أغلب أعضاء البرلمان العراقي هم دمج ولم يُنتخبوا من الشعب
صالح المحنه

 يتجنّى الكثير من المراقبين ومن عامة المجتمع المتابعين لأداء مجلس البرلمان العراقي ..يتجنّونَ على الشعب العراقي ويحمّلونه مسؤولية إنتخاب أعضاء البرلمان في دورته البرلمانية التي شارفت على الأفول ولله الحمد ، ودائماً مانخطأ نحن ونُلقي اللوم على انفسنا ونتهمها بالمساهمة في وصول (البرلمانيين) الى قُبّة البرلمان ! وللحقيقة إنَّ في هذا الحكم تجنّي كبير على الشعب العراقي ... لأنه ليس مسؤولاً عن وصول اغلبية البرلمانيين الى مجلس البرلمان ولم ينتخبْهم، وإنّما وصلوا بطريقة الدمج التي أعتاد عليها النظام الجديد وإعتمدها في اغلب مفاصل الدولة ! والنتائج الإنتخابية بأرقامها الواضحة والتي تبين حجم كُل مرشّح تشهد بذلك ، فمن البرلمانيين من لم يحصل على 150 صوتاً ! أي لم يتجاوز محيط عائلته ، مع ذلك تم دمجه بمجلس البرلمان وحصل على عضويته وصار ممثلاً للشعب الذي لاشان له به لامن قريب ولا من بعيد ولايُحب أن يراه في هذا المكان بعد أن تكرر فشله ومشاكله في دورات سابقة ! إنّما هي بركات رئيس كتلته  الذي غمره بكرمه وعطفه فصار رهن إشارته وعبدا لتطلّعاته ، في الوقت الذي أُستبعد من عضوية البرلمان مَنْ حصل على عشرات الآلاف تبعا للنظام الإنتخابي السيء ولم تُحترم في ذلك إرادة الناخبين ولم تُراعا مشاعرهم ! تلك هي الحقيقة المرّة التي بانت عورتها من خلال الأداء السيء لهذه المجموعة غير المُنتخبة من قبل الشعب ، إنّما هي لعنة الديمقراطية المشوّهة التي لُبست بالمقلوب في عراقنا الجديد ، لانُريد أن نتطرّق الى الأسماء فهي غير خافية ومتوفرة في موقع المفوضية العليا المستقلّة ...ومن يطّلع عليها سيرى كم هو بائس هذا البرلمان الذي يضم بين جدرانه أكثر من 90% من اعضاءه لم تؤهلهم ألأصوات التي حصلوا عليها من اقرباءهم وأتباعهم  الى عضويته لولا قانون الإنتخابات الذي اعطى الحقَّ لرئيس الكتلة أن يتصّدق على اعضاء كتلته بما فاضَ لديه من أصوات ! وهذه العملية التي تشبه الى حدٍ ما عملية دمج المليشيات بالأجهزة الأمنية والتي تسببت في الكثير من الكوارث والإختراقات الأمنية بسبب قلّة الخبرة ..! نفس الأمر داخل مجلس البرلمان ..هؤلاء الذين دخلوا بمكرمة من رئيس الحزب او الكتلة قد سُلبت منهم إرادتهم ولا يشعرون ابدا بأنهم ممثلون حقيقيون للشعب ، بل صاروا أداةً طيّعة لوليّ نعمتهم الذي تفضّل عليهم بعضوية الدمج ، فكانوا صفّا واحدا خلف الرئيس إذا أشار لهم بالإنسحاب إنسحبوا وإذا أشار عليهم بالعودةِ عادوا  ! فكيف يدّعون تمثيل الشعب ؟ وهم يعملون ويتحركون باجندةِ أحزابهم ! مانتمناه ..وللأسف قضينا اعمارنا بالتمنّي ان لاتتكرر مهزلة أو مهازل البرلمان السابقة ونرجو ان نرى ممثلين حقيقيين للشعب العراقي قد أهّلهم الشعب بأصواته للدخول الى مجلس البرلمان ..لا بعملية الدمج ومكرمة رؤساء أحزابهم لاسامح الله.

الموضوع السابق أصح يا شعب: نوابك لصوص!..

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat