صفحة الكاتب : وجيه عباس

رسالة الى عراقي...غشيم!!
وجيه عباس

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هذه الحياة أيها الغشيم بإمتياز،أفعى تخرج من جسدها الميت،وانت ميت حين تستيقظ،وأنت حيُّ حين تنام،ومابينهما أنت جثة مجهولة لم يتعرف عليها ذوو المجنى عليهم في ثلاجة الطب العدلي ببغداد وهي تدخل عوالم موتية وعجائب حياتية تقول لك :أيها العراقي :عد أدراجك من حيث أتيت!!ثق أيها العراقي أنك شيء،وهذا الشيء له وزن حتى في حالة الفراغ الفيزيائي،مع ذلك يحسب الجميع لك كثافة وزنية ووزناً بالداين بعد تحويلة من النيوتن قبل تحويلة من الكيلوغرام،أنت مكوّر على الحضارات منذ بدء البسطيّة وحتى غلق السوق لأسباب ليس لها علاقة بتعليمات وزارة الصحة ومخالفتك لتعليماتها منذ تعرّفك على الباراسيتول وحبوب منع الحلم وحتى غلق معمل سامراء للأدوية في سامراء إحتجاجاً على الصناعة الصينية،انت ببساطة كرة مطاطية ممتلئة بالمطاط المعاد،ربما كنت في يوم ما إبريقا أو (صوندة ماي خابط)،وبعد ان ارتفعت روح النصر في نفوس قادتك البعثيين الاوائل، تم تحويلك الى كرة من المطاط لتواكب عمليات التقدم والتدحرج والتطبطب!!والهروب من المربع الاخضر الى المنطقة الخضراء،مع ذلك اشهد بان لاكرة مطاطية سواك،انت الكرة الوحيدة في عالم كرة القدم، واليد لاتتبلل اذا غرقت، وأنى لك الغرق وقد غلقت جميع مسامات جلدك عن دخول اية قطرة ماء اليك!،الغرق مخلوق ليكون سبباً طبيعاً للموت عند غيرك من الشعوب،انت إبن الماء فكيف تموت فيه؟كل الخلائق خلقوا من طين وتراب سواك،انت مخلوق من طين ودم،لهذا مازلت منذ سبعة الاف موت تبحر في بحر الدم من غير طائل،حتى جدك جلجامش كان يلبس الشطفة البيضاء ويحمل سبحة الـ 101 ولحيته تشبه ظهر قنفذ وهويبحر من مدينته ليبحث عن خمبابا المسكين الذي هرب من عشيرته بسبب قتله احد رجالاتها القدماء ليعلن تنفيذ القصاص العادل به، أجدادك وباء على الحضارة،كلهم صكّاكون بإمتياز،وعلاّسون بدرجة جيدجدا،وخماطون يحملون درجة بروفيسور بموهبة،أيها العراقي انت كرة مطاطية لاتتألم اذا ضُربتْ،بينك وبين هذا العالم علاقة طردية،كلما جئته ضربك بجلاقه النووي لغير ماسببٍ مادي أومعنوي!!،لأجل هذا تعلّمت من العالم ان تعود اليه بعد كل ضربة قوية منه،انت تقوم بعد ان تقعد،وتجلس بعد ان تنسدح على زولية الحضارات،وتمشي بعد أن تتوقف،أي وطن اعظم من وطنك أيها الضئيل؟إعرف وطنك تجهل نفسك،إعرف نفسك تضيّع وطنك،أنت إذا رُميت تقفز،وّإذا مسّتك الطلقة تتدحرج من دون كلمة(إصملله!!)،أنت تقفز على جراحك منذ أن كنت هناك .......وحتى وصلت الى هنا بعد مسيرة سبعة الاف طلقة،حينما تسقط في الفراغ بوزنك وكثافتك الوزنية وملابسك الخارجية الدبلوماسية وداخلية الصوندات... لن يلوح لك أحد بشيء،لا بيديه ولارجليه،لن يذرف احدهم دمعة عليك،ربما رموا خلفك كل متعلقات سفرك إلى العالم،سيرمون خلفك مسلّةحمورابي،والابجدية الاولى،وتعاليم الإله إشطيّط،سيرمون فوق روحك كل بساطيل جند القائد صدامنمّو وهو يزحف الى جحره في إيثاكا العوجة،سيرمون فوق حفرتك كل أنواط الشجاعة وسيوف القادسية من الدرجة الاولى وعلى رئيس ديوان رئاسة الجمهورية تنفيذ هذا المرسوم!!،سيرمون فوقك كل اطنان القصائد التي تغنّت بفجيعتك واستعملها شعراء الزفة الصدامية لعملية مكياج حربك العادلة....عن الطريق...سيرمون فوق حفرتك العميقة كل ارواح اخوتك الذين جهلت الحياة اسماءهم وهم يدفنون الى جنبك،لاتسأل أي أحد عن إسمه حتى لايحسبك من حزب يكره الاسماء ويعشق الافعال،انت لست في مدينةالقواعد،قاعدة ابن لادين لم تبق فعلا ناقصا الا ورمته فوق حفرتك،أبناء عمومتك البسوك وجه الضيف وقبل مضي يوم واحد قتلوك من اجل ان يستحوذوا على زوجتك واموالك...

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وجيه عباس
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/08



كتابة تعليق لموضوع : رسالة الى عراقي...غشيم!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net