صفحة الكاتب : د . مسار مسلم الغرابي

الشعب والتغيير....حكايه المتضادين
د . مسار مسلم الغرابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جلست على كرسي المتحرك في غرفتي الصغيره وانا ارتشف فنجانا من القهوه سائلا  متأملا هذا البريق الذي التمع فجأه في خلدي وانا اطالع كعادتي الاخبار والاحداث  عن طريق مواقع التواصل الاجتماعيه وشبكات الاذاعه في بلد تعتصفه الثلوج وتغيب فيه الشمس فيسطع بين الفينه والاخرى قمرا  خجولا يحكي  قصه الالم والحرمان بعدما كان سيد الحسن وملك الظلام.
 
ربما هنالك من يفكرمثلي تفكيرا ساذجا , لماذا الشعب لم يتغيير بالرغم من تغيير الانظمه الحاكمه له على مدار السنين والعقود وهو سؤال مضحك مبكي في نفس الوقت مضحك لان الدنيا كلها تغيرت ولم يتغيير الشعب تماما  كالمثل الشعبي ( يركض يركض والعشه خباز) ومبكي لان الشعب الى الان يجهل سبب مشاكله ومعضلاته وابتلاءاته . المجتمع ككل ظل يراوح مكانه منتظرا التغيير القادم من الاعلى بينما قسم من افراده ذهب ليغيير من شكله ومنظره وتقاليده وعاداته ومعتقداته هم ينتظرون التغيير الذي سيحقق لهم كل مايريدونه ويصل بهم الى حيث يريدون لكن الايام تكشف لهم فيما سيأتي بانهم اشبه بمجاميع النمل المؤلفه من مجموعات متخصصه فطريا الى  عاملات وحارسات  ومرافقات وملكات وهكذا فبلطبع يبقى العامل  عاملا والحارس حارسا والملك  ملكا ضمن ذلك المكون وتلك الاطروحه. والشعب بطبيعه الحال  مقسم الى هذه المجاميع وان اختلفت في التسميات  فعندنا مواطن درجه اولى وثانيه وثالثه ورابعه ليس على الحساب الفطري بل على الحساب الحكومي  وثقله السياسي والاجتماعي . وهذا بالتأكيد بعيد عن الحساب الالهي المشترط التقوى كمقياس واساسا في الحكم. نفهم بعد هذه المقدمه ان المُطالب بالتغيير  هو المواطن البسيط و العامل والموظف ومن يأمل بالتغيير هو المدير والضابط والامر ومن يتناها الا سمعه التغيير هو الوزير والحاكم وهذان الاخيران هما من يملكان اللعبه و التغيير الذي سيرضي العامل والموظف  سيكون على حساب راحه وسعاده المدير والضابط  وبالتالي  على حساب منصب وبقاء  الوزير والحاكم وهما يعلمان ان التغيير الذي سيطال الجميع من هم دونهم سيصل اليهم لذلك سيحاربونه ويفتعلون  الازمات لاجهاضه واضعين كل ثقلهم ودهائهم  في خدمه مشروعهم  والوصول لهذا الهدف .وهذا المطلب حق لاشك فيه في عرف الغاب لان الاسد لن يهاب ان لم يبدي الافتراس والثعلب لن يأكل من غير حيله ,والغراب لن يسرق ان لم يجد شيئا,  ومانعيشه الان صوره مثاليه لمايعرف  بشريعه الغاب حيث القوي يأكل الضعيف ,والغني يسرق من الفقير . وعليه فالحاكم وحاشيته يتفنون باشغال الراي العام عنهم او لاجل بعيد( خاصه في الانظمه الدكتاتوريه), واساليبهم تتنوع  تنوع نضجهم وثقافتهم كالازمات في الكهرباء و الماء و الغازو النفط , كشف ملفات الفساد في اوقات معينه , هدايا في مناسبات  , بعثات  للطلاب , توزيع مستحقات وقطع اراضي .... وهلم جرا شرط ان لاينقطع مسلسل الالهاء والاحسان .والهدف من وراء ذلك واضح  وهو اشغال المواطن البسيط عن فكره التغيير لتتمخض عنه  طموحات واحلام  بالحصول على الحقوق الاساسيه في الكهرباء والابتعاث والوظيفه ,وهذا  ضمن اطار ومضمون  الدوله. اما على  الصعيدين الدولي والاقليمي  فالاسلوب مختلف  مع حفظ جوهره فالدول والمماليك التواقه الى حفظ   نفسها واساطيلها  من التغيير تلجىء الى اساليب اكثرجرأه و قذاره  فتمارس الارهاب والتفجيروالتكفير والتنكيل والقتل الجماعي الممنهج   في اراضي الدول الساعيه الى التغيير وضرب كل مفاصل  الدوله الهدف ,بجميع طبقاتها وكياناتها لان تاخر التغيير عندها يعني  بعد التغييرعندهـم او تأجيله.  
 
اوكرانيا - لوغانسك
1.1.2014

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . مسار مسلم الغرابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/18



كتابة تعليق لموضوع : الشعب والتغيير....حكايه المتضادين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net