صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

الديمقراطي الأعوج!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هو الذي لا يعرف إلا أن يلعن الظلام , وعندما تسأله هل أوقدت شمعة أو نطقت بكلمة طيبة , فإنه سيحدّق بوجهك ويحسبك عدوه ومن المناهضين للديمقراطية!!
 
وبسببه وأمثاله , تجدنا غارقين بإبداع "لعنة الظلام" , والعمل على ترسيخ ما يتصل بالظلمة من سلوك ومواقف ورؤى وتصورات , حتى صارت النفوس والأرواح والقلوب والعقول دامسة ظلماء.
 
فأنى تولي وجهك فثمة حندس فتاك , وقدرات ومجهودات لإطفاء أي بصيص نور أو شمعة تسعى لمطاردة الظلام!
 
هذا واقع يسود وتجني ثماره المجتمعات التي صارت في محنة الكرسي الديمقراطي الأعوج المعايير والتطلعات والغايات , مما تسبب في إنحراف المسار الديمقراطي , وتحوله من حق إلى باطل , ومن ربح إلى خسارة , ومن بناء إلى خراب , ومن وحدة وطنية , إلى تمزق وتفتت وإحتراب داخلي , ومن إحترام للرأي إلى تجريم بالرأي , ومن إنتماء لوطن وقيم إنسانية عليا , إلى إنتماءٍ لصغائر المسميات والتصنيفات التفريقية والقيم الوضيعة المضللة.
 
ذلك أن الديمقراطية تتطلب أناسا يمتلكون رغبة وقدرة الإنارة الفكرية والنفسية والثقافية والروحية , فالديمقراطية تفاعل أنوار , وتنمية للخير والمحبة والألفة والأخوة الإنسانية , بعيدا عن أي المسميات الأخرى , لأنها حق إنساني يعلو ولا يُعلى عليها.
 
الديمقراطية إنسكاب لطاقات العدل والمساواة والحقوق والإحترام والتقدير للرأي والمعتقد والإجتهاد , وعدم إنتهاك قيمة وإنسانية البشر.
 
وما يتجسد في مجتمعاتنا من وحي كل ديمقراطي أعوج , يحسب الديمقراطية حصانا يركبه للوصول إلى أطماعه الأنانية وأهدافه الضيقة , المبنية على أسس عاطفية وإنفعالية وأمية , في أمدها البعيد تقضي عليه وعلى موضوعه , وهو في سكرة الإغتنام المبيد!
 
ولا يمكن لمجتمع أن يصنع حياة ديمقراطية , وينطلق بأجياله نحو مستقبل مشرق , إذا أذعن وأسلم أمره لكل ديمقراطي أعوج في كل ما يمت بصلة إليه.
 
ولا يمكن تقويم الإعوجاج الديمقراطي إلا بيقظة الشعوب , ووعيها ومعرفتها بحقوقها وواجباتها وقيمتها ودورها ومسؤوليتها!
 
فهل سنستقيم لكي يغادرنا المعوجّون؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/21



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطي الأعوج!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net