صفحة الكاتب : علي فاهم

لا راحة في العراق
علي فاهم

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
لم يدر في خلد السياب عندما كتب قصيدته المشهورة , مطر مطر مطر بالنعمة انهمر .. , أن يتحول يوماً الغيث في العراق هذه النعمة المنتظرة في الكثير من بلدان العالم الى مطر سوء و نقمة تنهمر و مآسي تحيل أيام العراقيين الى فواجع و كوارث لتغمر السيول بيوتهم و غرفهم و شوارعهم و تتلف بقايا اثاث جمعوها في ايامهم السود (عندما كانوا يعدون نجوم الظهر للتسلية ), و تنشر الامراض بين اطفالهم المتآكلين بفعل عوامل التعرية , 
طبعاً انا لا اتكلم عن إعصار الفلبين الذي حمل الاف الأطنان من المياه و انما نتكلم عن امطار بضع ساعات لم تجد لها منفذ سوى بيوت المكاريد و مطابخهم لتحيلها الى أحواض لتربية الاسماك أو مسابح مغلقة و ان كانت حيطان الطابوق و الجص قد شبعت من رطوبة الزمن فانتفضت على رؤوس بعض المكاريد لأنها سأمت الترقيع و ( اللبخ ) و الصبغ 
و لكن هذا هو العراق , كل شيء فيه يمشي رونك سايد فحتى من يمشي ( عدل ) هو يسير عكس الاتجاه و كأن الاشياء تسير بالمقلوب , و مسؤولية غرق العراق أصبح كرة تتقاذفها أرجل المسؤولين فالمحافظ (يشمرها ) براس الامانة أو البلدية  .. و الامانة تذبها براس المواطنين .. و وزارة البلديات تتنصل من المسؤولية لان المجاري من أختصاص وزارة الخارجية و ممثل الامم المتحدة و ( العافية بالتداريج ) , و البرلمان لم يصوت على قانون البنى التحتية لأنه سينقذ عدوهم الاول (المواطن) من بعض همومه و قوانين الحرب بين الراكب و المركوب لا تقضي بعقد الهدنة الا قبل الانتخابات بشهرين و مجاري الامطار تعتبر رفاهية و بذخ لا يتحملها العراقي المسكين الذي سيبقى ذهنه المزدحم كشوارعنا لا يكاد يخرج من مصيبة حتى يغرق في أخرى, فلم يكد يتنفس الصعداء من تحسن الكهرباء حتى طمس في أوحال الامطار , أو ربما تم تقسيم مصائبه بحسب المواسم فالكهرباء في الصيف و الامطار و السيول في الشتاء فـ (لا راحة في العراق ) .. شعار رفع عالياً و يعمل عليه المسؤولين بجد و أخلاص و تفاني لانهم يستلمون رواتب دسمة مقابل تطبيق هذا الشعار و يأبى ضميرهم النائم ( إن وجد ) الا ان يبقي العراقيين بعيدين عن مفهوم الاستقرار و الراحة  فواجب المواطن أن يعمل على راحة المسؤول ما امتلك الى ذلك سبيلا , و واجب المسؤول ان يتعب المواطن بكل ما اوتي من قوة , و أخيراً كحل منطقي لموجة الامطار أقترح على السادة المسؤولين بكل اصنافهم أن يخرجوا الى البيداء و يصلوا صلاة (الجفاف ) عسى الله أن يستجيب لهم قبل أن تسقط بيوتنا على رؤوسنا  لأننا مللنا من حلول اهل الارض و ننتظر حل السماء , و دمتم سالمين . 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي فاهم
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/21



كتابة تعليق لموضوع : لا راحة في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net