جدل بيزنطي عجيب تريد غزال خذ أرنب
صالح الطائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 النائب الكردي في البرلمان العراقي عارف طيفور يسمي العراقيين المقيمين في كركوك منذ أكثر من ثلاثة عقود بالعرب الوافدين، ويطلب منهم العودة إلى مدنهم التي جاءوا منها. واعتقد أنه سيقوم بتهجيرهم قسريا إذا رفضوا العودة!!!!
بينما ينص دستورنا (المبجل) على أنه يحق للعراقي الإقامة والسكن في أي بقعة من أرض العراق، ولا يحق لأحد أن يعترض عليه.!!! وكركوك عراقية منذ أن خلق الله الدنيا.!!! والأكراد عراقيون منذ أن وجدوا.!!!! كما أن الأكراد يقيمون في كل محافظات العراق الأخرى ولا يعترض على وجودهم أحد، فلماذا يمنع الأكراد العرب من الإقامة في شمال بلدهم؟!!!

وقد سبق للأكراد أن قيدوا سفر العراقيين العرب إلى شمال بلدهم بشروط تعجيزية قاسية. وهذا يخالف إطار الحقوق المدنية والسياسية للعراقي، فضلا عن أن الدستور العراقي ينص بمادته رقم (44 أولا) أنه يحق للمواطن العراقي أن يسافر إلى أي جزء من العراق دون قيد أو شرط، ويحق له الذهاب إلى أي مكان يريد داخل العراق.

ويعمل الأكراد في شمال العراق على هواهم، ولا يسمحون لأحد أن يطلع على ما يجري هناك فلا الحكومة ولا البرلمان لهم حق السؤال.
بينما ينص الدستور الذي وافق عليه الأكراد أن أرض شمال العراق هي أرض عراقية وملك لدولة العراق ولا يحق لأحد مهما كانت جنسيته وقوميته أن يتصرف بها إلا بموافقة وعلم الحكومة.
هل يعني ذلك أن عملية القضم التدريجي قد انتهت والأكراد الذين قضموا من أرض العراق ما شاءوا قد اكتمل مشروع دولتهم وأنهم يريدون ((تطهير)) كركوك من العرب؛ حتى ولو كان بعض العرب أقدم سكنا في كركوك والمناطق المتنازع عليها من الأكراد أنفسهم؛ لضمها إلى تلك الدولة واتخاذها عاصمة باعتبار أنهم سبق وأن قالوا أكثر من مرة إن كركوك قلب كردستان؟!!!
وهل يعني ذلك أن الأكراد استغلوا مشكلة (داعش) في الرمادي والفلوجة وانشغال الحكومة بمكافحة الإرهاب ليقوموا بأعمالهم الغريبة هذه، كما هي عادتهم مع كل أزمة تحدث في العراق؟!!!
وماذا سيكون موقف الحكومة والبرلمان، هل يسكتون على ما يحدث، أم ينتظرون انفراج أزمة الأنبار، أم يتخذون ما يلزمهم به القانون والدستور ويدافعون عن عراقيين معرضون للتهجير من داخل بلدهم إلى داخل بلدهم غصبا عنهم؟!!!
 

الموضوع السابق واجب على كربلاء وحق للفلوجة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat