صفحة الكاتب : قيس العامري

الحرية في المفهوم الاسلامي من طبيعة الانسان الانسجام
قيس العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الاجتماعي مع افراد مجتمعه  الذي كونه الله تعالى على طِبق قانون وميزان اجتماعي محكم وهذا المجتمع يعطي للانسان حرية اختلاطه وتصرفاته وجميع توسعاته في كل النشاطات الاجتماعية.
وهنا نلاحظ ان كلمة (مجتمع) تدل على جماعة وافراد اي: هناك وحدة متكاملة من الافراد تدير دفة الحياة الاجتماعية في نفس هذه الوحدة{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات (13)،اي ان هذا المجتمع او الوحدة المتكاملة تعين بعضها بعضاً على مسير الحياة بشكل صحيح {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}البقرة(251).
   إذاً نحن في حالة العمل الجماعي وعندما يكون افراد هذه الجماعة متماسكين من حيث الفكر والنشاط يكون انتاج العمل اكثر رصانة واكثر قوة واندفاع.
   هذا امر طبيعي ويدركه العاقل من خلال التصور فقط ويتيقن به من خلال مسير سكة الحياة وكلما زاد الانسان في تعقله زاد في قوة ادارة دفة المجتمع.
   كما قلنا ان الانسان حر في جميع تصرفاته ونشاطاته ولكن لكل شيء حدود ،كما ان للانسان صفات حميدة وممدوحة وصفات غير حميدة (منبوذة) مثل : الشجاعة فهي من الصفات الحميدة ، واذ ان الشجاعة هي صفة تكون متوسطة ما بين صفة (الجُبْنِ) و(الرعونة) كما نقل عن الامام الكاظم ( عليه السلام)"خير الامور اوسطها"، و كذلك الصفات الباقية عند الانسان مثل الكرم وهو ما بين البخل والاسراف...
كذلك الحرية للشخص الواحد في المجتمع فإن الاخذ بالحرية المطلقة تؤدي في المجتمع الى الانحراف الاخلاقي والفكري ...
   كما في الدول الغربية وغيرها من الدول التي اخذت شعار مطلق الحرية و التي ادى بها الى الانحراف الاخلاقي مثل: زواج المثلين والعياذ بالله وفتح مقرات لممارسة الامور التي لا يقبل عليها العاقل ولا الجاهل والتي ينبذها كل مجتمع موجود سواء كان اسلامي او غير اسلامي.
   اما دور الاسلام في الحرية فإنه لا يسلب من الفرد حريته ونشاطاته فإن الاسلام لم يحرم الامور الترفيهية للانسان بما يرضي الله تعالى ، فإنه لم يحرم علينا الرياضة والخروج الى الحدائق العامة و ممارسة الهوايات سواء كانت رياضية او فنية مثل: الرسم والتمثيل المحتشم _الغير خارج عن مبادئ الدين الاسلامي_ وما يتبع ذلك من الفنون و المهارات التي لاتخرج عن مبادئ الدين الاسلامي.
   وانما الدين الاسلامي وضع بعض القيود للحرية التي بها سعادة كل المجتمعات كافة وجميع القيود التي وضعها الاسلام هي قيود يقتنع بها العقل والفطرة والضمير.
   لان الدين الاسلامي هو قانون متكامل لمسير المجتمعات وقاعدة رصينة للنظام العام للامة الاسلامية {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا}الكهف آية(1)،كما جاء في الحديث أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " .
ولو كان لكل فرد من المجتمع الحرية المطلقة في افعاله ونشاطاته فإن المجتمع في هذه الحالة يسمى مجتمع متهور يسير على مزاج حب (الانا)(الانانية الشخصية)_اذ حال لسان المتهور هو"انه لو فعلتُ هذا القبيح من العمل ما المانع فإن لي حريتي الشخصية!!!"
   ومثل هكذا مجتمعات تنحدر الى التسافل التدريجي اللاإرادي بحكم العقل والوجدان.
هذا ما ينهانا عنه ديننا الحنيف وهو الذي وجهنا الى ما هو صواب ويسعى في سعادتنا كافراد محترمين اصحاب قيم اخلاقية واصحاب تضحية من اجل الاصلاح في المجتمع كما فعل الامام الحسين (عليه السلام)الذي ضحى بالغالي والنفيس وضحى بنفسه وباعز ما يحب بعائلته  وولده وسبي نسائه الطاهرات وكل ذلك من اجل ماذا؟ من اجل الاصلاح في امة جده رسول الله(صلى الله عليه واله) وليس هذا بالامر الهين فإنه سلام الله عليه وضع قواعد اساسية لمسيرة الدين الاسلامي بشكل مستقيم، وسلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين (عليهم السلام).

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


قيس العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/05



كتابة تعليق لموضوع : الحرية في المفهوم الاسلامي من طبيعة الانسان الانسجام
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 2)


• (1) - كتب : قيس العامري ، في 2014/04/01 .

شكرا جزيلا لك استاذي الفاضل عقيل الحمداني على مروركم الجميل.

• (2) - كتب : عقيل الحمداني ، في 2014/01/13 .

أخي العزيز الأستاذ قيس العامري موضوع رائع وأجدتم الطرح فيه عسى أن تعي الحكومات المستبدة هذا المعنى فلا تحصي أنفاس الناس ،ويدركه الفرد أيضاً فيعرف إن حريته تنتهي عند حدود حرية الآخرين ،، ننتظر بشغف فأتحفنا بالمزيد..




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net