صفحة الكاتب : هشام حيدر

وثيقة المطالب الشعبية
هشام حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

حالة احتقان عامة تسود الشارع العراقي وكذلك العربي ولااحد ينكر ذلك......اما اسبابه فهي كثيرة !
ولعلي لاابالغ ان قلت ان اهم هذه الاسباب هو الاعلام الموجه بحرفنة وحالة التجهيل العامة في العالم العربي عموما, والعراقي خصوصا, ولأتحمل سلفا مزايدات بعض من سيترافعون عن (عظمة الشعب العراقي صاحب الاف السنين من الارث الحضاري وحفيد .....)!
وتمتد المزايدات لتشمل (الشباب) الذين يراهن عليهم الاعلام الموجه ومن يقف خلفه على انهم (الامل) وحملة (شعلة التغيير)...وباقي الشعارات التي تعتمد على المراهقين وقليلي الخبرة وهذا مالمسناه منذ عدة سنوات من خلال مخاطبة شريحة (الطلبة الجامعيين) باعتبار انهم (مثقفون والاكثر وعيا ) وكأن معظم موظفي الدولة والعاطلين عن العمل من خريجي الجامعات  اقل وعيا رغم تراكم الخبرة العملية والخبرة المتولدة من فارق السن !
اذن فأن من يسعى لقلب الطاولة وبعثرة الاوراق وخلق حالة (الفوضى الخلاقة) يعتمد على ركيزتين اثنتين الاولى حالى تجهيل المجتمعات ومخاطبتهم اعلاميا باثارة حالة التذمر في صفوفهم والثانية الاعتماد على فئة الشباب وحالة الفورة والاندفاع في نفوس هذه الشريحة الكبيرة وقلة خبرتها!
لست بمعرض تحليل الحالة العراقية او العربية .....لكن لأذكر كل عراقي بانه (في الغالب) كان يقارن بين (تردي) الحالة المعيشية والفساد الاداري في العراق وبين مثيلها في الدول العربية التي بات يتفاجأ كل يوم بانتفاضة هنا وهناك , حيث قد يتمكن من تبرير الحالة المصرية مثلا او التونسية لكن كيف سيبرر الحالة السعودية او العمانية او البحرينية او الاردنية مثلا ؟
واذا كنا نتحدث عن نهب واردات النفط التي ستجعلنا في عداد الاباطرة هنا فعن اية ورادات نتحدث في دول اخرى ؟
وهل كان الاعلام الموجه للمواطن العراقي لاسيما من الشرقية والبغدادية والحرة ايضا يجد مثيلا له في أي من الدول العربية التي انتفضت فجأة ؟
لقد كان المواطن العراقي يعتقد انه يعيش الحالة الاسوأ في المنطقة وان الاسعار هنا هي الاغلى وان الرواتب هي الادنى وان عدد الفقراء هو الاعلى وان السبب الرئيس هو الانتخابات والديمقراطية والاحزاب الاسلامية .....كل ذلك ليوجه الى تركيز مطالبه على التعيين وعلى معاداة الدولة ثم على العملية السياسية والانتخابات ومارشح عنها وكأنه يريد حاكما فردا ديكتاتورا لان الشعب في حالة توجه لنبذ الانتخابات ومقاطعتها والى الغاء الدستور اعتقادا انه الاسوأ وكل ذلك نتيجة التوجيه الاعلامي المضلل والمركز والمحترف رغم ان الدستور يعد من ارقى الدساتير وافضلها رغم بعض الثغرات التي لايخلو منها أي دستور او قانون وضعي !
وانا لاانكر طبعا وجود الفساد والمحسوبية كما لاانكر قصور الحكومة وتقصيرها, والمتابع لكتاباتي لايحتاج لهذا الايضاح طبعا لكني اقول مع ذلك ان وضع المواطن العراقي افضل من غيره معاشيا وان الاعلام الموجه يغض الطرف عن اوضاع اسوأ بل ابشع في دول كثيرة اخرى مجاورة وغير مجاورة اقليميا وعالميا لغاية في نفس اصحاب مشروع الشرق الاوسخ والنظام العالمي الجديدين !
وهذا يعني صرف انظار المواطن والمجتمع عن التركيز على مطالبه الحقيقية وعن الطريقة الصحيحة لهذه المطالبة وخطواتها لاجل تسهيل ركوب موجة الغضبة الجماهيرية التي لابد ان (يقودها الشباب) لاسيما اذا كانو على ....الفيسبوك !
أي ان احدا لايعرف هذه (النخبة )..القيادية ولايلتقي بها ليعرف هل هي عراقية فعلا وهل هي شابة فعلا وهل وهل وهل !!!
علينا اذن ان نمنع انجرار المجتمع وانقياده مع مقود الاعلام المضلل....علينا ان نجعل كل فرد يسأل نفسه ...ماهي مواد الدستور التي تعتقد انها سبب المشكلة؟ليصدم الغالبية بانهم لايعرفون سوى تكرار عبارات ان الدستور هو السبب وان الدستور طائفي وماشابه!
على الجميع ان يسألوا انفسهم.....هل ان الحل في تعيين كل افراد المجتمع كموظفين في الدولة؟ وهل ان هناك دولة في العالم كله فعلت هذا الشيء؟ وهل ان الواردات تفي بهذا الغرض؟وهل ان هذا هو الحل الصحيح اقتصاديا؟!
واذا ماقاطعنا الانتخابات اليوم وحملناها المسؤولية.....هل سنقاطع ايضا كل انتخابات قادمة ؟ ام اننا سنؤسس لنظام فردي ديكتاتوري يحكم مدى الحياة ثم يقوم بتوريثه ثم نرفض التوريث كما رفضه المصريون واليمانيون وننتفض من جديد لندخل في دورة انتفاضات لاتنتهي؟؟!
على الجميع ان يعي ان هناك جموع لاتعي ماتريد....وانها وان رفعت اصواتها فانها انما تردد شعارات لقنها اياها الاعلام المضلل....وان هؤلاء لايعرفون بل لم يفكروا بالخطوة اللاحقة في حالة نجاح خطوة الغاء الدستور والعملية السياسية !
اذن فان الواجب يحتم تشخيص مكامن الخلل اولا بشكل واضح وجلي ....ثم تثبيت سبل المعالجة والاصلاح ....وقبل البدء بالشروع باي شيء ...يجب التاكد من وجود قيادة او قيادات ترعى ذلك كله...وان تكون هذه القيادات معلومة معروفة موثوقة ...اما اذا شخصنا الخلل ووضعنا الحلول ..ثم سلمنا زمام الامور الى جهة مجهولة اومشبوهة فان العواقب ستكون وخيمة وكارثية !
يجب ان لاننسى شعارات البعث التي خدعت البعض وكم هي براقة وساحرة ...وفي مرحلة مابعد البعث كانت هناك احزاب اخرى رفعت شعارات اخرى ولعب الاعلام بدوره لعبته فانساق البعض خلف هذا الحزب او ذاك نتيجة وقوعه في شرك الاعلام او انقيادا وتعصبا لميوله الحزبية او نتيجة انخداعه بالخطب الرنانة التي توحي بالقوة والجدية والتذمر من فساد الاخرين ووقفوهم في طريق القائد الرمز !
بل لقد دفع عشرات الالاف من خيرة شباب العراق اروحهم ثمنا للارتباط ببعض الاحزاب خلال الحقبة البعثية نتيجة الانقياد خلف شعارات تلك الاحزاب دون معرفة قياداتها وتوجهاتها !
ليراجع كل منا نفسه ولينظر......وليسأل نفسه :كم مرة خدعت ؟....هل كنت على صواب يوم صدقت مايقال ومايروج الاعلام فروجت لهذا وشنعت على ذاك ؟....وكم مرة غيرت قناعاتي ؟ وكم مرة كانت خاطئة ؟....من خدعني ؟؟...والى متى استمع لاكاذيبه واخدع من نفس الجحر مرارا ؟!

فاذا ما نجحنا في القيام بهذه الخطوة .....كان بالامكان الانتقال للخطوة التالية ..........!

......يتبع ان شاء الله !

هشام حيدر
الناصرية
http://husham.maktoobblog.com/

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هشام حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/03/08



كتابة تعليق لموضوع : وثيقة المطالب الشعبية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net