صفحة الكاتب : قاسم محمد الياسري

المعلمين والمدرسين مشاعل الخير ومصابيح الوطن
قاسم محمد الياسري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
حديثي اليوم في هذه الاسطرموجه إلى اساتذتي المعلمين والمدرسين مشاعل الخير والهدى إلى مصابيح الوطن ، إلى من نبتوا نبتة طيبة سقيت بماء من الإيمان وهبت عليهم رياح برد وسلام من الدعاء فساقتهم إلى ميادين بذل وعطاء في ساحات العراق ، ومن الله عليهم فجعلهم أسوة وقدوة حسنه يبذلون جهدًا موفورًا في تربية أبنائنا وصياغتهم صياغة ربانية أصلها ثابت ثم تؤتي ثمارها يانعة بإذن ربها في السماء، فيخرج لنا شباب وتلاميذ في عقل الرجال ينفعون وطنهم ودينهم ويحققون له الآمال تلو الآمال، من خلال تربية واعية نتائجها رجال مازال البلد يبحث عنهم .... واليوم يامعلمي يامشعل الخير أكتب إليك هذه الكلمات التي قد تستحسنها لترسم دور الاب والمعلم مع الطالب ، كي تصبح التربية أكثر فاعلية وتأثيرًا في أوساط الطلاب والتلاميذ ، يا معلمي يا حامل معاول البناء التربوي وأنت أيضا  يامدرسي أحد المكونات الرئيسية في العملية التربوية، والعامل المؤثر في جعلها كائنًا حيًا متطورًا وفاعلًا، وأنت حجر الزاوية في تطويرها ويتوقف هذا الأثر على مدى كفائتك بعملك، وإخلاصك فيه ... وهنا أشير بصورة إجمالية لدوركم مع الطالب او التلميذ ، فهذا الدور الهام أستيطع أن أقول أنه يتمثل بصورة كبيرة في الإحاطة بأمور الطالب ، والعمل الدءوب لبنائه والارتقاء به، مع مراقبته باستمرار للوقوف على مواطن الضعف والقوة، السلبية والإيجابية من شخصيتة، بالإضافة إلى التقويم المستمر، وتتمثل التربية كذلك في توجيه الطالب وإعانته بصورة واقعية على حل مشكلاته النفسيه والعامة منها والخاصة دون إفراط ولا تفريط، بالتعاون مع الاسره وتعاون الاباء مع المدرسه .. ولا ننسى محاسبة الطالب مع التشجيع تارة عند الإنجاز والتقدم أو المعاتبة وما يشابهها من صور المجازاة عند الخطأ فالمعلم الكفء هو ذاك الإنسان الذي يستطيع الوصول إلى قلب التلميذ او الطالب قبل عقله، ويستحوذ على اهتمامه، حتى يستطيع أن يوصل الرسالة، بحيث يتم التفاعل الكامل معها، ويحدث الأثر المطلوب، الذي يترجمه التلميذ او الطالب إلى سلوك، ويتخذه عادة، ومن ثم يدخره خبرةً، فيحصل بذلك التغيير المنشود في السلوك والتفكير والمنهج .إذًا  يامعلمي  ..  لن تستطيع أن تحدث أثرًا سلوكيًا أو معرفيًا عند الطالب او التلميذ ، ما لم تتمكن من كسب حبه ..نحن بحاجة إلى من يمنح طلابه الحب ويعطف عليهم، بل ويتفجر كالنهر محبة لهم في كل موقف تعليمي وتربوي، فانظر إلى ينبوع الحب والحنان نبينا الكريم محمد (ص) كيف كان حبه ومودته لأبناء المسلمين والحسن والحسين ، مع أنه صاحب الوحي والرسالة، فيكفيه ذلك لإقبال الناس عليه والجلوس بين يديه ينهلون مما علمه ربه، فتلقي العلم جزء يتفرع من المحبة، وإلا فكيف تصحح السلوك وفقًا   لآرائك، وأنا كاره لك، وكيف أتعلم منك، وأنا أتمنى البعد عنك.. وكما أقول عنه وغدا بعد بحثي هذا يقال ....
                                                      **                                    
البحث جاري منذ سنين عن قشة في الرمال ... واليوم في العراق لا شئ اسمه محال 
معلمي ما زلت أبحث في الوجوه عن الرجال .. عمن يقفون في الأزمات كالشم الجبال
فإذا تكلمت شفاهك سمعت ميزان المقال ... وإذا تحركت الرجال رأيت أفعال الرجال
أما إذا سكتت فالأنظار لها وقع النبال ... تسعى جاهدًا للعلا بل دائمًا نحو الكمال
تصلون للغايات لو كانت على بعد المحال .. وتحققون مفاخرًا كانت خيالًا في خيال
همومكم تسموإذا ماحققتم التواصل والوصال.. أفكاركم خطط تقود الكل نحو الاعتدال
لا تقبلون الفاشل أو حالة أشباه الرجال .. بل تقبلون الخوض في تعلم المداولة والسجال
تعشقون الحب في أوساط ساحات الجمال .. وترون أن الحر عبد إن توجه للضلال
من لي بفرد منهم ثقة ومحمود الخصال .. من لي به يا ناس  إنهم ووجداني ثقال
سيكون بحثي هذا وسؤلي صعب المنال ..  فمن الذي يحمل معي أوصافه والخصال
واليوم عذرا ما في الدنيا قليلًا من رجال .. وسلوك أبنائنا الغوث منه ما قيل وما يقال
**
          وهنا لابد وأن نكون أكثر واقعية وحكمة للواقع الذي نحياه، فنحن نعلم أن الحياة اليوم أصبحت أكثر صعوبة وتعقيدًا من ذي قبل، وأن الدور التربوي الذي تلعبه الأسرة ربما يكون ضعيفًا في كثير من الأحيان نظرًا لنشغال الأب وانشغال الأم، أضف إلى ذلك أن كثيرًا من الأبناء يقضون أغلب أوقاتهم خارج البيت إما في دراسة أو مع الزملاء أوساحة كرة القدم .. إلخ، ومن ناحية أخرى لا يخفى علينا انفتاح الشباب والأبناء على العالم الخارجي الذي ربما يتقلبون بين ربوعه في ساعة واحدة (الانترنيت)، ومع كل ذلك لا يغيب عنا أن هذه البيئة بتلك الصورة التي طرحتها من الممكن أن تأتي معاكسة للمناخ التربوي الصحي والسليم، وغالبًا ما تكون كذلك .. إذًا أيها الاباء، ويا أيها المعلمون ماذا تنتظرون، هل عساكم تنتظرون بذل وقت محدود أو الإلمام ببعض وسائل التربية وقلتها وافتقارها إلى المنهجية؛ كي تعالجوا هذا الواقع التربوي لدى الشباب والناشئة، إن نظرة عاقل تقول لا... لا يستقيم الأمر هكذا، بل لابد إدراك أن هذا الجهد الذي تتطلبه التربية في واقعنا لا يبدأ بمجرد توجيه وأمر ونهي لأولادنا، وممارسة الثواب والعقاب فحسب، إنما يتطلب أن نعد أنفسنا على الوجه الصحيح فنتعلم كيف نربي؟ ونكتسب الخبرات والمهارات التربوية التي نحتاجها لنقيم التربية بصورة صحيحة وفعالة.. وكي لا نهمل ما ذكرت من حال وسلوكيات غير سويه كثيره عند التلاميذ والطلاب حالة لا يرضاها صاحب قلب نابض بالإيمان، يحمل مشاعل التربية والإيمان ليضيء بها قلوب الاطفال والشبان نقول .. إننا حين نعي هذه الصعوبات والعقبات، ونعي أنّ الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وأنّ هذا الدين جاء خاتماً للأديان، وهذه الشريعة خاتمة للشرائع سنتيقن أننا نستطيع أن نربي أبنائنا على طاعة الله عزّ وجل في أيّ عصر ، فما دمنا قد كُلفنا ذلك فنحن نطبقه، فإن الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يأمرنا إلا بما نستطيع: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن16)، (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا مَا آتَاهَا) (الطلاق7) (لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا) (البقرة 286)، والفارق إنّما هو في حجم ونوع الجهد الذي نحتاج لبذله في ميدان التربية.. أما الاباء فالحذر من التدليل في قضاء الحاجات وأسلوب التعامل؟ وليس معنى ذلك الجفاء، بل المطلوب الوسطيه  بين الجفاء والتدليل ..وللتدليل سلبيته المستقبلية في تعامل ابنكم مع الآخرين؟ حيث ينظر إلى كل ما ليس بتدليل على أنه فقدان لروح الابوه ، كما أنه ينتظر دائمًا أن يعطى ولا يعطي وأن يتجاوز عن أخطائه، وربما انقلب على من دللـه إذا ما أراد يومًا أن يحاسبه أو ينهي هذا التدليل .. فالحذر أيها الاباء من ضياع الشخصية أو ذوبانها في شخصية أخرى بسبب التعلق المفرط به، بل لابد من الوسطية في التواضع فلا كبر ولا إلغاء للشخصية، ولابد من الإبقاء على حد أدنى من الهيبة والاحترام لدى الأباء أوالمعلمين ... والحذر من الإفراط في مدح الشخص وتضخيمه في نظر نفسه .. والالتزام بالضوابط الشرعيه والدينيه  ، والمراقبة في ذلك ..   ومراعاة ظروف كل فرد من ناحية ما يناسبه من صور المتابعة والاتصال .. حيث لكل فرد ظروفه التي قد تختلف عن ظروف الآخرين؛ مما يؤدي لضرورة اختلاف صور المتابعة...  من هنا كانت التربية تستحق منا الاهتمام والاعتناء ، فهي تستحق الاهتمام بتأصيل القضايا والأساليب التربوية، والاهتمام بالدراسات والبحوث، والاهتمام بالتثقيف والتوعية، والاهتمام  بالتعليم والتدريب للمعلمين والمدرسين.. 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قاسم محمد الياسري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/25



كتابة تعليق لموضوع : المعلمين والمدرسين مشاعل الخير ومصابيح الوطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net