صفحة الكاتب : عباس ساجت الغزي

بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت - 1 -
عباس ساجت الغزي
دعاء طفلة بعمر الوردة لم تتجاوز السنة الرابعة من عمرها جميلة مدللة تحب المرح واللعب كثيرة الحركة  تحب زيارة الجيران وهم يرحبون بإطلالتها البهية لما تتميز به من ابتسامة طفولية جميلة  وروح مرحة ..
لكنها كانت تفضل زيارة بيت أبو عاصم  المقابل لبيتهم وتطيل المكوث عندهم واللعب مع ابنهم الصغير مرتضى ، حتى أن أمها حين تفتقدها تذهب مباشرة إلى بيت أبو عاصم لتجدها جالسة تلعب عندهم ، أم دعاء أيضا كانت تربطها علاقة حميمة بجارتها أم عاصم كون الأخيرة كان زوجها يملك محل كبير لبيع الملابس المتنوعة والأجهزة المنزلية  وكان يبيع بالتقسيط المريح ..
ذات يوم ومن الصباح الباكر شعرت أم دعاء بضيق في صدرها وهي تحضر الفطور للعائلة ودار حديث بينها وبين زوجها بحضور الأولاد :
أم دعاء : اشعر باني لست على ما يرام اليوم ؟
أبو دعاء : أكثري من الاستغفار فان في ذلك ذهاب للهموم ..
أم دعاء : فعلت ذلك من الصباح دون جدوى اشعر بان مكروه سوف يحصل لأسمح الله .. أرجو أن تبقى بقربي اليوم وتأخذ إجازة من العمل ..
أبو دعاء : استعيذي بالله من الشيطان ، أنا ذاهب إلى العمل واتصلي بي أذا حصل مكروه . 
بقيت أم دعاء تفكر ما الذي يعكر صفوها فهي ليست بحاجة لأي شئ ولكنها خائفة من مجهول لأتعلمه ..
تساءلت ما الذي جرى لدعاء اليوم لم تنهض مبكرة كعادتها أسرعت إلى فراش دعاء لتيقظها   ، حبيبتي دعاء استيقظي الفطور جاهز ، وأخذت تقبلها وتداعبها لكي تصحو .. كانت تحس بشوق غريب لابنتها ولكن تعيد التفكير مع نفسها ما الذي يحصل لي هذا اليوم أفكاري ليست طبيعية .. 
نهضت دعاء لتناول الفطور بسرعة وقررت الخروج لكن أمها أوقفتها كعادتها لا تسمح لها بالخروج دون تبديل الملابس وتصفيف الشعر حتى يكون مظهرها لائق وجميل ، وضعتها في حضنها لتقوم بتمشيط شعرها شعرت بنغزة في قلبها ولكن ثرثرة دعاء كانت تنسيها الألم .. ماما بسرعة أريد الخروج للعب ..
خرجت دعاء وعيون أمها تترقبها حتى دخلت إلى بيت أبو عاصم وعادت ألام لتكمل أعمال البيت وترتيب أمور الأولاد الباقين , وبعد انتهاءها  من ترتيب البيت وذهاب  الأولاد إلى المدرسة ..أخرجت رأسها من الباب لتنادي على ابنتها :
أم دعاء :  دعاء .. ماما دعاء تعالي وقت غداء 
أم عاصم : دعاء خرجت منذ وقت من عندنا ، قالت ذاهبة إلى البيت 
دخلت أم دعاء لتلبس عباءتها  ومن ثم خرجت للبحث عند الجيران  وكل باب تطرقه تكون الإجابة لم نرى دعاء اليوم بدأت دقات قلبها تتسارع وصدرها يخفق ، سألت الأطفال في الشارع الكل يقول بأنه لم يرها اليوم .. رجعت مهرولة إلى بيت أم عاصم ..
آم دعاء : وهي تصرخ .. دعاء دخلت إلى بيتكم من الصباح أين ذهبت .. أين مرتضى ؟
أم عاصم : مرتضى نائم منذ ساعة ..
أم دعاء : دعيني اسأله أين ذهبت دعاء ..
أم عاصم : عجيب أم دعاء !!  أنا أوصلتها إلى الباب وغادرت .. وسكتت برهة .. أخاف أن تكون قد خطفت ، يقال أن نساء تخطف الأطفال هذه الأيام وابنتك تلبس قرط من الذهب ..
لم تتمالك أم دعاء نفسها فبدأت بالصراخ  ، أسرع الجميع في المحلة النساء والرجال والأطفال للتجمهر ومعرفة الخبر ، كانت أم دعاء غرقى بدموعها وهي تلطم على خدودها ، وأم عاصم أخذت بنشر القصة اضن أن احد النساء قامت بخطف دعاء بسبب ما تلبسه من ذهب ..
شاع الخبر في المنطقة وتم الاتصال بوالد دعاء فحضر ومعه إخوته وأقاربه كان وجهه شاحب مصفر وشفتاه صحراء قاحلة تتلهف لقطرة ماء وقف في باب الدار للاستفسار عن ما جرى ومن ثم جلس  للتشاور مع إخوته بما سوف يقومون بعمله  من أخبار الشرطة وطريقة البحث  وبينما هم كذلك وإذا مرتضى الطفل الصغير صاحب الأربع سنين يهرول ويصرخ وهو متجها نحوهم :
مرتضى : عمو ... عمو ..لقد وجدت قرط دعاء 
نهض الجميع للوقوف ... وتجمعوا حول مرتضى 
والد دعاء : وأين  وجدته يا مرتضى ؟
مرتضى : في غرفة أمي ..
دخلت أم عاصم عليهم مسرعة ومسكت مرتضى وسحبته لقد وجده في الشارع وأنا أخبرته أن لا يتكلم حتى نعرف النتيجة ولكنه اسر ع به ليخبركم  ..
اخذ أبو دعاء القرط وقرر هو وزوجته وأخوته أن يذهبوا إلى اقرب مركز  للشرطة لأخبارهم بالقصة وهنالك في مركز الشرطة وأمام ضابط التحقيق الخفر لان الوقت كان عصرا  وأسئلته التحقيقية مع أبو دعاء وأم دعاء تم تحويل الأوراق إلى القاضي الخفر وتم استحصال أمر قضائي بالتحقيق مع أم عاصم فورا لأهمية الموضوع وللحفاظ على سلامة دعاء من مخاطر التأخير بالإجراءات ..
حضرت قوة من رجال الشرطة إلى المنطقة لاستصحاب أم عاصم والقسم الأخر للاستفسار من الجيران عن أية معلومة قد تفيد التحقيق  ، ولكن الجميع كان مذهولا لان هكذا أمر يحصل لأول مرة في منطقتهم الآمنة  وجيرانهم الذين تربطهم علاقة حميمة فيما بينهم كونهم منذ زمن بعيد بالمنطقة ولا يوجد غريب بينهم  ..
وفعلا تم إدخال أم عاصم إلى غرفة التحقيق بعد معارضة زوجها الذي كان يتشاجر مع أفراد الشرطة ويهدد بمقاضاتهم لاعتقالهم زوجته وكان يهدد الضابط  باللجوء إلى العشائر في حالة عدم ترك زوجته ..
كانت أم عاصم كالسعفة في مهب الريح وهي تدخل إلى غرفة التحقيق وما أن تم إغلاق الباب وانقطاع صوت الزوج الثائر حتى أعلنت أم عاصم بأنها سوف تعترف بكل ما جرى وهنا كانت الطامة الكبرى والمصيبة العظمى ...
 
 
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس ساجت الغزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/20



كتابة تعليق لموضوع : بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت - 1 -
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net