صفحة الكاتب : باقر العراقي

الرحيل والولاية الثالثة
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رحل نيلسون مانديلا قبل أيام ولم يحكم الا ولاية واحدة، لكنه تحكم في قلوب الجميع وأسس دولة التسامح على أنقاض العنصرية ، ورحل لي كوان يو عن السلطة بعد ان مل من الحكم وخدمة الناس وحول سنغافورة من جزيرة منسية في المحيط الى مصافِ الدول العشر الأولى من حيث الرفاهية ، وكذلك فعل مهاتير محمد في ماليزيا ، والأمثلة كثيرة بين الرحيل والحكم، الا أنها نتائجها سلبية في بلاد العرب فصدام حسين والقذافي وبن علي ومبارك وصالح وغيرهم غادروا من الباب الخلفي باب الذلة والهوان وعليهم لعنة التاريخ والناس أجمعين .
ومنذ أن شهر هاورن الرشيد سيفه وقال لولده المأمون :- "سأقطع الذي فيه عينيك لو نافستني على هذا الكرسي" ، ووصول أمير قطر الى الحكم بالطريقة التي وصل بها والده، مع فارق التوقيت والمعطيات والظروف معا، فالتاريخ يعيد نفسه وكل تلك القصص هي من واقع السياسة والرحيل الأبدي عن كرسي الحكم ومن امتلكه لابد أن يرحل ويخرج من أحد البابين ، ولا ثالث لهما .
ومصيبتنا أن تاريخنا العراقي مملوء بهذه الحوادث السلبية ، فرحيل الزعماء من الباب الأمامي نادر جدا، وقل أن تجد له مثال في التاريخ، وأن القتل نهاية أكثرهم، والكرامة كما يعتقدون البقاء أكبر مدة ممكنه حتى وأن كان آخرها الندم .
لماذا هذا الإصرار مادام المصير المحتوم معروف سلفا؟ ولماذا التوجه يكون للباب الخلفي، باب الحسرة والخسة والنذالة؟ فهل خدمة الوطن لا يكون الا في كرسي الحكم، ومادام كذلك فالتجارب السابقة كبيرة والفشل واسع وعريض وعلى كل المستويات، وليس ببعيد عن السن الأقرباء قبل الخصوم، والاستجداء أصبح لا يطاق، سواء كان داخليا عن طريق إطلاق يد المكرمات وتوزيع الهبات والعطايا وعلى طريقة وهب الأمير بما لا يملك، أو خارجيا عن طريق إقناع الجيران وأصحاب القرار العالمي ومن بيدهم عصمة الأمور.
 فمهما طال أمد الحكم وأتسع عدد الولايات، فلابد من الوجهة وتحديد باب الخروج ولابد من الرحيل، وسعيد من أتغض بغيره .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/14



كتابة تعليق لموضوع : الرحيل والولاية الثالثة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net