صفحة الكاتب : د . هشام الهاشمي

داعش البغدادي ونصرة الجولاني
د . هشام الهاشمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
1- قيادات داعش العسكرية والشرعية هي عراقية، وهي امتداد للدولة الإسلامية في العراق والتي يتزعمها أبو بكر البغدادي، وهو من أوعز بأعلان جبهة النصرة، لان جبهة النصرة هي امتداد الى مكاتب استقبال المهاجرين في سوريا التي أسسها الزرقاوي منذ بداية عام 2004 لأغراض تسهيل دخول غير العراقيين الى العراق ...وهولاء كانوا هم آس البناء والدعوة لبيعة البغدادي وإعلانه تأسيس النصرة حين بلغ عديد اتباعه في الرقة ودير الزور والحسكة وريف حلب وريف أدلب وجبال اللاذقية قريب (12000) اثنا عشر الف مقاتل !!!
وأراد البغدادي من إرسال جنوده الى سورية ان يجد قضية يكون من خلالها مقبولا عند السنة وهي قتال الشيعة العلوية وايقاف الزحف الشيعي الإيراني العراقي اللبناني داخل سوريا، وبداية عام 2012 وبعد احداث جسر الشغور استطاع البغدادي من خلال مجموعة من جنوده تحقيق انتصارات على جيش النظام السوري وربما تكون شرارة القتال الاولى لهم، وكان يريد من ذاك ان يرسل رسالة ان مقاتلي دولة البغدادي لا تعترف بحدود سايكس بيكو، وانه هو المدافع عن السنة في كل مكان...وفي بداية 2013 أعلن الجولاني جبهة النصرة،ومع توسع جبهة النصرة جغرافيا وبشريا في سوريا قرر البغدادي في نيسان2013 أن الوقت قد حان لدمج التنظيم السوري بالقاعدة مع تنظيم العراق...
2- أبو محمد الجولاني" عدنان الحاج علي" من مواليد 1977سوري من محافظة درعا تأثر بالسلفية الجهادية في منطقة الزرقا الاردنية وهو احد طلاب الزرقاوي عمل مدرس لغة عربية وخرج الى العراق للقتال عام 2004 ورافق الزرقاوي في معارك الفلوجة الاولى والثانية وكان يعمل باسم "امجد الفلسطين ابو اشرف" وبعد مقتل الزرقاوي عمل مع ابي مروان الشامي على ادخال المهاجرين من سورية الى العراق وفي نهاية عام 2007 ألقي القبض عليه من قبل الامريكان وأطلق سراحه بداية عام 2010 وحال خروجه اتصل بالبغدادي من خلال حجي سمير الخليفاوي ومعه ذهب الى سوريا كداعية لبيعة البغدادي وكان له دور كبير في الرقة ودير الزور وادلب !!!
حين أعلن البغدادي تأسيس داعش خرج عن طاعة البغدادي، وتمسك بولائه للظواهري، ربما لأنه طمع بالقيادة لنفسه، وايضاً من يراقب خطابات الظواهري الاخيرة يعلم انه يسعى للهجرة الى سوريا ليدير معاركها بنفسه، ولذلك أكد على بقاء تنظيم العراق للبغدادي وتنظيم سوريا للجولاني كتنظيمين منفصلين، الامر الذي خالفه البغدادي، مما قاد الظواهري ان يعتبر داعش جماعة خارج القاعدة!!!
3-هناك مشتركات بين قاعدة الظواهري وداعش البغدادي، منها العقيدة السلفية التكفيرية والمنهج القطبي الإخواني، والتبرعات الخليجية والأوروبية والآسيوية غير الحكومية، وطرق التجنيد والتدريب، والمنظرين والمفكرين والدعاة والناشرين والعلماء، والمنابر الاعلامية...
4-نقطة الافتراق ان البغدادي يسعى الى جعل من دولته ظاهرة عالمية، مقلدا بذلك ابن لادن، بخلاف الظواهري يريد ان يجعل في كل بلد إسلامي فرعا لقاعدته،من ناحية اخرى تأكيد نصرة الجولاني على ضرورة إسقاط نظام الأسد ثم تسعى الى مسك الارض بالحكم الاسلامي، فيما تقوم داعش البغدادي بمسك الارض بالحكم الاسلامي والإدارة الشرعيّة، وتوحيد صف المقاتلين بفرض بيعة البغدادي على جميع الفصائل، ثم تخوض معاركها مع نظام الأسد في دير الزور وحلب والقلمون وباقي محافظات سورية لكن هزيمة النظام تظل ثانوية لهدف إقامة الدولة الإسلامية...
5- تعتمد نصرة الجولاني على التنسيق المشترك مع الفصائل الجهادية الاسلامية وخاصة الجبهة الاسلامية جيش المجاهدين وبقية الكتائب الجهادية في معاركهم ضد نظام الأسد، وكانت حريصة على عدم فتح جبهات ضد الجيش الحر والطائفة العلوية والطائفة النصرانية... بخلاف داعش البغدادي التي تتفنن في خلق العدوة مع كل تلك الأسماء، وأعلنت القتل الطائفي وفرض بيعة البغدادي.
6- نصرة الجولاني 90٪ من مقاتليها سوريين الجنسية ربما يبلغ عديدهم(5،000) خمسة آلاف مقاتل، عكس داعش البغدادي التي تعتمد على المقاتلين من جنسيات متعددة و فيها قيادات من ضباط الجيش العراقي السابق وضباط من الجيش السوري، وربما يبلغ عديدهم(10،000) عشرة آلاف مقاتل.
7- داعش البغدادي اقرب الى حماسة وعاطفة الشباب المهاجرين والباحثين عن قضية الخلافة، والبغدادي تقليده لابن لادن زاده قوة وحب في نفوس المهاجرين ولذلك نجد عديد المقاتلين ضمن تنظيم داعش فرع سوريا ربما يبلغ (7،000) سبعة آلاف مقاتل غير سوري، على خلاف من نصرة الجولاني فهم يهتمون بالقتال لإسقاط الأسد...
8-  معظم التبرعات من الصدقات والزكوات تخصص وتوقف لداعش البغدادي، بالاضافة الى سيطرة كتائب داعش على آبار النفط ومخازن الحبوب ومزارع الخضراوات والطرق السريعة ومعظم المعابر والمنافذ الحدودية ومعظم الشريط الجبلي في اللاذقية وادلب وسعيهم الى السيطرة على الساحل...
كل ذلك جعل داعش البغدادي مترفا ماديا ويتمتع بالاعلام المرئي والصوتي والمقروء والمطبوعات المختلفة.. بخلاف نصرة الجولاني فهي تعاني من الحاجة لكل ذلك!!!
9-العشائر السورية هم اقرب الى قبول نصرة الجولاني، فتدين الشعب السوري المدني اكثر تمدن من تدين بدوية داعش البغدادي، وفرض الأحكام الشرعية بالقوة على شعب حديث عهد بالقضاء الاسلامي، جعل العشائر تعلن الكراهية لداعش، من اجل ذلك شهدت الرقة سلسلة من التظاهرات المعادية لداعش!!!
10-داعش البغدادي تواجه تهم مخابراتية وإعلامية ونقد من علماء الشريعة السلفيين وذم الكثير من السوريين؛ وهو أن داعش صناعة النظام في دمشق أو حليف لإيران تهدف لتمزيق الفصائل المجاهدة .على خلاف نصرة الجولاني فهي مقبولة سوريا وهناك ثلة كبيرة من العلماء السلفيين لها ساند!! 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . هشام الهاشمي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/20



كتابة تعليق لموضوع : داعش البغدادي ونصرة الجولاني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net