عن قاعدة الظواهري، سوف تبين ما يحتويه كل واحد من الفجور عند الخصومة والأيام القادمة سوف تبدي لنا ذلك، أن آمالنا بحرب شاملة بينهما سوف يقلل من إرهابهم ويشغلهم بأنفسهم عن الناس، مؤقتا على الأقل، ولكني أثق أيضا أن ما يتصوره البغدادي ديننا لا يقبل التراجع عنه حتى ولو قاتل كل فروع قاعدة الظواهراي، ولا يتراجع عن منصبه ايضا، وبالرغم تقرير خطأه من كل علماء الجهاد والقاعدة البارزين؛ في رؤيته لتوحيد تنظيم العراق مع تنظيم سورية، ولو أعاد البغدادي التفكير وتراجع الى دولة العراق فقط، فانه لن ينسى ذلك للظواهري وسيرد عليه عند اول فرصة تتاح له!!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . هشام الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/23



كتابة تعليق لموضوع : تحليل شخصية قادة تنظيم داعش
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net