صفحة الكاتب : د . مسار مسلم الغرابي

السقوط الاستراتيجي ......تحليل ودراسة / الحلقة الثالثة
د . مسار مسلم الغرابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

ايام واسابيع ثم شهور وسنين والازمه السورية تكبر وتكبر وابواقها خليجيه غربيه، لم يكن في الحساب ان يصمد الاسد ونظامه كل هذه المدة ويتحمل ضوضاء الماكنة الإعلامية وزيتها المغشوش الذي لا يكاد يغرق سوريا بدخان اسود تنبعث منه رائحه الفساد والحقد السياسي الممتد منذ عقود خلت لكي تستبدل هذه الورقة بأخرى  ربما كانت معده الى مرحلة ما بعد سقوط النظام( ليتم اشغال الحكومة الفتيه بمشاكل جانبية و الزامها  ببنود واتفاقيات  مما يدخلها في خانه الحلفاء الجدد من جهة الغير مؤذين من جهة ثانيه تماما مثلما عملوا في ليبيا والعراق نسبيا                                                       ).

التحرك العسكري عربيا كان لابد ان يمر بأروقة الجامعة العربية  لمباركته(التي عجزت عن استصدار قرار  ولعقود من الزمن يدين اسرائيل وينصر الشعب الفلسطيني نراها تدين وتحرض على العمل العسكري في سوريا في ايام، لتكشف عن سوءتها وهوائها التأمري )لتتكشف الأقنعة التي ارادوا اخفاءها عن الامه العربية عند ابواب سوريا .                                                                        

شُكل مجلس معارضه سوري  بدعم قطري واضح وسعودي مستتر في تركيا واعطي مقعد سوريا في الجامعة العربية واعتبر الممثل الشرعي للشعب السوري في مشهد مسرحي مبتذل يكاد ان ينجح لولا اخراجه العربي وادواته المسلطة وجمهوره المنشغل بالصراخ.                                                                                                                   على الجانب الاخر نجد ان النظام السوري تعامل مع الازمه واستعد عسكريا واعلاميا للحسم تارة والتوضيح تارة اخرى ومسرحه الاساس ارض المعركة وجمهوره الراي العام الغربي ومناصروه الاقليميون .  ليحتدم الصراع بين ما عرف بالجيش السوري الحر والنظام بدايتاً ثم الجيش بعد حين لان الرهان كان على انشقاق الجيش واضعاف عقيدته القتالية وحسه الوطني  لتكوين جبهات مضادة  داخل النظام تماما مثلما حصل في ليبيا فينكشف ظهر النظام وينكفئ ،لكن الرياح جرت بما لا تشتهي الدول الداعمة ،فصمود الجيش وثبات النظام والتفاف قسم كبير من الشعب قبل وخلال الصراع حوله اصبح من المستحيل انهائه بهذه الطريقة لتنتقل الى مرحله اعمق و حلقه جديده في مسلسل الاخضاع.                           كان لابد ان تستخدم ورقه اخرى لتحصيل مكاسب عسكريه انيه وسريعة والورقة الطائفية هي الانسب لهذه المرحلة لأنها تستجلب التعاطف المذهبي والطائفي بسهوله خاصه لو احكم استخدامها، وفعلا طرحت الطائفية واستجلبت الويه  جبهه النصرة وافواج كتائب الصحابة  وقواعد  ما عرف  بالدولة الإسلامية في العراق والشام المعروفة اختصارا داعش  وتنظيم القاعدة الارهابي ،كان المحرك لهم يأمل ان يتم الحسم سريعا لصالح قوى المعارضة لأنه يعرف جيدا انه كمن يمسك النار التي ستحرقه ربما. طالت الازمه  السورية وتأخر الحسم بفضل العوامل السياسية والجيوسياسية ليقود الى تفكك المنظومة التكفيرية وخروجها عن السيطرة  وجعلها تتخبط وترسل تهديدات هنا وهناك وترتكب اخطاء اعلاميه وعسكريه  لينكشف فيما بعد عن صراعات داخليه حول الغنائم والدعم وانعدام الثقة بين فصيل واخر وتنظيم وجبهه. كل هذه العوامل خلقت من هذه التوجهات التكفيرية عقربا يمكن ان يلدغ صاحبه في اي لحظه ويجعلها غربيا في موقف المدان والمتهم بدلا ان تعكس صوره البراءة والإنسانية التي ستجلبها بعد سقوط الاسد لتكتمل معرفتنا الشمولية بهذه التنظيمات و يجعلنا نثق بانها عاجزه عن قياده بلد بمختلف طوائفه وملله نحو مستقبل وافق جديد لسبب بسيط وهو انها قائمه على القتل والازمات . تستمر المعارك لتصل الى القصير ويُهدد سكانها مما جعل حزب الله اللبناني على المحك وتوجب عليه ان يحدد خياره المصيري على مضض مع النظام او ضده ليتبنى الخيار الاول بعد نظره وتفكير ليعلن انه اخر من دخل اتون الحرب السورية. ليأتيه الرد سريعاً سيل من الاتهامات والفيديوهات المفبركة وغيرها لتظهر ان الاخير هو ضد السنه ويؤسس مع النظام لتكوين دويلة،  ثم قضيه الزوار لكبح جماحه وفرمله حملته الغير مرحب بها خليجيا  في سوريا وشيئا فشيئا تنقلب موازين الصراع ويزج بالألاف الجهاديين في صراع غير ضروري كان يمكن ان يحل سياسيا.                  حررت القصير ثم فعلت قضيه رايه الحسين المرفوعة بفيديو انتشر بسرعه ليتم تكذيب الخبر بالأدلة ومن على شاشه المنار بشخص الامين العام للحزب حسن نصر الله لنعلم جيدا ماهي خطورة الموقف لتدخل الازمه السورية في هوه اوسع مما كانت فيه بعد التدخل العلني لعده تنظيمات واحزاب ليس حماس وحزب الله اخرها .                                            

 في خضم هذه الاحداث والمعارك وصل الاخوان المسلمون الى سده الحكم وبدأت تكتلات جديده بالظهور على الساحة زادت من منسوب الفكر السلفي المتطرف في مصر واريد استثماره في سوريا بمباركه الغول التركي صاحب النفس الاخواني  للترويج لفكره الجهاد في سوريا من جهة وايقاف الموجه الشيعية من جهة اخرى ,ليرتفع منسوب الحقد والبغض الطائفي فُيقتل ويسحل رجل دين شيعي بعد ان حوصر وروع في منزل رفيقه بواسطه المئات من المتطرفين ليفتح الباب على مصراعيه عما يراد من ذلك والى اي مدى سيصل؟!!!!!!!!!!!!!                                                                           

تتوالى الاحداث سريعا ليسقط الاخوان في مصر باعتقال الرئيس محمد مرسي ومطارده زعيم التنظيم  واعتباره تنظيما ارهابيا لما يقوم به من اعمال وسلوكيات تستجدي التهديد والقتل. بسقوط الاخوان في مصر انتفض الداعم التركي ليقلب الامور راسا على عقب وليكشف حجم الآمال والتطلعات التي كانت ملقاه على مصر الاخوان المسلمين التي افلت لغير رجعه ,وليرمي مصالح الاخرين بعيدا بعد ان ضاعت مصالحه ,ويعلناها بوضوح بوجه المملكة وبمن وصفهم بالانقلابين.                                         

(في الحلقة القادمة الخليج يساند السيسي, السعودية تقف معه  ،قطر تنزع جلدها ، صراعات بين الحر والقاعدة)


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسار مسلم الغرابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/20



كتابة تعليق لموضوع : السقوط الاستراتيجي ......تحليل ودراسة / الحلقة الثالثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net