صفحة الكاتب : حميد الحريزي

المحاصصة بين المناقشـــــــة و ((المناقصـــــــــــــــــــــة )).....
حميد الحريزي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 من المسلم به ان البشر  لا يمكن ان  يتفقوا على  اتفاق كامل  ، ولابد من  وجود  اختلافات واجتهادات  بين  المتحاورين ،  تستدعي  اول  ما تستدعيه  ان  يصغي كل طرف  الى رأي الطرف الاخر  ضمن سياق  حواري متوازن  مبنيا على  الطرح الموضوعي  والحجة   ومقابلة الحجة بالحجة  ، وسماع البرهان  وأدلة الاقناع او الامتناع  وهذا ما نسميه  بالنقاش او المناقشة  الانسانية المنتجة ، ويمكن من خلالها  الى قناعان  متبادلة  والتوصل الى ما  هو   اصح  ........
ولكن  حين يكون هذا الاسلوب  مفقودا  بين  المتحدثين ومبنيا  على الصراخ  وكيل التهم  والتعصب  للرأي  ومحاولة الانتقاص من الاخر  والنيل من جرفه  الاعتباري  عبر الطعون الشخصية  الجارحة  والغير موضوعية  وتفتقد  للدليل  والبرهان المقنع  للطرف  الاخر ، مما يؤدي  الى تفاقم الخلاف ودخوله  الى مطيات  خارج موضوع  المناقشة ، وهذا  ما يمكن  ان يسمى  ب((المناقصة)) وهو  بالضد من المناقصة  ، لأنه يهدف  الى الانتقاص من  المختلف  وقذفه  بما ليس  فيه ،  مما  يدخله في حالة  من الغضب  والشطط وبالتالي ضياع  الهدف  المرجو من  المناقشة  في   مستنقع  ((المناقصة )).....
وإذا اردنا   ان   نبحث عن سبب  هذه  الظاهرة  الخطيرة  وهذا  الاسلوب   الغير مقبول  في  النقاش  انما يرجع  الى :-
1-   هيمنة التعصب لفكر او دين  او معتقد  او  رأي  معين   باعتباره  فكر الفرقة   ((الناجية)) الوحيدة  ، والاعتقاد  بأنه  الاصح  والأكمل  الوحيد  وما عداه  ناقص ولا يستحق  الحياة  ولا  الاهتمام  او  الانصات .
2-    يعود  القسم  الاكبر لهذا النهج  في  التفكير  والتكفير انما يعدو الى ضعف الحجة وبطلان  الدليل  وفقدان البرهان  مما يجعل حامله  لا يمتلك سوى  اسلوب  التعصب والزعيق  والإقصاء بمختلف  الاساليب  ومنها  العنف  الاعتباري  او الجسدي  .......
3-    الجماعة او الفئة  او  الحزب   حين  تنتهج   اسلوب  ((المناقصة )) والإقصاء  والتجريح    لأنها  فئة او  طبقة  تعيش ازمة بنيوية   لا يمكنها تجاوزها  او الافلات  منها  ومثلها  طبقة ((القطوازية ))  المهيمنة على السلطة في العراق . 
وللأسف الشديد  نرى  ان اغلب ما يحصل  بيننا  كإفراد  او كجماعات  او احزاب  وحركات  وما اليه  انما  تغلب عليه ((المناقصة)) وليس المناقشة  وخصوصا في ظل  المحاصصة  العرقية  والطائفية  المهيمنة  على سلوكيات الطبقة الحاكمة  ((القطوازية )) ، وانعكاساته  بالضرر الكبير  على كل  مكونات  الشعب العراقي ... مما ادى الى شيوع  ظاهرة الاقصاء  والعنف الغير مسبوق بين  الطوائف  والقوميات  والاثنيات  العرقية  والدينية ، مما ادى الى    تفاقم ظاهرة التعصب الطائفي  والقومي  الذي اصبح  حاضنة  مثالية  للإرهاب  المدمر وديمومته   على مختلف  المستويات  الانسانية  والاقتصادية ، وقد تؤدي  الى  نشوب حربا  اهلية  لا تبقي  ولا تذر .......
لذلك  يجب ان  نقف  بقوة   بوجه  ثقافة ((المناقصة )) ونعمل لترسيخ  ثقافة  المناقشة ......

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


حميد الحريزي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/19



كتابة تعليق لموضوع : المحاصصة بين المناقشـــــــة و ((المناقصـــــــــــــــــــــة )).....
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net