صفحة الكاتب : سعد الفكيكي

محرقة الطائفية نظرية الحكام
سعد الفكيكي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

                                              
يحُدثنا التأريخ عن تحرير العراق، وأن حضارته الأسلامية بدأت من هنا، ولم يذكُر أن الأنسانية والأحساب العربية لم تكُن موجودة فيه، فقد كان في العراق العديد من القبائل العربية المعروفة، ومنها القبائل التي قاتلت الفرس؛ في معركة (ذي قار) بقيادة(هاني بن مسعود الشيباني، وأياس بن قتيبة الطائي).
كانت أرض العراق تسمى بـ(أرض السواد)، وسميت بهذا الأسم عند بداية دخول الجيوش الأسلامية اليه، في العهد الساساني، فعندما خرج الجيش المُحرر من أرض الجزيرة القاحلة، بأتجاه العراق، ظهرت الخضرةُ والزرع والأشجار، على أبواب وادي الرافدين، ولكون الخضرة توهم الناظر من بعيد، باللون الأسود، لذلك أطلق عليه المسلمون هذا الأسم.
فمتى أصبح العراق سنياً؟ اذا كانت جذوره عربية قبل الأسلام، وهل أصبح شيعياً؟ عندما نقل الآمام(علي بن ابي طالب)(ع) مركز الخلافة من الحجاز الى الكوفة، أم أن عدالة أمير المؤمنين كانت مقتصرة على أتباعه وأنصاره، ولم يكن في العراق والحجاز من يقفون بالضد منه؟ فكيف تحقق العدل في دولة علي(ع) مع وجود الظلم؟ حتما كانت العدالة العلوية متساوية على الجميع مع عدم وجود الظلم، فمن الذي قام بعد ذلك بأفراز الطوائف وأوجد التنافر بينها؟ ولو تتبعنا التأريخ لوجدنا أن الحكام الظالمين، من فعل ذلك وأوجدوا الفتنة بين المسلمين، من أجل الحفاظ على كرسي الحكم، ابتداً من دولة بنو أمية، وبنو العباس، وليومنا هذا، وقول يزيد بن معاوية(سعت هاشم بالملك فلا خبر جاء ولا وحي نزل)، أعتراف صريح بالكفر وتكذيب القرأن، من أجل المُلك، والحكام ينظرون الى كل من يقف بالضد منهم بأنه ينازعهم على ذلك، والثارات الدينيّة، غالباً ما تُستغل من قبل السلاطين، للوصول إلى السلطة أو البقاء فيها، فالحكام هم المسؤولون عن أخماد او تأجيج الطائفية، بتقريب طائفة على حساب أخرى.
أن تعددت الوسائل بأختلاف الوقت فالهدف واحد(كرسي الحكم)، فالعراق يشهد تفاقم طائفي كبير مع كل أزمة، التي تجعل من الصعب الوقوف على الحيادية، لمن لا يريد أن يكون جزء من الصراع، وأخرها عمليات الأنبار، التي آشعلت العداء الطائفي والسياسي، بل أنها بدأت تُفرز تركيبة غريبة من الأحقاد التي لم يسبق لها نظير في تأريخ العراق.
أخر الكلام: بالرغم سواد المشهد ، إلا أن ما يشهده العراق اليوم ليس إلا ظرفا سيمضي، حاملاً معه دموعه و مآسيه، تماما مثلما مضت حقبات أخرى، وأخذت معها الغُزَاة والمستبدّين، فقد ذهب المغول، وبقي العراق العريق بحضارته و تاريخه، وأنجب بعد ذلك العلماء و المفكرين والمثقفين، المحفورة ذكراهم بالتأريخ، وذهب البعث والنظام وأخذ معه جميع طواغيته وأذنابه بسقوط الصنم، وبقي العراق، وأن(غداً لناظره قريب)، لم يبقى على الأنتخابات ألا أيام معدودات وسينفذ الشعب عقوبته بحق ظالميه، وسيذهب نــــ...! ويبقى العراق.  
 
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سعد الفكيكي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/02/01



كتابة تعليق لموضوع : محرقة الطائفية نظرية الحكام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net