صفحة الكاتب : علي محمد الطائي

فارسية التشيع وعروبة التسنن
علي محمد الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كثرت المتبنيات في التاريخ الإسلامي التي زيفت فيها الحقائق ودفنت فيها الوقائع التاريخية وهذا ديدن كل مفتري كاذب لم يخاف الله ورسوله. ومن بين تلك الوقائع التي قلبت فيها الحقيقة رأسا على عقب. 
أتهام الشيعة  بفارسية أصولهم. وأن المذهب الشيعي فارسي أسسه الفرس. أستنادا على نظرية الحق الالهي التي يقولون بها. بدعوى نظرية الإمامة التي يؤمن بها الشيعة. ونبزهم اليوم بالصفوية والزندقة. فقد جرى الترويج الإعلامي وسخرت الأقلام والألسن وجميع الوسائل المرئية والسمعية على عروبة التسنن وأن المذاهب السنية هي مذاهب عروبية.
 في مقالي هذا لست من دعاة المذهبية أو العنصرية. ولكن ميزان العروبة معرفة الحق واتباعه. وعن رسول الله (ص) انه قال. من ولد في الإسلام فهو عربي ومن دخل فيه طوعا أفضل ممن دخل فيه كرها. وعن الأمام الباقر عليه السلام . وأن المؤمن عربي لأن نبيه عربي. ولكن عندما يريدون إخراج الشيعة من الإسلام وأنهم روافض وأنهم فرس مجوس  وربط جذورهم الفكرية بالفكر الفارسي وأن الشيعة من التراث الفارسي. لابد من تبين الحقيقة والتحقق من الزيف والكذب والأفتراء على الشيعة وأصولهم. نقول أن ما يشاع وما يروج له هذه الأيام بفارسية التشيع وعروبة التسنن. أنه من محض الخيال وكذب وافتراء. والعكس هو الصحيح. فأن التسنن قد شمل بلاد فارس منذ القرن الأول وحتى العاشر. والفرس لم يعرفوا المذهب الشيعي إلا بعد قيام الدولة الصفوية. فقد كان أكثر أهلها من السنة والجماعة. بل كان الغالب من حملة العلوم من النواصب. وكانوا يبالغون في حب معاوية. كأهل خراسان وأصبهان. وفي بعض الأخيار والأقوال التي تؤكد ذلك. عن ثمامة بن أشرس. كان المأمون قد أمر بلعن معاوية على المنابر وكتب بذلك كتاب يقرأ على الناس. فنهاه عن ذلك يحيى بن أكثم عن ذلك وقال يا أمير المؤمنين أن العامة لا تحتمل ذلك سيما أهل خراسان. ولفرات بن إبراهيم الكوفي صاحب التفسير المعروف. كراس في سب أهل أصفهان لعلي عليه السلام. وهو موجود ضمن مجموعة كراسات خطية في مجلد واحد محفوظة في كلية الإلهيات بطهران تحمل رقم 256 القسم العاشر من المجموعة 45 ر - 61 ب.  كما في فهرستها المطبوعة ج 14 رقم 1082 ص 194 من منشورات جامعة طهران.
 وفي أحداث سنة 99 هجرية. عندما منع عمر بن عبدالعزيز سب الأمام علي عليه السلام على المنابر. أمتنع أهل أصبهان من الأمتثال إلى أمر الخليفة وطلبوا من رسول الخليفة بقاءهم على سنة معاوية وعندما رفض رسول الخليفة بذلوا له المال فرفض. فبذلوا له مائة ألف على أن يسبوا عليآ هذه الجمعة فقط. لأنه وصلهم يوم الجمعة. فرفض. واستمروا على سنة معاوية في الخفاء. وبعد وفاة عمر بن عبدالعزيز عاد الحال إلى ما هو عليه. أما سبب وجود التشيع في الأهواز هو وجود العرب فيه. أما بخصوص قم فهي مدينة مستحدثة لا أثر للأعاجم فيها وأما ياقوت مصرها العرب الشيعة من الأشعريين وسكنوها وذلك في عام 83 هجرية بعد فشل ثورة عبدالرحمن بن الأشعث والقراء على الحجاج بن يوسف الثقافي وأول من مصرها طلحة بن الأحوص الأشعري وبنو عمه. وعن ياقوت الحمري. وكان بدء تمصير. قم. في أيام الحجاج بن يوسف سنة 83 هجرية. وذلك أن عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث بن قيس كان أمير سجستان من جهة الحجاج ثم خرج عليه. وكان في عسكره سبعة عشر من علماء التابعين من العراقيين. فلما انهزم ابن الأشعث ورجع إلى كابل منهزمآ. كان له أخوة يقال لهم عبدالله والأحوص وعبد الرحمان وإسحاق ونعيم. وهم بني سعد بن مالك الأشعري. صاحب رسول الله (ص) وقعوا ناحية قم. وكان هناك سبع قرى أسم إحداها كمنتدان. فنزل هؤلاء الأخوة على هذه القرية. فقتلوا أهلها واستولوا عليها واستوطنوها. والتحق بهم بنو عمهم وصارت السبع قرى لهم وسميت باسم إحداها وهي كمندان. فأسقطت بعض حروفها فسميت بتعريبهم قما. وكان أخوهم عبدالله بن سعيد. لديه ولد كان يسكن الكوفة فانتقل إلى قم وكان أماميا فهو الذي نقل التشيع إلى أهلها فلا يوجد بها سني قط. ثم توالت هجرت الكوفيين إلى قم. ومن أبرز من هاجر من العلماء. إبراهيم بن هاشم الذي يعد أول من نشر حديث الكوفيين في قم ومحمد بن خالد البرقي وغيرهم. ومما يشار أليه كثير من المدن الفارسية عرفت بنصبها وشدة عداوتها لأهل البيت عليهم السلام والشواهد كثيرة. منها ماذكره صاحب تاريخ قم وغيرهم. أن السيدة فاطمة بنت الأمام موسى ابن جعفر عليه السلام. عندما مر موكبها بمدينة ساوة. وهي في طريقها إلى خراسان للألتحاق بأخيها الأمام علي ابن موسى الرضا عليه السلام. هاجم أهل ساوة موكبها وقتلوا وجرحوا نحو ثمانين شخص من مرافقيها. وعندما سمع الأشعريون بذلك هبوا لنجدتها. فقدموا بها إلى قم. وبقيت خمسة عشر يوما تعاني المرض حتى توفيت. وقيل أنها سقيت السم في ساوة. وأن السيد أحمد بن الأمام موسى بن جعفر عليه السلام. قتله أهل شيراز وهو في طريقه إلى خراسان للألتحاق بأخيه علي ابن موسى الرضا عليه السلام. وبذلك يتبين لنا أن المذاهب السنية كانت تعم كافة الأقاليم الفارسية. وأن ماذكرته من الحوادث في التاريخ  فيض من غيض. وسوف أذكر كثير من المصادر التي تثبت صحة ذلك لمن يريد أنصاف الشيعة والتشيع. 
وأن وجد أثر للتشيع في بعض الأماكن فهو بسبب التهجير الذي فرض على أهل الكوفة من قبل ولاة الجور والظلم. فقد هجر زياد بن أبيه خمسين ألف من شيعة الكوفة إلى خراسان. وفعل ذلك أيضاً سخله بن عبدالله. ومن بعدهما الحجاج وكانوا يستقدمون أهل الشام للسكنى في الكوفة بدلا عنهم. إلى أن قضى على أكثرهم أبو مسلم الخرساني. بإشارة من إبراهيم الأمام. واعمل فيهم السيف وشرد بقيتهم كل مشرد. حتى وصل بعضهم إلى التبت. نعم هذا واقع الحال حتى القرن العاشر. وهذه بعض الأقوال التي تؤكد ذلك. قال ابن العماد الحنبلي في أحداث سنة 918 هجرية وفي أيامه. أي السلطان أبو زيد. كان ظهور إسماعيل شاه. فاستولى على ملوك العجم وأظهر مذهب الإلحاد والرفض. وغير اعتقاد أهل العجم إلى يومنا هذا. 
أقول أن دعوة عروبة التسنن وفارسية التشيع إنما هي ضربا من الجن ولا يمكن قبولها. من كل من يشهد لا أله إلا الله محمد رسول الله. وأنها بعيده كل البعد عن حوادث التاريخ  وعن الحقيقة تماماً. بل العكس هو الصحيح.
 
المصادر. تاريخ الدمشقي.167/22سيرة أعلام النبلاء. 125/16تذكرة الحافظ. 916/3طبقات المعتزلة. 65/64انظر الإيمان والكفر. 174أحسن التقاسيم. 384. 399نسبة الحسين بن محمد الاصبهاني الزعفراني. انظر غيبة الطوسي. 74 ح 81 البحار 306/49ح 16انظر تاريخ الشعوب الإسلامية 123. شذرات الذهب 86/8. انظر. دلائل الصدق 15/2. راجع شبهات السلفية. 115/114.انظر مقدمة ابن خلدون 467/466. وهناك كثير من المصادر. 
 
1-2-2014

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي محمد الطائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/03



كتابة تعليق لموضوع : فارسية التشيع وعروبة التسنن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net