صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

نسبة الدسم في قضية العلواني
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كنت أتحدث لصديق مترجم صحفي عن صعوبة إطلاق سراح النائب أحمد العلواني بعد يوم من القبض عليه لأسباب مرتبطة بنوع التحدي الذي يفرضه الأمر برمته على الواقع السياسي، ومايمثله من فرض شروط لعب جديدة في المعادلة السياسية ، وإن العديد من السياسيين حتى المحسوبين على التيار الذي يمثله العلواني لن يكونوا بمعرض الترحيب بمثل هذا القرار لأنهم ينوون بالتأكيد إستخدامه كسلاح للتصعيد في المعركة الطويلة حتى موعد الإنتخابات في 30 أبرل المقبل ،وفي الأثناء بث التلفزيون خبرا مستعجلا عن إطلاق سراح العلواني ، وبرر صديقي المترجم القرار بخوف المالكي من تهديدات عشيرة النائب التي أمهلت الحكومة ساعات لإطلاق سراحه وإلا فإنها ستتعرض لإجراءات عشائرية قاسية ،ثم نقلت فضائيات أخرى الخبر بسرعة خاطفة حتى إن إحدى الوكالات نقلت خبرا يبدو ساذجا للغاية عند قراءته لوهلة يقول، إن رئيس البرلمان أسامة النجيفي قد أوصل العلواني الى منزله في الأنبار ،وكل تلك الأخبار لم تكن كافية لتقنعني بالأمر ،فليس ممكنا أن يتم الإفراج عن نائب مقاتل ذكرت بيانات الداخلية والدفاع وقيادات أمنية وسياسية إنه قتل جنودا ، وأطلق النار بكثافة ، وأعطب آليات عسكرية في مكان المواجهة برغم تحذيرات الجيش له من مغبة التعامل بعنف مع القوة المداهمة لمكان تواجده ، ولابد إذن من إجراءات تستغرق وقتا، ومن مساومات تستغرق وقتا أطول وجهدا ليتم الوصول الى نوع من التوافق يتم بموجبه إطلاق سراح رجل تعبت الحكومة وقواتها كثيرا وهي تفكر بطريقة للنيل منه بعد عام كامل من التصعيد الذي تبناه، وسيل التصريحات النارية التي كان يطلقها ضد الحكومة والقوى الأمنية والخصوم السياسيين حتى وصل الأمر الى مستوى إتهامه بوصف المخالفين دينيا بالخنازير لكنه برر قولته تلك وحصرها في توصيف محدود لبعض السياسيين ،وليس لمجموعات بشرية تتعبد وتعتقد بمذهب بعينه.
 
نسبة الدسم التي نتحدث عنها يرغب فيها الجميع من أجل تحقيق مكاسب ،فالمظاهرات في الأنبار تطالب بإطلاق سراحه مع دراية من قيادات سياسية وشعبية بصعوبة ذلك الآن على الأقل ، في حين هددت مجموعات أخرى بإ تخاذ تدابير تصعيدية في حال أطلق سراحه بالفعل علما إن الجمهور الرافض لقرار الإطلاق يمكن أن يؤثر سلبا في الإتجاهات التي يمكن أن يمضي إليها التصويت في الإنتخابات القادمة ،لكن المطالبين بالإفراج عن العلواني لن يصوتوا في كل الأحوال إلا بالإتجاه الذين يؤمنون به .. وعندما صدر قرار إتهام ضد نائب رئيس الجمهورية السابق طارق الهاشمي كان التصعيد في القمة من قبل قيادات في القائمة العراقية ،ومع مضي الوقت صار الهاشمي في ذيل قائمة الإهتمامات وحين ذاك خرجت قيادات جديدة إستفادت من القضية لكنها تركتها على الرف . هذا ماسيحصل ربما خلال الأسابيع المقبلة ومع تصاعد الأحداث الأمنية والسياسية حيث سيستفيد بعض السياسيين من محنة العلواني ليوظفوها في الحصول على أصوات العامة من الناس المستعدين لتلقي سيل العواطف والمشاعر الجياشة وفكرة المظلومية الصاعدة لكنهم لن يقدموا شيئا لزميلهم الذي قد يواجه حكما بالإعدام ، خاصة إذا مااجريت الإنتخابات ولم يشارك فيها ،ومع تأسيس برلمان جديد لايكون فيه عضوا، ولن تكون من أحاديث عن الحصانة.
 
Pdciraq19@gmail.com
 رئيس مركز القرار السياسي للدراسات hadeejalu العراق . بغداد

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/01/05



كتابة تعليق لموضوع : نسبة الدسم في قضية العلواني
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net