صفحة الكاتب : مديحة الربيعي

عجل السامري
مديحة الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يعرف الجميع قصة عجل السامري, التي أرتبطت بتمرد اليهود بعد غياب النبي موسى (عليه السلام) عنهم لفترة 45 يوماً, وذهب لمناجاة ربه على الطور ويسأله عن أشياء متعلقة بتعاليم ودين اليهود فيجيبه الباري عما يسأل, ليعلم قومه فيما بعد
خلف موسى عليه السلام في قومه أخاه هارون, فوجد إن بني إسرائيل قد اتخذوا عجلاً صنعوه من الحلي, وكان ليس أكثر من مجرد جسد له خوار إذ أخذ السامري قبضة من أثر فرس جبرائيل (عليه السلام), وألقاها على جسد العجل فأصبح له خوار أي صوت, تذكرني قصة عجل السامري, ببعض الساسة ممن نراهم خاملين على مدار سنوات ولا نرى حركتهم الدؤوبة, أو نشاطهم إلا قبيل موعد الانتخابات فعلى مدى أعوام مضت لم يكن أكثر من مجرد جسد له خوار.
كما إن طريقة صناعة عجل السامري, تشبه إلى حد كبير طريقة صناعة بعض أرباب السلطة, والفكر الدكتاتوري, فالشعب هو من يصنع بنفسه أسطورة الدكتاتور إذ لم يكن في حسبانهم إن من أوصلوه بأنفسهم إلى سدة الحكم, سيضرب بمصالحهم عرض الحائط وسيحرص طوال سنوات حكمه على أن يجمع ثروة من حقوقهم تغص بها بنوك أوروبا.
أما آن الاوان أن ينتبه الناس من غفلتهم؟ ليدركوا إن من صنع الأصنام الجالسين على الكراسي هم أنفسهم وحان الوقت لكي يكسروها ويتحرروا من سطوتها, ولماذا يصنعون الطغاة بطريقة أو بأخرى؟ علماً أن الشعب العراقي قد نال مايكفي على مدى أكثر من 35 عام مضت ومعاناته لاتزال مستمرة لحد ألان.
على كل من يفكر إن يصنع صنماً من جديد, أن يعي إن زمن العبودية قد ولى وان من يسعى لخدمة نفسه, قبل أن يخدم مصالح شعبه, ليس له مكان بعد اليوم فمهمته خدمة الناس قبل كل شيء, لا أن يحول الناس عبيدا لخدمته, قد أدرك بعض من قوم موسى عليه السلام خطأهم وتراجعوا عن عبادة العجل, فمتى سينتبه بعض الغافلين؟

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مديحة الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/08



كتابة تعليق لموضوع : عجل السامري
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net