صفحة الكاتب : بشرى الهلالي

لا تدعوهم يسرقونكم.. ثانية
بشرى الهلالي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 شعرت بسعادة اليوم وأنا أذهب لتحديث سجلي الانتخابي، ربما سينزعج البعض من هذه البداية، فقد سجلت بغداد النسبة الأدنى بين المحافظات في عدد المواطنين الذين قاموا بتحديث سجلاتهم الانتخابية، بينما سجلت البصرة النسبة الأعلى.
 بالأمس، قرأت بعض الدعوات على الفيس بوك، والتي تحذر من المشاركة في الإنتخابات كونها جريمة. وأنا أيضا أضم صوتي الى هذه الاصوات، فالمشاركة في الانتخابات، بنفس الطريقة، هي جريمة، لكن.. أن أترك لهم صوتي ليسرقوه ثانية، فهي جريمة أكبر.
على مدى دورتين انتخابيتين، لم يشهد العراقيين سوى التراجع على كل المستويات حتى فقدوا ثقتهم تماما بمعظم، إن لم نقل كل الرموز السياسية والكتل والاحزاب، فما بين فساد وسرقة أموال وبيع ضمائر ومتاجرة بالدم العراقي، (ضاع الخيط والعصفور)، وغدا الشعب مجرد جسرا للصعود الى الكرسي، وأصبحت الإنتخابات فرصة ذهبية لمن تربعوا على رقابنا طيلة تلك السنوات، لأن يعودوا للجلوس فوق رؤوسنا هذه المرة، فهل سنسمح لهم؟
لاأنكر إني أخطأت شأني شأن الكثيرمن المواطنين يوم ذهبت للإدلاء بصوتي خلال الانتخابات الماضية لأجل من ظننت إنهم سيحمون بلدي، و سيوقفون إراقة الدم العراقي. أعترف إني خدعت وصدقت هذا وذاك، صدقت شعاراتهم الداعية لنصرة الفقير والمتسول والجائع، وتلك المتشدقة بالوحدة الوطنية ونبذ الطائفية ومحاربة الفساد ونصرة الأرامل والحرية والديمقراطية و..و..و.. شعارات كثيرة تبعثرت على لافتات تزينها صور تشترك في براءة الوجه، وابتسامة، وشعر مصبوغ. فهل سأرضى بأن يخدعوني ثانية؟
البعض يقول إن النتيجة معروفة سلفا، وإن المراكز الانتخابية والصناديق معروضة للبيع، ومن يدفع سعرا أعلى سيحصل على الغنيمة، ربما نعم، وربما لا، لكن مشاركة أعلى نسبة من المواطنين في الانتخابات قد تحبط كل خططهم.
ربما شاهد بعضكم ذهاب بعض السياسيين لتحديث سجلاتهم الانتخابية، وهو مايعتبر أيضا جزءا من الدعاية الانتخابية لهم، وان إدعى البعض إنها محاولة لتشجيع الناس على تحديث سجلاتهم الانتخابية، فهل تظنون إنهم يريدون منا الذهاب حقا الى المراكز الانتخابية للادلاء بأصواتنا؟
أنا، عن نفسي أظن العكس، فهم يتمنون أن لانذهب، كي يذهب أتباعهم فقط، وكي يمارسوا أساليبهم الجهنمية في سرقة اصوات من تخلفوا على المشاركة في الإنتخابات، وهكذا نكون قد شاركنا في جريمة ذبح الوطن ثانية.
عندما يدور النقاش حول المشاركة في الانتخابات، تقفز عبارات مؤلمة مثل (واحنه شعلينه)، (شمحصلين)، (أول وتالي إلهم)، بينما يسخر البعض من حماسي كونه (وطنية زايدة). والمؤلم هنا، إننا وبعد عشر سنوات من نهاية الحكم السابق، مازلنا نظن ان الوطن ملك الحكومة، وان الانتخابات لأجل الحكومة، فمن يحب الحكومة يذهب للانتخابات ومن يكرهها يتخلف عن ذلك.
العكس هو مايجب أن يحدث، فلم يعد الوطن للقائد، هو لنا ومسؤوليتنا إنقاذه من بين أيديهم، ومن يبحث منكم عن تغيير، يجب أن يذهب للانتخابات ليختار شخصا بديلا إن كان بين المرشحين الجدد من يصلح لأن يكون بديلا مناسبا. وفي حالة عدم وجود البديل، يمكنكم الذهاب واسقاط الاستمارة الانتخابية، أي الامتناع عن التصويت، وبذلك تقطعون عليهم الطريق فلا يستطيعون سرقتكم ثانية.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


بشرى الهلالي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/06



كتابة تعليق لموضوع : لا تدعوهم يسرقونكم.. ثانية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net