صفحة الكاتب : عبد الامير جاووش

فلسفة الفيزياء (( في الفكر المحمدي ))
عبد الامير جاووش

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 مشكلة البحث
-------------
في أواسط القرن الماضي اصطدم المفكر الإسلامي بموجة التيارات القادمة من هنا وهناك، وأحس بعجز مدرسته الكلاسيكية. فظهرت الكتابات الإصلاحية وبوادر التوجهات العلمية، ولكنها كانت مجرد ثورة، ولا أحد يدري على من!!
ولو كانت الفلسفة الإسلامية معدودة المقالات محدودة الاتجاه ، لما استحال على الشباب الناهض أن يصوغها في قوالب عصرية مصنعة ولكنها كانت عريضة العبارة عميقة المعنى، ومن المستحيل أن يحيط بأبعادها نظر إنسان غير متخصص . وهنا المفارقة حينما حاول نفر من المؤمنين، وبدافع النوايا الحسنة، أن يستورد القوالب الجاهزة ذات المقاسات الخاصة ويلبسها روح الإسلام، فكانت الخيبة أكبر لأن الخليط لم يتجانس .
نحن عملياً بحاجة إلى تخصصات دقيقة وفي مجالات مختلفة تعالج التراث الإسلامي وتعيد ترتيب الأوراق. وأن تتوجه كل فرقة إلى إبراز أفضل ما تحويه من إبداع، فإن الأزمات الحضارية التي تعاصرنا تستوجب أن نعيد النظر فيما بين أيدينا من حلول و أن نكف عما أدمنا عليه من النزاعات التقليدية، وبدلاً من التفكير في المصير المذهبي فإن الأولى أن نعمل على إنقاذ قيمنا والاهتمام بتحقيق أهداف إنسانية عامة .
فمن المؤسف أننا وقعنا في شراك المشكلات الزائفة والمسائل المطروحة بوضع سيء، حتى أن المفكر الطامح الذي يسعى بمفرده لتكوين نسق كلي شامل، قد أثار مخاوف القابع تحت المظلة القديمة لمنهج الفقه. فكانت الفجوة ما بين الشكل والموضوع في الطروحات، مثل التمايز بين العاطفة الجامحة والواقع الأليم، فصار المفكر الإسلامي مطمعاً لنفور الكآبة والسأم الإلحادي .
ولكن الملحد الذي قدّم نفسه كنذير شؤم للبشرية، لا يقل بؤساً عن المؤمن المغرور الذي فرض نفسه إلهاً على الآخرين ويريد أن يدخل إلى العالم بأكمله في مركّب عقلي خاص ونظرة أحادية مطلقة. فهو كمن يريد أن يعطل عقول الناس ولا يؤمن بالصيرورة أو الزمان .
لا أقول أن ما استعرضه فيما يلي هو وحي نازل على أمّة رأسي لا يجادلني فيه أحد ،بل هو محاولة لتحويل اتجاه الفلسفة الإسلامية المطروحة إلى الجانب العملي، ووقف ابتزاز التجريدات العقلية الفارغة، لأن للحقيقة من الأوجه أكثر مما قد نتوهم، وهذا ما لا تراه من كوّة الأبراج العاجية .
رغم الصيرورة والتعدد فإن العالم يخضع إلى نظام ذو حتمية وحرية مقننة ، مما يوحي بأن النظام صادر عن جهة تختلف عن العالم نفسه. وإذن لا يمكن للإنسان أن يحيط بكل ذلك الوجود ولكن يمكن أن يعرف جوانباً مختلفة منه، ولن يكون عقله مرجع الإسناد المطلق، ولن يطلب منه التزام القيم( الدينية) إلا بحسب ما يبعث روح الأخلاق الإنسانية في المحيط الذي يحيا فيه .
نحن إذا اعتقدنا بالتقدمية العلمية للمنهج المحمدي فذلك يعني أنه يتمتع بالوضوح والاتساق الداخلي والقابلية للفحص والتكافؤ والدقة والموضوعية . ولكن الهوّة التي سقطنا فيها هي اللغة، لأن التراكب والتعقيد المتوفر في النصوص سيكون بقدر الغموض والالتباس في مظاهر الكون ،عند ذاك دخل المنطق الأرسطي كطريقة للحل فكانت المصيبة أكبر حين دخلت الفلسفة اليونانية من وراءه . فصارت مهمة المفكر الإسلامي هي الدفاع وتنقية التراث والبحث عن المعاني وتحليل العلاقات القائمة بينها ومراقبة الاندفاع المتعصب وما ينتجه من مشكلات زائفة ومفاهيم خاوية قد تؤدي إلى مواقف فاشلة وخطيرة ، وفي اعتقادي أن التعصب هو ما أخرج الفكر الإسلامي من صبغة الثورة العلمية إلى إسلوب الفوضى الدموية في مراحل من التاريخ .
إنه من الخطأ الجسيم أن ينشغل الإسلاميون بالصراع على السلطة ، بينما الرسالة الحقّة هي أن تجهد نفسك في منفعة الناس ، ومن ثم فإن الأفكار تحكم في ميادينها وما السلطة الأخلاقية إلا الدفاع عن حقوق الناس كافة ، فإن قيل لا حكم إلا لله أقول ليس له صاحبة ولا ولداً والكل أمامه سواء وخير الناس من نفع الناس ، وقد خاطب أصحاب العقول وذوي الأفهام، والشرط الأهم في اصطفاء أي نبيّ أن يكون أعقل أهل زمانه ويكون رحمة للناس يعلمهم الشريعة والحكمة ويعلمهم ما لم يكونوا يعلمون .
بهذا المعنى نتسائل هل في الفكر المحمدي حكمة في الطبيعيات ؟؟ فإذا لم نجد فيه فلسفة حضارية فهو مجرد قيم روحية تخص من يؤمن بها !!
 
أهمية البحث 
-------------
لا يقال عن الفلسفة إنها خاطئة أو صائبة، ولكن قد يكون المنهج الفلسفي غير نافع أو غير عملي ، فما لم يحدد الفيلسوف المبادئ الجيدة التي ينطلق منها فإن آراءه لن تجد لها مكاناً في التطبيق ولن تساهم في التأسيس لأي فلسفة علم ما لم تحدث الأسوأ .
فالعلم يصبح مرتكزاً على أسس متينة ويتقدم في منهجه على نحو مستقل عندما تمتد جذوره في المبادئ التي تحقق شروط التآلف والاستقلال والاكتمال وبقدر من الموضوعية بالنسبة للطبيعيات، أي فلسفة علم فيزياء .
ولا أقصد بالفلسفة هنا معنى التأمل ومغامرة الاستكشاف، بل الحكمة التي تعني الإتقان في العلم والعمل، وهي بهذا الشكل ستكون ذات تشابك متراكب، ولكن التتبع من بداية أي طرف منها يؤدي إلى نهاية الأطراف الأخرى. لأن المشروع الفلسفي يفترض أن يتضمن المبادئ التي تهدف إلى تنظيم ما يبدو من عشوائية الطبيعة .
لقد ظن الإنسان القديم أن حوادث الوجود هي من صراع الأضداد وتأثير عدد من الثنائيات هي التجاذب والتنافر أو الحب والكره،وإن سر الشيء يكمن في قوة الاسم الذي يحمله. ولن يجتمع المتضادان إلا بوسيط ثالث مثل الأصنام التي توصل عالم المادة بعالم الروح ونزعة التجلي الصوفية التي تسعى إلى الإتحاد مع المطلق، ولكن تظل الممارسة الدينية مرتبطة بالموروث والأعراف والتوجه القومي للأمة والنظام السياسي السائد وهو الدافع على الصراع المذهبي بين المبشرين .
في اليونان كان رأي هرقليطس أن الحكمة إنما تكون في إدراك الصيغة الكامنة التي هي مشتركة بين الأشياء جميعا وتسري على نحو شامل ، تلك الصيغة هي انسجام الأضداد .فإن الخلاف والصراع هما المبدأ المحرك الذي يحفظ للعالم حياته ، وإن قوام العالم الحقيقي هو التآلف المتوازن بين الأضداد، ولكن النسب ليست جامدة تماما وكل ما هو مطلوب هو ألا تتجاوز حدودها فمن الممكن أن تتذبذب في حدود معينة، وعن طريق المحافظة على النسب الصحيحة يعمل التغير الدائم على الاحتفاظ بالأشياء كما هي . ومن وراء صراع الأضداد – وفقا لمقادير محسوبة – يكمن انسجام خفي أو تناغم هو جوهر العالم، إنه تناغم لتوترات متضادة كتناغم القوس والقيثارة، هكذا يكون الخير والشر واحد فالطريق الصاعد هو نفسه الطريق الهابط. وتستمر الحركة اللانهائية، وتظل كل الأشياء في صيرورة ولا شيء يظل على حاله أبدا فأنت لا تستطيع بتاتا أن تنزل في النهر نفسه مرتين لأن مياها جديدة تتدفق عليك بلا انقطاع .
وذهب أصحاب المدرسة الإيلية إلى أن المواد الأساسية للكون هي أزلية لا متغيرة ولا تقبل في ذاتها مزيدا من التفسير، أزلية لأن ما يوجد هو موجود كما كان الأمر من قبل ، ولا يمكن أن ينشأ شيء من الـ(لاشيء) أو يتحول شيء إلى الـ(لاشيء) . بمعنى أن العدم غير موجود لا داخل العالم ولا خارجه، وما لا يوجد لا يمكن الكلام عنه. فالعنصر الأساسي هو دقائق مادية صغيرة جدا غير قابلة للتجزئة وتختلف عن بعضها في الشكل والتركيب والمكان، وهي بسبب عددها اللانهائي وارتباطاتها المختلفة فيما بينها ، تؤلف عددا لا يحصى من الأشياء والعوالم . ويرى بارمنيدس أن الأشياء جميعا قوامها مادة أساسية والعالم مملوء بها وتوجد بالتساوي في كل مكان ولكن يستحيل أن تمتد إلى ما لانهاية لذلك سيكون الكون كرة مادية مصمتة متناهية متجانسة بلا زمان ولا حركة ولا تغيير، فالعالم أزلي لا يفنى وغير مخلوق وهي صفة الجوهر هذا الموجود الثابت أو المادة الأساسية التي تتألف منها الأشياء جميعا .
ويضيف زينون أن المكان هو امتداد للمكين ويجب أن لا نميز بين الجسم وبين المكان الذي يشغله ، إن فكرة الفراغ اللازم للحركة تعني أن المكان موجود بذاته، فيجب والحال هذه أن يكون متضمنا في شيء ما، وهذا الشيء لا يمكن إلا أن يكون مكانا آخر، وهكذا بالتسلسل المستحيل . ومشكلة الفراغ التي يعالجها زينون هو الفراغ الذي يحيط كرة العالم المتناهي .
ويأخذ ارسطو بأزلية المادة ولا نهائية الحركة، فيرى أن المادة هي الأصل أو الجوهر الذي تتكون منه جميع الأشياء ، وهي لا تحوز على صفات، وإنما هي إمكانية تتحقق خلال إتحادها بالصورة(الشكل) وهي قصورية سلبية تحوز على صفاتها خلال الصورة، وتبقى بعد تبدل الصفات . ويعبر ابن رشد بأن الحركة كإمكانية موجودة بالمادة نفسها ، وإنها أزلية ثم أبدية لا تفنى كالمادة .
 
المصطلح
---------
الفيزياء هو العلم الذي يدرس التكوين الأساسي للعالم، ويبحث العلاقات العميقة للتناسق الكوني . وكل الموضوعات الفيزيائية تظهر خواصها فقط عند تفاعلها بالوسط الخارجي المحيط بها، لذلك فإن علم الفيزياء يتعامل فقط مع الأشياء التي يمكن ملاحظتها (بطريق مباشر أو غير مباشر) . 
 
المطلب الأول 
----------------------
من احتجاج النبي(ص) على الدهريين، قال:- ما الذي دعاكم إلى القول، بأن الأشياء لا بد ولها، وهي دائمة لم تزل ولا تزال؟؟ ... أ فوجدتم لها قِدما ، أم وجدتم لها بقاءاً أبد الآبدين ؟ فإن قلتم أنكم وجدتم ذلك أنهضتم لأنفسكم، أنكم لم تزالوا على هيئتكم وعقولكم بلا نهاية، ولا تزالون كذلك . ولئن قلتم هذا ، دفعتم العيان وكذبكم العالمون والذين يشاهدونكم .
وفي الاحتجاج أيضا ، سئل الإمام الصادق:- ما الدليل على حدوث الأجسام؟ فقال :- إني ما وجدت شيئا صغيرا ولا كبيرا إلا وإذا ضُمً إليه مثله صار أكبر، وفي ذلك زوال وانتقال عن الحالة الأولى، ولو كان قديما مازال ولا حال، لأن الذي يزول ويحول يجوز أن يوجد ويبطل، فيكون بوجوده بعد عدمه دخول في الحدث، وفي كونه في الأولى دخوله في العدم، ولن تجتمع صفة الأزل والعدم في شيء واحد .
ومن هذه الرواية نجد :
مسلمة (1)
الـ(ما لانهاية) مفهوم غير معرف، ولا واقع له في العالم الفيزيائي .
نظرية (1) مرافقة مسلمة(1)
العدم المطلق مفهوم غير معرف ولا واقع له في العالم الفيزيائي .
نتيجة :
لا معنى للسكون المطلق .
نظرية (2)
كل الأجسام محدودة وكل التغيرات منتهية نهائية .
نظرية (3)
كل الأشياء في صيرورة .
 
وفي البحار عن أبي عبد الله الصادق، قال:- في الربوبية العظمى والإلهية الكبرى، لا يكوّن الشيء لا من شيء إلا الله، ولا ينقل الشيء من جوهريته إلى جوهر آخر إلا الله، ولا ينقل الشيء من الوجود إلى العدم إلا الله .
مسلمة (2)
الشيء لا يستحدث من العدم .
مسلمة (3)
الشيء الأساسي في العالم متماثل متجانس لا يتغير .
مسلمة (4)
الشيء لا يفنى إلى العدم .
نظرية (4)
لا يوجد في الكون الفيزيائي غير الشيء (المادة والحركة) .
نظرية (5)
لا توجد مادة بلا حركة، ولا حركة بلا مادة .
نظرية (6)
لا يحدث التغير في الأشياء إلا بالتفاعل بينها .
مسلمة (5)
في العالم أبداً النظام حتمي والتغيرات مقننة .
نظرية (7)
النظام الكوني العام نظام هندسي رياضي بترتيب هرمي . 
نظرية (8)
كل سبب له نتيجة ، والأسباب متواصلة ، ومجموع الأسباب محدود .
نتيجة :
النتائج المتشابهة تكون عن أسباب متشابهة .
نتيجة
النتائج تلازم الأسباب زمانا و مكانا .
تعريف :- التفاعل هو سلسلة متتالية من الأسباب تؤدي إلى تغير على مجموعة .
نظرية (9)
كل تغير يكون عن فترات دورية متراكمة ولا توجد طفرة .
 
قال الإمام علي :- لا يتغير بحال، ولا يتبدل بالأحوال (نهج،خطبة185) .
وقال :- لا يغيره زمان ، ولا يحويه مكان (نهج،خطبة177) .
تعريف :- الزمان هو تغير حال شيء،أو تبدل أحوال منظومة أشياء .
وفي البحار أن الزمان هو نسبة المتغير إلى المتغير ولا يكون فيما لا تغير فيه أصلا.
نظرية (10)
خواص الشيء محددة و محدودة، وخصائص الشيء قابلة للتمييز والترميز .
نظرية (11)
في التفاعلات المتشابهة تكون لحظات الزمن المختلفة متكافئة بالنسبة بعضها لبعض فيزيائيا .
نظرية (12) من مسلمة (3)
النقاط المختلفة في الفراغ تتكافأ بالنسبة لأي نقطة .
 
نصوص أخرى تفيد في البحث :-
عن الإمام علي ، قال في النهج :- إن الله سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه، كما كان قبل ابتدائها ، كذلك يكون بعد فنائها ، بلا وقت ولا مكان ، ولا حين ولا زمان ، عدمت عند ذلك الآجال والأوقات (خ185) .
وفي الاحتجاج ، قال :- إن الله تعالى أول ما خلق الخلق ، خلق نوراً ابتدعه من غير شيء، ثم خلق منه ظلمة ، وكان قديراً أن يخلق الظلمة لا من شيء ، كما خلق النور من غير شيء ، ثم خلق من الظلمة نوراً ، وخلق من النور ياقوتة غلظها كغلظ سبع سماوات وسبع أرضين ، ثم زجر الياقوتة فماعت لهيبته ، فصارت ماءاً مرتعداً ، ولا يزال مرتعداً إلى يوم القيامة .
تفيد الرواية أن هناك شيء مخلوق من العدم المطلق ، ثم كان من هذا الشيء العدم الممكن ، ثم تكوَن شيء هو الفراغ المكاني ، وفي هذا الشيء تكوَنت الكتلة الكونية ، وانفجرت ولا زال صوت الانفجار العظيم وحتى إلى يوم القيامة . والمشكلة أن الإمام علي لا يفصل بين الزمان والمكان ، لأن الزمان عنده هو تغير حال والمكان هو خاصية الانتقال وكلاهما ملازم للحركة والحركة مع المادة ، وعليه فإن فيزياء الكون تختلف عن فيزياء ما قبل خلق الكون !!
في النهج ، قال الإمام علي :- ليس لصفته حد محدود، ولا نعت موجود، ولا وقت معدود، ولا أجل ممدود .. لشهادة كل صفة أنها غير الموصوف، وشهادة كل موصوف أنه غير الصفة، فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه، ومن قرنه فقد ثنًاه، ومن ثنَاه فقد جزأه، ومن جزأه فقد جهله، ومن جهله فقد أشار إليه، ومن أشار إليه فقد حدَه، ومن حدَه فقد عدَه ... ومن قال فيم فقد ضمَنه، ومن قال علام فقد أخلى منه، كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شيء لا بمقارنة، وغير كل شيء لا بمزايلة .... أحال الأشياء لأوقاتها، ولأم بين مختلفاتها، وغرَز غرائزها، وألزمها أشباحها (خ1) .
المفهوم يخص فلسفة الرياضيات والذي يهمنا أن العلاقة الرياضية لا تصح إلى ما لا نهاية ولكن في فترة اعتماد المتغير التابع على المتغير المستقل . 
وقال :- بمضادته بين الأمور عُرِف أن لا ضدَ له، وبمقارنته بين الأشياء عُرِف أن لا قرين له . ضادَ النور بالظلمة، والوضوح بالبُهمة، والجمود بالبلل،والحرور بالصَرَد، مؤلف بين متعادياتها ، مُقارن بين مُتبايناتها ، مُقرب بين متباعداتها، مفرق بين متدانياتها (خ185) .
والمفهوم أن التفاعلات متضادة ولكن الأجسام متناسبة، والتفاعل إما متعادي أو متباين أو متباعد .
 
قال صاحب البحار، كان خلق السماوات والأرض في ستة أيام، إذ الاعتبار في التدريج أكثر كما ورد في الخبر، قال أمير المؤمنين : ولو شاء أن يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الأناة والمداراة مثالاً لأمنائه وإيجاباً للحجة على خلقه .
والمفهوم من ذلك أن التغير في التفاعل نبضي تدريجي محدود .
وقد تجاوزنا آراء فلسفية عامة مثل:
1- المفاهيم (مادة ،حركة ، زمان ، مكان ، وعي) كلها نسبية متصلة نهائية متغيرة .
2- اليقين لا يدفعه إلا يقين مثله .
3- لم يكن بين النفي والإثبات منزلة .
4- لا يثبت الشيء إلا بإنيٍة ومائية .
 
وفي التطبيق ولأجل تطويع الحسابات الرياضية كانت تتخذ الإجراءات التالية
1- يمثل الجسم بنقطة مادية في حال إمكانية إهمال حجمه عند وصف حركته .
2- لتحديد موضع أية نقطة بالنسبة للنقاط الأخرى يجب معرفة ثلاثة أبعاد، تسمى قيمتها العددية بإحداثيات النقطة بالنسبة لجسم جامد قياسي ويسمى نظام الإسناد .
3- في النظام الديكارتي يحدد موضع الجسم في الفراغ بنصف قطر متجه (نق^) تكون مساقطه على محاور هذا النظام مساوية لإحداثيات ديكارت للنقطة (س،ص،ع) .
4- تعرف الحركة الحرة بأنها حركة نقطة مادية، بعيدة عن بقية الأجسام الأخرى لدرجة يمكن معها إهمال التفاعل بين هذه النقطة وبقية الأجسام .
5- يعرف نظام الإسناد الذاتي بأنه نظام محوري متصل اتصالا ثابتا بأجسام تتحرك حركة حرة، وتنسب إليه هذه الحركة .
6- مصطلح درجات الحرية تعبير رياضي عن الإحداثيات المستقلة اللازمة لوصف حركة مجموعة ميكانيكية .فإذا كان لكل جسم (نقطة مادية) ثلاثة درجات حرية، فإن مجموعة من (ن) نقطة مادية يكون لها (3ن) درجة للحرية .
7- من تصورات الميكانيكا الكلاسيكية التي رفضتها النظرية النسبية هي أن أبعاد الأجسام وفترات الزمن مطلقة أي أن المقياس له طول واحد دائما سواء أكان يتحرك أم لا ، والساعات تشير إلى نفس الوقت بصرف النظر عن كيفية حركتها . كما أن الفراغ يأخذ شكلاً مسطحا أو إقليديا – أي إنه يحقق شروط الهندسة الإقليدية – وتسمى عندهم خاصية الشكل للفراغ .
8- المجموعة المقفلة هي مجموعة من النقاط المادية يفرض بأنها بعيدة عن الأجسام الأخرى ، لدرجة يمكن (في الحسابات) إهمال التأثير المتبادل بين هذه المجموعة وتلك الأجسام .
9- إذا كان كل نظم الإسناد الذاتية تتحرك بالنسبة لبعضها البعض حركة منتظمة وعلى خط مستقيم، فإنها ستكون مكافئة لبعضها البعض، وإن معادلات الحركة لأية مجموعة ميكانيكية لا تتغير عند الانتقال من نظام إلى آخر من هذه النظم . 
ن = ن\' [ يفرض صحة مفهوم الزمن المطلق !؟] 
نق^ = نق^(ن) [ نق: نصف قطر متجه يحدد موقع الجسم، يعتمد على الزمن ]
ع^ = د نق^\\د ن [ع: سرعة النقطة المادية]
جـ^ = د ع^\\ د ن [جـ^: التعجيل ]
نق^ = نق\'^ + ع˳^ ن [المفهوم المطلق للأبعاد!؟]
بالمفاضلة بالنسبة للزمن يحصل
ع^ = ع\'^ + ع˳^
الحد الأول هو السرعة بالنسبة لنظام الإسناد ك( ك في وضع السكون النسبي)
الحد الثاني هو السرعة بالنسبة لنظام الإسناد الآخر ك\'
الحد الأخير هو السرعة التي يتحرك بها النظام ك\' بالنسبة للنظام ك 
وإذا فاضلنا المعادلة الأخيرة بالنسبة للزمن نحصل على
د ع^\\د ن = دع\'^\\د ن [العجلة متساوية في جميع نظم الإسناد الذاتية]
لاحظ أنه لا معنى لمفهوم السرعة المطلقة، ولا معنى لمفهوم السكون المطلق، إذن لا يمكن اختيار نظام إسناد مطلق . ولكن في المعادلة مفهوم التعجيل المطلق وهي كمية واحدة ثابتة في جميع نظم الإسناد الذاتية المختلفة ، وتحقق مبدأ بعد التأثير أي أن سرعة انتشار التأثير المتبادل للأجسام تعتبر لا نهائية في الكبر !؟ ذلك أن مثلث السرعات الذي نتكلم عنه فيه أحد الأضلاع يكون دائما مقدار واتجاه ثابت وإذا تحرك على مستقيم بشكل منتظم فإنه يمكن أن تمتد أطوال الضلعين الآخرين إلى ما لا نهاية ويظل التناسب بينها لا يتغير، و أي تغير في طول أحد الضلعين مهما كان بسيطا يستلزم تغيرا بنفس النسبة في الضلع الآخر .
لاحظ أن النتيجة متضمنة في المسلمات ، وقد لا تكون واقعية ولكنها تقترب من الواقع بشكل لا بأس به، وهذه هي مهمة التنظير أن تقترب أكثر من الواقع ولا يتحتم عليها أن تمسه

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الامير جاووش
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/12/02



كتابة تعليق لموضوع : فلسفة الفيزياء (( في الفكر المحمدي ))
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net