صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

تأجيل و تعجيل؟!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السلوك السائد في الحياة السياسية العربية , هو سلوك التأجيل , وإنعدام أو ندرة سلوك التعجيل.
 
والفرق أن في التأجيل فقدان التفاعل مع الزمن بإستباقية وتوثب وإنطلاق , وفي التعجيل يتحقق هذا.
 
والتأجيل يعني التراكم , والتقيد بالمفردات التي لم تأخذ مستحقاتها الفكرية والثقافية والإجرائية.
 
وقد مضت الأجيال في دوامة مفرغة من التأجيلات المتلاحقة , التي أدت إلى تراكمات ثقيلة وتفاعلات مضطربة , تتسبب في مشاكل لا تعرف حلولا , بل تطالب بمزيد من الإرجاء والتأجيل  , حتى يتوحل في أجيجها جيل مسكين لا ناقة له فيها ولا جمل.
 
وبسبب هذا السلوك ترانا نتحدث ونكتب وكأننا في القرن السابع أو الثامن من التأريخ , ولا تريد أن نصدق بأننا في القرن الحادي والعشرين.
 
ذلك أن التأجيل قد حقق آليات تفكير في أدمغتنا لا يمكنها أن تتواصل مع زمنها , وتتفاعل معه بطاقات الحاضر والمستقبل , وإنما بالإنغماس العميق في قيعان الماضيات والمؤجلات من الحالات والصراعات والتداعيات.
 
وهذا السلوك يفرقنا عن سلوك الأمم الأخرى التي تسعى إلى التعجيل في خطواتها ومنطلقاتها , وإبتكارها الحلول للمشاكل الثقافية , فهي تأتي بما لا يحصى من الحلول لما لا يحصى من المشاكل , وتتخفف من أعبائها وتزداد قوة في إنطلاقها المتسارع نحو أهداف تلدها آليات تواصلها مع زمنها , لأن حلول المشاكل تفتح أبوابا جديدة وآفاقا شاسعة ذات تطلعات منظورة تنتصر بها تلك الأمم على حاضرها , وتتمسك بغدها المشرق الذي تسطع فيه أفكارها وتتنامى أهدافها.
 
فالأمم المتقدمة قد أسقطت من قاموس وجودها سلوك التأجيل , وإندفعت بكل ما فيها من طاقات نحو سلوك التعجيل والإنجاز والولادات الواعدة المنبثقة من إرادة التعجيل.
 
والفرق واضح ساطع شاسع بين مجتمعات المُؤجِّلين والمُعَجِّلين.
 
فعجّلوا ولا تؤجّلوا!
 
و "خير البر عاجله"!
 
فهل سنتعلم مهارات التعجيل ونتخلص من ويلات التأجيل؟!!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/14



كتابة تعليق لموضوع : تأجيل و تعجيل؟!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net