صفحة الكاتب : السيد ابوذر الأمين

الصلاة وما ادراك ما الصلاة
السيد ابوذر الأمين

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.


 الصلاة تلك الشعيرة التي لم تخلو ديانة سماوية منها ، وذاك الحبل الموصول بين العبد وربه . تلك الهبة الإلهية التي مَنَّ الحق بها على عبده ، ذاك اللقاء بين الذليل والعزيز ..
  أترانا أعطينا حقها ؟ هل عرفنا حدودها وآدابها ؟ أترانا سعينا لأدائها او لإكمالها بما أمرنا به الحق تعالى ؟ هل وعينا وانتبهنا ان من أول حدودها هو وقتها او الاهتمام بالطهارة المشروطة بها ؟ هل انتبهنا الى سبب سرعة الوضوء لها ؟
لنتوقف هنا اعزتي لنعيش في ارحب صلاة العاشقين و لنستقي رشفات من كأس عشقهم فنروي ذاك القلب العَطشْ من اعذوبة فراتها ولذة شهدها :
فالعاشق يعتبر القيام بين يديه بخشوع العشق ومرددا كلام العشاق بادئاً بإسم المعشوق وتنزيه عن كل معشوق سواه بوصفه انه أكبر من ان يوصف فيقول الله أكبر .
ثم يستعين باسمه وصفته ويبدأ بأشمل الأسماء ( الله ) ناعتا إياه بالرحمة العامة ( الرحمن ) التي شمله بها مع غيره ، ويردف ذلك بنعت يتمناه من معشوقه وهو شموله برحمته الخاصة التي يفيضها على العشاق ( الرحيم ) . ثم يحمده وينعته ويتذكر ملكه له ولغيره سائلا إياه الهداية لنيل الوصال ويذكر نفسه حال المبعدين عن ساحة العشق والهيام . ( و تلك هي سورة الفاتحة ) .
ثم ينحني إجلالا لمعشوقه وبمد نحره تقربا لأجل وصله ووصاله ويذكر بعد تنزيهه : تربيته وعظمته ويحمده لتوفيقه للوقوف بين يديه . وبذلك يكسر حب كل شيء سواه بعد كسره حب إلانا بالذل بين حبيبه ومراده . ( وذاك هو الركوع ) .
ثم يرفع رأسه بعد ان يجلله بالعطف معشوقه ويستعد للارتماء بين يدي حبيبه ويقع مغشيا عليه ساجدا بين أحضانه فيكون معشوقه الأعلى وهو الأدنى.
ثم يرفع رأسه ويستغفر ربه لأنه لازل ينظر لنفسه ويجد لها وجود قِبال معشوقه ، عندما قلنا : ( فيكون معشوقه الأعلى وهو الأدنى ) . ثم يسجد ثانيا ليمحق اخر ما عنده من وجود فيحصل الفناء فيكون معشوقه الأعلى ولا غير  ( وذاك هو السجود ) . ثم يرفع رأسه و يقول ( اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له ) .
هذا مجمل صلاتهم فأين نحن عنهم ؟ وهل نصل لمطالب صلاتهم؟
اخواني الأعزاء أخواتي العزيزات : لو ان شخص منا أستاذن للمثول بين يديّ احد الملوك وأذن له ، كم يتطلب الأعداد والاستعداد لذلك اللقاء ؟ وها نحن يوميا على موعد مع ملك الملوك ومالكهم ولعدة مرات ، وقد فتح لنا بابه للولوج بلا مانع من حرس او حاجب وقال وهو راحم اذا جئتني ماشيا جئتك مهرولا ! فهل لهذا الامر نحن مؤدون وهل لتلبيته مستعدون !؟ .
بعضنا لا يحترم الصلاة و قد يؤديها و كأنها حمل على ظهره يرميه ليستريح ! فأين هو عن حالات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان كلما أصابه هم او أعتراه غم نادى : ارحنا يا بلال !!! .مااتعسنا ونحن على عكسه تماماً فنحن نعجل بأدائها غير مدركين فيوضها ! وغافلين عن الحضور لحياضها .. وهو صلوات الله عليه واله يصلي ليستريح ! ....أليس هو بإبي وأمي أسوة لنا وعلينا الاقتداء به بكل شيء ، وكما قال العارف في شعره ..
فتشبهوا ان لم تكونوا مثلهم
ان التشبه بالكِرام فلاح ُ...
وفقكم الله وإيانا لمعرفة الصلاة انه سميع الدعاء ..

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


السيد ابوذر الأمين
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/16



كتابة تعليق لموضوع : الصلاة وما ادراك ما الصلاة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net