صفحة الكاتب : حامد گعيد الجبوري

من الصبر الى القبر
حامد گعيد الجبوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 دار ...
دور ...
أسماء جماد 
يكتبها الفقراء ... نظرياً
عمليا ...
يملكها التجار الجوف 
       هل من السهولة أن تنعى راحل ، وربما نعيك لنفسك هو أقرب للحقيقة والواقع ، مشتركات كثيرة تجمعنا لبعضنا البعض ، الفقر ، الثقافة ، العمل ، اللا أبالية ، الدروشة  ، الصعلكة ، الغنى ، الرياضة ، السفر ، السهر ، المجالس ،  كيف ذلك ومن أنعاه أشترك معه ببعض من هذه القواسم ، تعرفت على الراحل – محمد سالم البرماني -  الذي لم  يتمسك بآخر قطرة هواء ففقدها  ليلة 12 / 13 / 3 / 2011م ، عرفته أيام الحصار المفروض طوعا وكرها على العراق وأهل العراق ، أيام المحنة والجوع والتشرد ، أهدى لي مطبوعه الذي أسماه ( هذا هيامي ) ، وجدته هائما بربيع الكلمات ، وشذى العربية ، غير متمسك بالقيود الفراهيدية رغم تقنيته وإتقانه لها ، جمعنا معسكر للجيش سوية ، كان الراحل برتبة عسكرية أقل مني بكثير ، أرفض قوله لي  مفردة ( سيدي ) لأني لا أحترم عسكريتي سابقا ولا حقا  ، وإنما امتهنتها للعيش فقط ، وبعد أن أحلنا على التقاعد سوية كان الرجل يخاطبني بتلك المفردة التي أكره ، تعلمت منه الكثير من أصول وقوانين اللغة العربية ، وبخاصة النحو ، رغم أنه لم يكمل الإعدادية ، وأنا خريج للعربية من كلية الآداب الجامعة المستنصرية ، القسم المسائي ، عام 1988 م أحلنا الى التقاعد سوية بقائمة واحدة لعدم رغبتهم بنا سابقا ،  عمل الراحل البيرماني حارسا ليليا بمعمل للمشروبات الغازية  القريب من ما يسمى بيته ، لأنه أقرب للخربة من بيت ، كنت أذهب لمحل عمله ليلا لأسترجع ما نسيته من علم العروض ، وجدت لديه قدرة على إيصال الفكرة أجمل وأفضل ممن درست على يديه علم العروض ، كنا نلتقي سوية كل خميس بمقر إتحاد أدباء وكتاب بابل ، تتخلل ذلك لقاءات شبه يومية بمجالس الحلة الأدبية ، وبخاصة مجلس السيد ( حسام الشلاه ) ، يقرأ لنا نتاجه الشعري ، ولا تفوته مناسبة دينية أو سياسية أو اجتماعية إلا وكانت له مشاركة فاعلة فيها ، هادئ الطباع ، قليل الكلام ، كثير التأمل والإنصات للآخرين ، عاشق للعراق بما تعنيه هذه المفردة ، مأخوذ بحب الجمال والتفكر بصنائع الخالق الجبار ، محب وأي حب للإسلام وبناته ، مولع ومتفكر بالنهضة الحسينية ومضامينها الثورية والثقافية وما أفرزت من قيم أخلاقية للمجتمعات بأسرها  ، لم ينجو الراحل البيرماني من غدر الإرهاب الظالم ، إذ إطالته أياديه القذرة بحروق متوسطة أيام تفجير شارع المكتبات ، ولد الراحل عام 1947م ، عاش متنقلا بين الفقر والحرمان والعوز ، نقل من قبر الدنيا لفضاء الآخرة ليلة12 / 13 / 3 / 2011م ،  رحم الله الراحل الشاعر الأديب محمد سالم البيرماني  وأجزل له العطاء ، للإضاءة ........ فقط .            
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حامد گعيد الجبوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/14



كتابة تعليق لموضوع : من الصبر الى القبر
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net