صفحة الكاتب : علي حسين الخباز

كلام مثقفين
علي حسين الخباز
تخلف الخطاب الديني في بعض آلياته التي عجزت عن مواكبة المتغيرات من حوله ومنها المتغير الحياتي وظروف العصر مع تصعيد الدعوات المضادة للدين والمذهب وتنوع اساليبها وتثقيف ادواتها، ولذلك صار من الصعب للخطاب الوعظي من مواجهة قيم الانحراف السلوكي الذي ما عاد يتأثر بخطاب الوعظ ولا العاطفة، وهذا يعني اننا بحاجة الى خطاب آخر قد يكون حواريا اقناعيا أو قد يكون ابتكاريا يتبع عمق اللحظة موازنة بالعمق الجوهري الاسلامي لأن اليآت العاطفة لا تستطيع احتواء المضامين الفكرية.
فالخطاب العاطفي يعتمد على وضعية متذبذبة وهذه بدورها تضعف قاعدة التلقي والتسليم فلذلك ليس من السهل اعادة الصواب الى رشد تيهته الأسئلة التشكيكية لماذا التحريم....؟ ولماذا لايجوز؟ وكأن قيادة الفعل الإلهي الجبار يقاد بأمزجة ورغبات انسانية!!
المشكلة تحتاج الى دقة تأمل فقضية الخرق لن تأتي عبر تنامي فكري عكرته السنوات وانما ولد في ظرف خارق غير طبيعي بينما في المقابل نجد ان القاعدة الوعظية تنامت عبر قرون واجيال عديدة ويعني ان امكانية الرصيد الوعظي تجاوزت آنية الخرق الاخلاقي وربما سيعالج قضايا ماضوية تحتاج الى بلورة فكرية تجعلها عصرية قابلة للتطور واستيعاب الآتي من الخروقات الاخرى. والمجتمع الآن وخاصة الشباب بحاجة الى خطاب اقناعي تحاوري لايعتمد على نقل الخطابات السردية والكلام البديهي بل هو بحاجة الى صعقة فكرية، والى روحية خطاب متمدن، ألسنا نؤمن بأن الإسلام لايحدد امره بجيل ولاتحده الخارطة المكانية فلابد من خطاب مسؤول يتابع خطوات التضاد ولايسمح له بالتنامي، وبدل التأثير بالمستورد نضع المقابل الديني الوطني الديني المحلي. 
التعقيب الاول:- لو تابعنا حركة الرسول الاعظم (ص) الفكرية لوجدنا اجتهادا يأخذ اكثر من وسيلة مشروعة فهو كان يسعى ليؤالف قلوب الناس بالمال والانصاف، ويقابلهم بالمعروف والكلام الطيب، ويدعوهم نهاراً، ويدعو الله عز وجل لهم في الليل، يتعهدهم في امور التربية، ويراقب معنوياتهم حتى يشعرون بانتمائهم الى جماعة الاسلام. 
وهذه الأعمال تشكل القيمة الراشدة لقيادة المجتمع... إذن المسألة ليست في موعظة تقال وينتهي مفعولها؛ فالخطاب الديني يحتاج الى متابعة مرنة تأخذ في اعتباراتها كل التحولات والتغيرات الطارئة في المحيطين الداخلي والخارجي للعالم الإسلامي كوحدة بناء متراصة تؤمن بالجديد برؤى عالمية الإسلام وديمومته على مر العصور. 
التعقيب الثاني:- لماذا الكلام يدور عن الخطاب الوعظي، لماذا لايحمل الخطاب الفكري مسؤوليته؟ أين دور الشاعر، الكاتب، المدرس، الشيخ الكبير، صاحب الخبرات، المشكلة في مثقفينا لقد أصبحوا منظّرين أكثر مما هم عمليون، فلذلك نحتاج الى انقلابة ذاتية لآليات الخطاب العام، وليس الخطاب الديني وحده. والإبتعاد عن قشرية الطرح، والإنصهار في الهم العام بايجابية مثمرة وعدم تغليب النظرة السوداوية للمستقبل في خطابنا الذي يشكل عماد الذروة فيما وصلت إليه أفكارنا ومآلنا الثقافي.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين الخباز
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/13



كتابة تعليق لموضوع : كلام مثقفين
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net