صفحة الكاتب : د . صادق السامرائي

العروبة الموجوعة بنا يا عرب!!
د . صادق السامرائي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

هاتفني أحد الأخوة القراء , وكان متأثرا بخاتمة إحدى المقالات التي قارنت فيها بين المجتمع الألماني ومجتمعاتنا.

وقال: يا أخي إنها العروبة , وهناك في كل مجتمع , مَن هو ناكر لأصله وقيمة هويته.

وأضاف: أنا عربي , وأعتز بعروبتي!

 

قلت: إن المقالة تشير إلى ذلك لو تأملتها , فما فيها تعبير عن ضرورة إدراك قيمة العروبة وأهميتها , كهوية حضارية ذات قدرات جامعة وخلاقة لإطلاق الطاقات الإنسانية في مجتمعاتنا.

 

قال: إنهم يحاربونها , ويتنازلون عن اللغة العربية , ويريدون تحقيق إنتماءات غريبة , تنكر جوهر وجودنا وتأريخنا وثقافتنا وتراثنا وقيمنا وتقاليدنا , إننا نعيش زمنا لسحق معالمنا الإنسانية.

إذا تحدثنا عن العروبة , يتهموننا بالشوفينية , وإذا تحدثوا عن هوياتهم القومية , يحسبونها حقا وضرورة للقوة والتلاحم.

وتواصل الحديث بيننا لما يقرب من الساعة.

 

وبعد أن إنتهينا , تساءلت عن عروبتنا , وهل لها وجود في سلوكنا وتفاعلاتنا السياسية والوطنية , وما بين دول أمة العرب.

ورحت أبحث عنها , فلاقيت صعوبة في العثور عليها إلا في بعض بلداننا!

فالعروبة تدوسها سنابك الجهل والتنكر والتنازل , والسقوط في حبائل التبعية لهذا وذاك , ولجهةٍ أو غيرها من المسميات , المنطلقة نحو تفتيت المفتت , وتقسيم المقسم إلى أقصى ما يمكن.

ولا يُعرف كيف أنكرت الأحزاب الدينية العروبة , وحولتها إلى عدو للدين , وكأن الرسول الكريم لم يكن عربيا هاشميا , ولا القرآن قد أنزل بلسان عربي!

 

وهذه الحالة السائدة في النشاطات الثقافية والسياسية والفكرية , تضع الأجيال في موقف الحيرة والتشويش , وكأنها تريد أن تقول لهم , بأن كل ما يمت بصلة إلى العرب , لا يتعدى  كونه أكاذيب وإفتراءات , فالعرب أمة جهل وقبلية وتبعية , ولا يمكنها أن تعيش إلا كما تعيش المخلوقات الأخرى في سوح الغاب!

 

حتى صار الحديث عن العروبة , والكتابة في موضوعاتها , نوع من التطرف والكلام المعادي للحياة الوطنية , بل أن بعض الحكومات أخذت تقدم الأدلة والبراهين على أن العروبة عدوة العرب , وأن عليهم التنازل عنها , والتخلي عن لغتهم وما يشير إليهم , ويذوبوا في مجتمعات الدنيا , حد الغياب الحضاري المروّع.

 

لا زلت أفكر بكلام القارئ العزيز , وأتساءل: لماذا أردينا العروبة قتيلة على قارعة طريق الديمقراطيات المستوردة , والمدججة بأسلحة الفردية والفئوية والتحزبية العمياء , والمجردة من القيم الوطنية , وهي تضع تاج الفساد على رأسها , وتحقق إرادة الآخرين , وقهر الشعب بالحرية؟!!

فهل يستطيع الواحد منا القول: "أنا عربي وأعتز بعروبتي"؟!!!


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


د . صادق السامرائي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/12



كتابة تعليق لموضوع : العروبة الموجوعة بنا يا عرب!!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net