صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

تظاهرات العراق قوى جدية في اطار التكون وبدايات التحرك
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  تحية طيبة

التظاهر والاحتجاج ورفع النظالات المطلبية من السمات الاساسية للنظام التعددي الديمقراطي . لانبالغ ولانكتشف أكتشاف علمي جديد أذا قلنا أن طبيعة النظام في العراق تختلف اليوم بشكل جذري عن باقي الانظمة العربية . 
العراق العزيز بلد متعدد الاحزاب والنظام السياسي فية نظام برلماني والسلطة السياسية أستوعبت التباين القومي والديني والطائفي المعبر عنة حزبيآ . وبالتالي ليس لدينا حزب واحد او حزب قائد اوحزب مهيمن وليس لدينا حاكم مطلق تلصق بة صفات قدسية . كما ان  القرار السياسي هو الاخر موزع بين عدة قوى وحصيلة لتفاعلات سياسية معقدة تشترك فيها عدة أطراف . بالتالي فان العاملين بالحقل السياسي يواجهون بديهية مفروغ منها تتمثل بأستحالة تصور تكرار النموذج المصري او التونسي . ولاكن هذا لايعني أن المشهد العراقي مشهد مثالي وخالي من النواقص والعيوب أن من يقول هذا حتمآ يتعامى عن أبسط الحقائق الساطعة سطوع الشمس في كبد السماء. فهنالك حالات من الفساد المالي مستشرية وتباين في توزيع الثروات بين الحاكمين والمحكومين وضعف واضح وجلي وحقيقي في تقديم الخدمات وتعثر في  عملية أعادة البنى التحتية المدمرة كل هذا في آطار وجود عدة قوى سياسية متصارعة على مسرح العملية السياسية تسعى بجد الى تحسين أسهمها السياسية من خلال استثمار السخط الشعبي . من هنا فمن الطبيعي جدآ ان نشهد تظاهرات ومن الطبيعي ايضآ ان تحاول عدة اطراف توجية بوصلة المطالبات الجماهيرية نحوا هذا الهدف اوذاك . ولاكن الذي يلاحظ هنا أن تبلور حقيقي لدور الطبقة الوسطى لم يظهر بشكل واضح حتى الان . وان بدأت تتمظهر العوامل الاولى لنهوظ هذة القوى الاجتماعية كبدايات تحرك كذالك بدايات تكون الوعي العمالي والفئوي المهني في العراق . بعد ركود دام عقود من عمر الزمان. رب سائل يسأل ماهي علاقة الطبقة الوسطى والعمالية بحركة التظاهرات والمطالب . بداية نقول أن هذة الطبقات تعتبر طبقات حديثة أي تنتمي الى المجتمع المدني الحداثوي الغير تقليدي  وتكون اكثر قدرة على التحلي بالعقلانية المطلوبة لبلورة شعارات ومطالبات والعمل من خلال الاحزاب ومؤسسات المجتمع المدني وهي تجد فرصة حقيقية في ظل نظام تعددي لتنظيم نفسها ورفع صوتها . لقد تلقت هذة القوى ضربة حقيقية في  زمن النظام السابق أذأنعدمت  أمامها مجالات التنظيم  وحرية العمل والتظاهر وتلقت
ضربة على صعيد مكانتها الاقتصادية . مما ادى الى تراجع قيم الحداثة وبروز التنظيمات الاجتماعية لمرحلة ماقبل الدولة . . أعتقد أن دور الطبقات الحديثة هو تجسير أي مد الجسور لعلاقة تعايش وطني بين المكونات بطريقة التوحد خلف النظالات المطلبية وان كان هذا لايعني بأي شكل نسيان الخصوصيات والهويات الفرعية . أذ دلت التجارب التاريخية في العراق على صعوبة الغاء هذة الهويات والقفز فوق أستحقاقاتها السياسية حتى في أطار العمل المطلبي . وتلك خصوصية عراقية لبنانية في الشرق الاوسط.
والسلام عليكم
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/13



كتابة تعليق لموضوع : تظاهرات العراق قوى جدية في اطار التكون وبدايات التحرك
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net