صفحة الكاتب : مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

بصائر عاشورية 6 ( نفوذية ثاقبية البصيرة هو بمعرفة الأم العمادية في نظام تكوين الدين الأكواني )
مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

<<< بصائر عاشورية >>>

الحلقة : السادسة

 

بعنوان : ( نفوذية ثاقبية البصيرة هو بمعرفة الأم العمادية في نظام تكوين الدين الأكواني )

 

ليست البصيرة تنشأ من اصل المعرفة من معرفة الاشياء بل من ماوراء ذلك وهو معرفة طبقات ومراتب الامور والاشياء .

 

لنضرب امثلة على انعدام نافذية البصيرة ثم لنسرح النظر في نظام البصيرة :

 

1- لما أعترض الالتباس بين مدارية التشبث بالمصحف الشريف منفردا عن علي (ع) في صيغة التحكيم في صفين مع ان النصر كان قاب قوسين او ادنى لمعسكر امير المؤمنين (ع) على معاوية فلم تكن بين مالك الاشتر معه الا خطوات ليقضي عليه .

 

2- لما اعترض فلان على صلح النبي (ص) في الحديبية وأثار بقية المسلمين وألبهم على موقف الرسول ص وتابعوه في التمرد فلم يحلقوا لتحلل من احرام العمرة بعد صدهم مشركي قريش تحت شعار انعطي الدنية لانفسنا لمشركي قريش ونحن المسلمون

 

مع انه من أوائل الفارين عند الزحف في جملة الغزوات .

 

3- في واقعة الجمل حيث تذرع الطرف الآخر بأمومة المؤمنين وصحبة النبي فبعضهم تلبدت لديه الرؤية واعتزل وبعضهم استمال بالعنوان السابق ولم يتحصل معناه في القرآن حيث لايثبت عصمة بموجبه بل يحذر من الاغترار به .

 

4- ذهاب النصارى واليهود الى القول بقتل النبي عيسى ع استنادا الى الرؤية والمشاهدة الحسية ومع ذلك فالقرآن يخطأهم ويحكم بغيهم لتركهم المعاجز التي رأوها من النبي عيسى واخباره ببقاءه الى يوم ظهور خاتم الاوصياء (عج) ومع ذلك استمالهم الحس وتركوا يقين الملكوت المتجلي لهم في معاجزه .

 

وماقتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه مالهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا .

 

الى غير ذلك من موارد حصول الزيغ والضلال في الامم والجماعات بسبب الفتنة في البصيرة وعدم نفوذها وعدم ثاقبيتها .

 

ومن اعظم اقطاب الأم لنظام البصيرة هو معرفة مراتب وتراتب مقامات الامور في القدسية والحرمة او الامور الاخرى في الشرية والزيغ .

 

 

وهناك امثلة وضوابط قرآنية عظيمة في ذلك :

 

1- هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ماتشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ومايعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم .

 

فوصف القرآن اتباع المتشابه مما انزل زيغ وفتنة وذلك في مقابل المحكمات التي هي أم وأصل الكتاب بل لم يسوغ التمسك بالمحكمات بمفردها الا بمعية تعليم الراسخين في العلم كقيم لتعليم الكتاب . فلاحظ طبقات الحجية متراتبة فوق بعضها البعض بحيث يكن الاخلال بها زيغ وفتنة التباس تشابه عن ابصار الحق .

 

2- قوله تعالى لا نفرق بين احد من رسله .

 

في حين قال تعالى تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض. فهو من جهة يسوي ومن جهة لايساوي اي في وحدة الصراط والاتجاه فالرسل لافرقة بينهم ولكن في نفس الحين بينهم تفاضل ومراتب ومقامات فوق بعضهم البعض لايتساوون في الهيمنة ولا في درجة الحجية فالائتمام بهم متدارج ومتناظم رتبي .

ففي حين لايجحد احدهم ولايكذب بل الكل يصدق بهم لكن التصديق بهم ليس متساوي درجة والاهتداء بهم غير متحاذي في عرض واحد بل في سلسلة متصاعدة فواقية حاكمية بعضهم على بعض.

 

فلماذا هذا التأكيد في القرآن في مواضع عديدة على التفاضل بين الرسل وبين الانبياء ايضا .

 

وما سر واهمية المراتب والمقامات المتدارجة .

 

3- قوله تعالى اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن ءامن بالله واليوم الاخر وجاهد في سبيل الله لايستوون عند الله والله لايهدي القوم الظالمين .الذين ءامنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عندالله وأولئك هم الفائزون.

 

فيستنكر القرآن بشدة ان يساوى بين خدمة الحجيج وعمارة المسجد الحرام بالصلاة والحج والطواف والصلاة والصيام والاعتكاف والركوع والسجود والقرابين من الصدقات وعمارته بكل العبادات ان يساوى بين عمارته عمارة الكعبة بينها وبين علي اميرالمؤمنين (ع) الذي نزلت فيه الآية بهذه الاوصاف فهل يساوى المسجد الحرام الكعبة بعلي ع وان الحكم بالتساوي انما يصدر من القوم الظالمين وضلال .

 

فكيف تساوى أركان فروع الدين من الصلاة والحج والصوم والصدقات وبقية العبادات والكعبة والمسجدالحرام بولاية وتولي اميرالمؤمنين علي ع الذي ءامن وهاجر وجاهد في سبيل الله الذي نزلت في الاية .

 

وكيف يساوى سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام بكل العبادات بالحسين ع الذي ءامن بالله وهاجر وجاهد في سبيل الله كيف تساوى الكعبة المسجد الحرام بالحسين (ع )

 

كيف تساوى الصلاة والصوم والحج والصدقة بولاية وتولي الحسين (ع) .

 

 

 

الا ترى كيف يصف القرآن الحج والطواف والصلاة بالبيت الحرام والسعي والوقوف بالمشاعر والقرابين من مشركي قريش بانهم نجس فلايقربوا المسجد الحرام ولايرغب في عباداتهم الموروثة من سنن ابراهيم واسماعيل (ع) المسلوبة عنها ما هو بمنزلة الروح والطهور لها وهو ولاية وتولي محمد النبي ص .

 

بل جعل القرآن صلاتهم بالمسجد الحرام الخالية عن الشهادة الثانية ولاية محمد الرسول (ص) ما هي الا صفير واصوات ضوضائية لانها خلت من الولاية .

 

فروح العبادات ولاية الله وولاية رسوله وولاية اهل البيت ع والا فهذه العبادات ينزجر منها الله تعالى ويعتبرها خاوية واصوات ضوضائية .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مكتب سماحة آية الله الشيخ محمد السند (دام ظله)
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/26



كتابة تعليق لموضوع : بصائر عاشورية 6 ( نفوذية ثاقبية البصيرة هو بمعرفة الأم العمادية في نظام تكوين الدين الأكواني )
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net