صفحة الكاتب : عامر هادي العيساوي

قانون التقاعد وآذان( خاندان) لصلاة المغرب
عامر هادي العيساوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
سمعت هذه القصة من عدد كبير من المتقدمين في السن من أبناء المدينة التي أعيش فيها حيث يروون بان رجلا طيبا يدعى( خاندان ) وهو من اصول إيرانية  كان في خمسينات القرن الماضي  يتبرع برفع الآذان للصلوات المختلفة وقد كان يستخدم الوسائل البدائية في تحديد وقت حلول الفريضة لعدم وجود الساعات او الإذاعات التي يمكن أن تساعده في أداء مهمته ..وفي مساء احد الأيام هبت عاصفة ترابية صفراء حجبت الشمس تماما وحل الظلام في كل مكان  حتى بدا لصاحبنا وكان النهار قد انقضى وان صلاة المغرب قد حلت فاعتلى منصته وأذن لصلاة المغرب بلكنته الفارسية المحببة وبعد مرور برهة خفت العاصفة وطلعت الشمس وتبين لصاحبنا أن الليل لم يكن حقيقيا فعاد إلى منصته وراح يردد بأعلى صوته (كزب , كزب , كزب ) فهو على أي حال كان ينطق الذال زايا  فخرجت كلمة( كذب) على لسانه بالطريقة الانفة ...
ويبدو أن أعضاء مجلس نواب الشعب العراقي قد سمعوا بهذه الحكاية فقرروا العمل بروحها وهم يشرعون قانون التقاعد الموحد المليء بالكذب والمراوغة فهو في الواقع ليس موحدا وإنما قام بتصنيف العراقيين إلى عدة أصناف تبدأ بالسادة وتنتهي بالعبيد ...ولست ادري بأي حق ينظر هؤلاء السادة إلى العراقيين وكأنهم جيش من المتسولين وكأن أموال النفط العراقي هي أموال إبائهم وأمهاتهم يتصدقون بها متى شاؤوا وقد فاتهم جميعا بأنه لا فضل لأي واحد منهم على العراقيين والعكس هو الصحيح لان الشعب هو الذي وضعهم في قلب هذا المجد التليد ,,تذكروا أيها السادة أن المال كالدماء كلاهما مقدس وإذا كان الشعب قد خدع  اليوم فسوف يصحو غدا والعاقبة للمتقين ... ولعل اغرب ما في قانون (خاندان )للتقاعد تلك الفقرة المستفزة لمشاعر الناس التي تتعلق بالخدمة (الجهادية ) التي أظهرت جليا بان هؤلاء (المجاهدين )ينظرون إلى ثمن الجهاد وكأنه غارات منظمة على أموال يتامى (القادسيات ) المشتعلة منذ عام 1981,, والغريب أن الجهاد يقتصر لديهم على أولئك الذين غادروا العراق في محنته إلى لتدن وباريس وطهران وأنقرة وغيرها  ليجد الكثير منهم  الأيادي ممدودة إليه من قبل هذه الدولة أو تلك لأغراض لا تخفى على اللبيب ..
إن أولئك الذين صمدوا في الداخل العراقي وذاقوا الأمرين في ظل نظام كان يعتبر من لم يكن معه فهو ضده وقد يواجه أعواد المشانق في ابة لحظة بتهمة الخيانة العظمى او الانتماء إلى (حزب الدعوة العميل) أقول بان أولئك في نظر (المجاهدين ) الجدد بعثيون وعفلقيون وخونة يجب اجتثاثهم ...وكأنهم لا يعلمون بان مجرد التوقف عن التصفيق قبل الآخرين في حضرة (الرئيس القائد ) كان يمكن أن يعتبر جريمة تؤدي بصاحبها إلى الموت الزؤام إذا تم رصدها ,...ومما تقدم نستنتج بان صدام حسين كان قد صفى معارضيه ويكفي عراقيي الداخل شرفا أنهم لم ينتموا إلى حزب السلطة انذاك ولم يتعاونوا مع أجهزته الأمنية
يروى في التاريخ بان عمر المختار في ليبيا نجح في إحدى المعارك مع الايطاليين بابادة سرية بكاملها ولم يبق منها حيا إلا آمرها وهو ضابط شاب ,,,وعندما مثل أمام المختار أعطاه   الأخير راية السرية وأطلق سراحه وقال له(قل لأسيادك بأننا نحترم بلدهم وحضارته  ولكن هذه الصحراء لبست منها )..وعندما عاد الشاب الايطالي إلى رؤسائه شرح الأمر لهم بكل أمانة ولكن القائد العام للجيوش الايطالية وجد من المصلحة أن يجعل من ذلك الضابط المهزوم بطلا قوميا وهكذا منحه أعلى الأوسمة والأنواط لشجاعته الفائقة وصموده البطولي وإنقاذ راية السرية من وقوعها بيد الليبيين (المتمردين )والى آخر مسلسل البطولات الزائفة ...وما أكثر العبر واقل المعتبرين والعاقل يفهم ....

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عامر هادي العيساوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/12



كتابة تعليق لموضوع : قانون التقاعد وآذان( خاندان) لصلاة المغرب
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net