صفحة الكاتب : مهدي المولى

لماذا توجه الامام الحسين الى العراق
مهدي المولى

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

لا شك هذا سؤال  طرح من قبل الكثير من الناس   الا انهم لم يجدوا الجواب الشافي فهناك اجوبة كثيرة  مختلفة ومتنوعة

لا ادري هل خروج الامام الحسين ومن قبله الامام علي الى  العراق جاء بتخطيط مسبق ام الصدفة فهذا الخروج هو الذي منح الامام علي والامام الحسين هذه المنزلة وهذا الخلود وهو الذي أبقى للاسلام شعلته وتوهجه ولولا هذا الخروج  لم نسمع بالامام علي ولا الحسين ولا الاسلام ولا بقي عرب ولا اسلام فلأهل العراق وللعراق الفضل الاكبر في بقاء الاسلام  وبقاء الاسلام  فضل لبقاء العرب لولا العراق والعراقيين لاندثر العرب والاسلام

كان الامام الحسين  يمثل الامتداد الطبيعي للرسول محمد ولرسالة الاسلام وكان يزيد يمثل الامتداد الطبيعي لجاهلية ابي سفيان وابي جهل فهل من المعقول ان يعترف الحسين بانتصار جاهلية ابي سفيان وابي جهل ويدفن رسالة الاسلام ودعوة الرسول محمد بيده لهذا اعلن رفضه كل الرفض فصرخ الامام هيهات منا الذلة مثلي لا يبايع مثله

المعروف ان الحسين  كان رافضا كل الرفض  لبيعة يزيد بل يعتبر  الاقرار ببيعة يزيد والاعتراف بها خيانة لله وخيانة للناس وكان يرى في استيلاء يزيد على الحكم يعني نهاية الاسلام فبدأ يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر حاول ان ينشر فكرته هذه بين المسلمين فلم يجد اي قبول حيث وجد في النخبة المعروفة فوجدها مجرد عناصر انتهازية هناك من اسرع واعترف بخلافة يزيد وهناك من خضع لعطايا يزيد كعبد الله بن العباس عبد الله بن الزبير عبد الله بن عمر عبدالله بن جعفر عبد الرحمن بن ابي بكر 

للاسف ان هذه الشخصيات بدلا من ان تقف مع الحسين وتؤيده وتشكل معه تيارا لانقاذ الاسلام والمسلمين من الفئة الباغية بل وجد منهم الخذلان والضغط عليه من اجل التخلي عن الاسلام والاعتراف بالجاهلية لو كانت هذه المجموعة تملك روح اسلامية روح انسانية لاتخذوا موقف التحدي والمواجهة  والوقوف مع الحسين لانقذوا المسلمين  والانسانية من وحشية وظلام الفئة الباغية الفاسدة المنافقة التي لا تزال  خطرها وشرها مستمر

لا شك ان الامام الحسين سخر بهؤلاء وقرر الخروج من الجزيرة والتوجه الى العراق وهذا القرار الذي اتخذه هو الذي منح الحسين هذا الخلود 

هناك من حاول منع الحسين من الخروج من المدينة وهناك من طلب منه  التوجه الى بلد غير العراق فكان الحسين  يتألم وهو يرى موقف هذه النخبة الانتهازي الضعيف بل المنافق بل حتى الحاسد

فالحسين كان على يقين انه اذا لم يخرج  سيقتل هذا قرار اتخذته الفئة الباغية ولا يمكن التراجع عنه لهذا فضل ان يستشهد في  العراق

لو استشهد الامام الحسين في المدينة لما سمع به احد ولما تأثر به احد ولما عرف به احد حتى الامام علي لو استشهد في المدينة لما سمع به احد ولما تأثر به احد فحدثت الكثير من الانتفاضات ومن الجرائم البشعة التي قامت بها الفئة الباغية اكثر بشاعة من  بشاعة جريمة كربلاء لم يذكرها احد  مثل قتل سعد بن عبادة هذا الصحابي الجليل الذي نصر الرسول والاسلام  و ضرب الكعبة وحرقها  بثورة ابن الزبير و واقعة الحرة التي قامت الفئة الباغية بذبح ابناء المدينة وذبح الاطفال واغتصاب النساء حتى انهم لم يتركوا عذراء في المدينة

لو لم يخرج الحسين من المدينة  وبقي في المدينة لذبح  وضاع في تراب الصحراء   فهو يعلم علم اليقين انه سيقتل لو بقي في المدينة وسيقتل لو خرج الى العراق لكنه كان يفضل الموت في العراق

 السبب لان العراق بلد حضارة وبلد فكر ومعرفة ففي العراق نشأت كل الحركات الفكرية والسياسية والثورية وكل دعوات التغيير والتجديد  والعراق بلد المفكرين والمثقفين والفلاسفة والعلماء 

في حين الجزيرة الصحراء  منطقة معادية لاي تغيير او تجديد منطقة تقتل العقل وتدفنه في رمالها فلم تنشأ اي حركة فكرية  وثقافية ولم يظهر اي مفكر او فيلسوف او عالم في اي نوع لم تخلق الا المجرمين المتخلفين اعداء الحياة والموت  واخر ما انتجته الدين الوهابي الارهابي الظلامي الذي هدفه قتل الناس وفرض الجهل على الاخرين

فالعراق هو الاصل هو الذي يقول نعم ويقول لا  وكان المنافق معاوية لا يخشى الا من العراق والعراقيين 

فعندما اشار المنافق الانتهازي  المغيرة بن شعبة  على معاوية بتعين ابنه يزيد خليفة من بعده فرد معاوية اخشى من غضب المسلمين فقال  المغيرة لا يهمك انا اقمع اهل الكوفة وزياد يقمع اهل البصرة اما بقية المناطق فلا قيمة لهم ولا تأثير انهم مجرد انعام ضائعة

فكان الطاغية معاوية يعيب على العراقيين ويقول لهم علمكم ابن ابي طالب الجرأة على السلطان   فأبناء العراق مجموعات مختلفة حتى بعد هبوب رياح رمال الصحراء استمر في ولادة  الافكار ولادة الحركات والمذاهب وتحدي السلطان هذا غير  موجود في صحراء الجزيرة وهذا هو السبب في بقاء الامام علي الامام الحسين وبالتالي بقاء الاسلام وبقاء العرب


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مهدي المولى
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/15



كتابة تعليق لموضوع : لماذا توجه الامام الحسين الى العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net