صفحة الكاتب : باقر العراقي

ضاع أبتر بين البتران: الأصل والنسخة
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

مرة أخرى يرفع الإستغراب والحيرة عن الشعب العراقي، حينما تتبين وقاحة المسؤول في سَن قانون التقاعد الموحد، والذي هو مشروع مجلس الوزراء وبتوقيع أغلب الوزراء، وبعضهم بتوقعين، وبكل صلف وعنجعية تُقر الامتيازات، عكس إرادة الشعب والمرجعية الدينية، بينما تظهر تصريحاتهم، براءتهم من هذا الفعل الشنيع، ليضعوها في ملعب مجلس النواب، الذي صوت مرتبكا باكيا نادما.

هذا الموضوع يذكرنا بحكاية شيخ الثعالب، الذي سرق أحدى دجاجات قرية، وأطلق ساقه للريح وفمه ملآن، ولما لحق به رجال القرية، ضربوه فجاءت أحداها على ذيله، فقطعته من الأصل، فأصبح أبتراً، ومنذ ذلك الوقت والثعلب الأبتر، يشعر بالعار، وينكر فعلته ويرميها على غيره، كلما ذكره أحد بها، ففكر في حيلة للتخلص من التهمة التي لحقت به، وأنبتهُ كثيراً.

وفي احد الأيام، دعا جميع ثعالب المنطقة لوليمة عملها خصيصا لهم، ولما بدأت الثعالب بالأكل، ربط ذيولها جميعا، وصاح بأعلى صوته، أهربوا جاءكم الأسد، فهرب الجميع وتقطعت ذيولهم المربوطة، وعندها ضحك الثعلب وقال :-ضاع أبتر بين البتران.

ما حصل من إلقاء التهم على هذا وذاك، وهذا وقع وذاك لم يوقع، يسير باتجاه مفهوم حكايتنا، فيما لو بدأنا بها من النهاية الى البداية، ففي بداية الأمر ضاع الصواب على الناس، بل وعلى بعض المسؤولين أنفسهم، وأخذ الإعلام والفضائيات يذكر بمثالب النواب، وتشريعهم لهذا القانون الغير منصف.

 فيما أخذ النواب والكتل السياسية، تدافع بكل ما أوتيت من وثائق وشهود، ونجح من نجح في أثبات عدم تأييده لهذا القانون، وبات كاذباً أمام الشعب من صوت بنعم، بينما إعتراضه في الفضائيات فقط.

لكن الحقيقة التي ظهرت بالوثائق، وعلى مرأى ومسمع الجميع، أن المشروع جاء بأنامل الوزراء وأفكارهم وبعضهم بتوقيعين، الأول أصالة عن نفسه ووزارته الأصلية، و الثاني وكالة عن الوزارة التي يديرها بالوكالة .

فيا ترى هل لازال شعبنا مؤمن بنظرية "ضاع أبتر بين البتران"؟ أم أن الأمور أصبحت واضحة.      


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/22



كتابة تعليق لموضوع : ضاع أبتر بين البتران: الأصل والنسخة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net