صفحة الكاتب : وسام الركابي

في الهمّ السياسي (1)
وسام الركابي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعيداً عن المعمعة .. قريباً من همم الرجال .

 

بضعة أشهر تفصلنا عن موعد إجراء الإنتخابات البرلمانية ..

 

وبعيداً عن سعار التنافس (الشريف وأخواته) بين المرشحين وأحزابهم وداعميهم ، وما سيتكاثر بسرعة مذهلة من مشكلات وتسقيط ، وما سيكتشف بالصدفة المحضة والمفاجأة البريئة من ملفات الفساد ..

 

بعيداً عن كل ذلك .. أصدقائي :-

 

إنّ هذه الأشهر الفاصلة هي فرصة لإجراء مراجعة متأنيّة ، وصادقة ، ومعمّقة ، لتجربة مريرة وصعبة وباهضة الكلفة مررنا بها على مدى أكثر من عشر سنوات (2003 – 2013) ..

 

إنها مراجعة ضروريّة وواجبة ، وفي تصوري أنها ينبغي أن تكون على الطريقة القرآنيّة : (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَىٰ وَفُرَادَىٰ ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا ) ؛

 

(1) (أن تقوموا) : فمنكم يبدأ التغيير ، وبأياديكم يكون ، ولله الحجة البالغة ..

(2) (لله) : للمبدأ الخالص ، للحق ، للمصلحة العامة ..

(3) (مثنى وفرادى) : أنت ومن تثق في نصحه لك وحرصه على أن ينالك الخير كما يناله ، وأن تستفتِ قلبك بمفردك ..

(4) (ثم تتفكروا) : وبعدها أعملوا عقولكم في وضع الميزان الحق ، فالكلفة باهضة ..

فلا بدّ من افبتعاد عن الضوضاء المفتعلة التي أُغرقت بها فضاءاتنا عمداً كوسيلة إلهاءٍ لتمرير مشاريع وأجنداتٍ ما كانت لتمر بالسهولة نفسها لو كانت الجماهير العراقية في وضع مريح وجو هادئ ونفوس مطمئنة على حياتها ومستقبلها ..

 

إنها دعوة مخلصة لمحاولة التخلّص من فخ البقاء وسط المعمعة ، والإنجراف مع تيّار اللغو والهذيان المستمر ، والتأثر بماكنة الإعلام الإجتراري للأزمات والانفعالات التأريخية والسياسية والأمنيّة ..

 

حاولوا الإنتقال لمناخٍ هادئ وأفقٍ طلق ، لتعطوا لأنفسكم فرصة الإنفتاح ، ولأعصابكم فرصة الهدوء ، ولعقولكم فرصة التفكير المتّزن ، وقرروا أن تكونوا لوحدكم أم مع من تختارونه بعناية ليفيدكم رأياً ونصحاً ، ثم تفكّروا في : 

 

- (من) يكون بمستوى الأهليّة اللائقة ، والكفاية الحقيقية لتمثيلكم في مجلس النوّاب .

- (ما) هو البرنامج السياسي والاقتصادي والأمني الذي ينبغي أن يتعهد بالعمل بموجبه ومحاولة تحقيق أهدافه وتوفير مستحقاته .

- (آليات) أخذ العهد والميثاق من المرشح للوفاء بالبرنامج ، والرقابة الفاعلة ، والمحاسبة الرادعة والفاصلة ..

 

(من) و(ما) و(آليات) ينبغي حسم الموقف منها لنكون تحرّكنا فعلاً ـ كمواطنين صالحين ـ لصنع التغيير المطلوب ، ولم نكتفِ بالتّشكّي والولولة التي لا تدفع ضرّاً ولا تجلب نفعاً ..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


وسام الركابي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/14



كتابة تعليق لموضوع : في الهمّ السياسي (1)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net