صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

سرّ ما خطر!! (10,9)
د . صادق السامرائي

-9-

أضع قدمي في مياه نهر السين

فينبثق بأعماقي  الحنين لمياه دجلة

ويهتف فؤادي بإسمه

وينهمر شلال الذكريات

وتبزغ سامراء بنهر دجلتها (الجاري)

وخليجه (كهف القاطول)

الذي آلمني منظره , حيث تحول إلى أرض جرداء

بعد أن كان غنيا بالحياة 

والأطيار والزوارق وشِباك الصيد

والشباب المنهمك بالسباحة

وبحثت عن (السن العالي) , فمارأيت له أثرا!

تذكرت الكثير من أيام مجالساتي مع النهر

وساعات دراستي على (السن العريض)

حيث الأمواج تصافحه فتعزف ألحان الحياة

 والأطيار تداعبني بزقزقاتها

والنوارس تتناوب بصولاتها

والسنونو منشغلة ببناء أعشاشها الطينية

والأسماك بقفزاتها 

وكأنها تؤدي رقصات الدلافين

وكنت أقرأ وأتأمل وأكتب والحياة في مهرجان!!

 

يا نهرا يجري في أعماقي

يا نبع خيالي الدفاق

كانت الدنيا تتجمع في موجة

متطلعة للإشراق

وكنت وحيدا

أتأمل لوحات الآفاق

وعند الغروب كان الماء

يبادلني الأشواق

يا نهر وجودي الخالد

لا نهر يبقى

حين يغادره العشاق!!

 

يا دجلة

نهر السين , نهر أجيالٍ تتواصى

لا أجيال تتلاحي في واديك!!

 

- 10-

نهر السين يشابه نهر دجلة

وكأن اللغة واحدة

فأبجديات الأمواج متماثلة

لكن ضفاف نهر السين

ذات كبرياء وجمال وتفاعل وتواصل مع الحياة

أما ضفاف نهر دجلة

فأنها يائسة حزينة جرداء

تتراكم حولها أسباب الغثيان

كان نهر دجلة يضحك ويقهقه 

ويتباهى ويجري بعنفوان وكبرياء

أما اليوم فأراه حزينا , بائسا , يائسا

وكأني أسمع له نحيب

وكلما إقتربت منه تضنيني الخيبات وتنهرني الآلام

وعندما رأيته قبل أشهر ما عرفته

بل أنكرني

وكنت متوجسا وأنا أحاول الإقتراب من أمواجه

وما لامست مياهه

فرحت أتخيله كما كان

يوم كنا نسبح فيه , ونمضي مساءات الصيف ولياليه

ونحن نتنعم بنسماته وأنغامه

ونشيد أمواجه وألحان جريانه الذي يبعث فينا القوة

والقدرة على التحدي والتواصل والنماء!!

 

أحنّ لماءٍ بروحي تنامى

فنهر وجودي

جميلا تسامى

حملت مياه بلادي وكهفي

فعاش الزمان نقيا ويبقى

عفيفا , ولودا بتولا سَمِيا

يسرّ عيونا

فسُرّي بسرّ ما زهت

وذوبي بنهرٍ

وكوني عبيرا

وعطرا تهادى كأنسامِ المعاني

وأحلامٍ دنتْ

حبيبُ مياهٍ ونهرٍ ينادي غفاة البشر

تعلّم بها مهارات النظر!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/05



كتابة تعليق لموضوع : سرّ ما خطر!! (10,9)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net