صفحة الكاتب : إيزابيل بنيامين ماما اشوري

الحسين في أحاديث الشباب.أقوى من كل المغريات.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في بداية محرم من كل عام اقوم بالتنكر واحشر نفسي مع النساء لاجلس صامتة في زاوية المساجد او الحسينيات لاستمع فقط من دون أن اشارك، فتحت تأثير سنوات طويلة من الحياة في الجنوب يراودني هذا الحنين كل عام . واليوم وانا اتهيأ لجولتي التنكرية وبينما كنت اهم بالخروج خطف شريط الذكريات من امامي يعرض لي صورة لا تفارق ذهني ابدا. 

واليكم ومضة خاطفة من هذا الفلم .

في احد زياراتي التنكرية التي اقوم بها في ايام المناسبات الدينية عيدا كانت او عزاء زرت يوما مسجد أهل البيت في العاصمة ستوكهولم قبل ان يستولي عليه مجموعة معينة ويهجره الشيعة وخاصة العراقيين الذين اسسوا هذه المؤسسة في بداياتها .. دخلت المسجد من باب النساء وكان يقع ما بين المطعم والممر فوجدت هناك مجموعة من الشباب عزلت نفسها عن باحة المسجد التي تغص بالناس وجلست تتحدث بالقرب من مشجب الملابس زاوية هادئة نسبيا .

احدهم يتكلم وحوالي ستة يستمعون كانوا في عمر الورد ملابسهم مرتبة شعورهم منظمة كان المتحدث على ما بدا من اسلوبه شابا في الخامسة عشرة بسيط جدا لا معلومات لديه ولكنه كان يقول التالي :: (( شنو يعني الحسين يخاف من يزيد ؟ لا ما يخاف . الحسين جان يكدر ايمد ايده من كربلاء إلى الشام ويلزم يزيد من زياكه وينزله من على الكرسي ويلطخه بالكاع ويرفس ابطنه بس الحسين كلبه طيب. يعني الزواج جانوا يكولون الحسين من يبجي ابكربلا يكولون كان خايف .. لا ما خايف بس جان يبجي على هذوله اللي راح يكتلهم لان يطبون النار )) في الحقيقة لقد ابكاني هذا المشهد بشكل اوصلني للهستريا والسبب هو حديث نفسي معي حيث قالت لي نفسي : انظري إلى هذا الشاب بلغ به الحب للحسين انه يريد ان يتكلم بشيء يُعبر من خلاله عن ولائه وحبه للحسين ولكن لا ثقافة لديه ولا معرفة ولكنه يريد ان يتكلم في قلبه حرقة المصاب الذي ورثه من اهله عن الحسين، وفعلا جمع هؤلاء وجلس بالقرب مكان نزع الملابس والعجيب ان الشباب الباقين كانوا سكوتا يستمعون كانهم في مجلس الوائلي وشاهدت احدهم وهو يبكي ويهز رأسه وآخر وضع رأسه بين ركبتيه والآخر يتلفت يمينا وشمالا يُغالب دمعة مكبوتة يخشى من سفحها خجلا ان يراه احد نظرا لصغر سنه.. كفكفت دموعي وغالبت نشيجي ووقفت عليهم فرفعوا رؤسهم الحزينة فقلت لهم اليوم عشاؤكم انا ادفعه واخرجت بضع آلاف كرونة لأعطيهم . فقال شاب صغير يبدو ان عمره ثلاث عشرة سنة .. لا خالة ما يصير اليوم ناكل قيمة الحسين .. وناخذ منها ثواب لأصدقائنا ..

انصرفت كسيرة البال وانا اتصور عظم هذه الثورة وعظم الحسين هذه الثورة التي عجزت كل مغريات الحضارة الغربية ان تثني هؤلاء اليافعين من حضور مأتم الحسين في هذه الأيام مع أن المراقص والديسكوات وصالات الرقص والألعاب بكل مغرياتها تقع على مرمى حجر من هؤلاء الفتية وتصل إلى اسماعهم موسيقاها الصاخبة التي تهز حتى الموتى. 

هل هناك سر لا يعرفه العالم عن هذا الثورة التي أحيطت بالاسرار فكفر بها من كفر وآمن بها من آمن . هل هو صوت تراجيع نداء الاستغاثة الذي اطلقه الحسين في كربلاء فبقيت تردداته على صفحة الزمن (( هل من ناصرٍ ينصرنا)). 

إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى . أيها المتقون للرب، آمنوا به؛ فلا يضيع أجركم ، طوبى للذين آمنوا ولم يروا . 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


إيزابيل بنيامين ماما اشوري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/11/06



كتابة تعليق لموضوع : الحسين في أحاديث الشباب.أقوى من كل المغريات.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 8)


• (1) - كتب : منذر أحمد ، في 2019/09/08 .

عن أبان الأحمر قال : قال الامام الصادق عليه السلام : يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين عليه السلام لما قال : لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر أبن ابي سفيان بالشام فنكسته عن سريره ، ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عليه السلام عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل ان يرتد إليه طرفه؟ أليس نبينا أفضل الأنبياء ووصيه أفضل الأوصياء ، أفلا جعلوه كوصي سليمان ..جكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا ..
الإختصاص ص 212

• (2) - كتب : ألآسد ، في 2014/08/23 .

قدمت وعفوك عن مقدمي............ أسيرآ كسيرآ حسيرآ ضمي
قدمت لأحرم في رحبتيك............. سلامٌ لمثواك من محرم
حفظكٍ الرحمان أيتها القديسه يا نجمةً تدلنا على الطريق في ليلنا المظلم.....

• (3) - كتب : ألآسد ، في 2014/08/23 .

قدمت وعفوك عن مقدمي............ أسيرآ كسيرآ حسيرآ ضمي
قدمت لأحرم في رحبتيك............. سلامٌ لمثواك من محرم
حفظكٍ الرحمان أيتها القديسه يا نجمةً تدلنا على الطريق في ليلنا المظلم.....

• (4) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2014/07/26 .

شكرا اخي الطيب محمود خليل ابراهيم واسأل الرب لكم صدق اليقين والسلامة في الدارين ملكوت الدنيا وملكوت المؤمنين واشكر كلماتك ودعواتك الطيبة .
إيز

• (5) - كتب : محمود خليل ابراهيم ، في 2014/06/25 .

كوني واثقه باني لم المس صدقا في كلمات قيلت عن ابي الاحرار عليه السلام منذ استشهاده الى يومنا هذا كالصدق الذي احسست به في كلماتك المتواضعه التي تحدثتي عنها في هذه العجاله فطوبى لكِ على هذا الحب الذي خالط دمكِ وجال في شرايينكِ وانتِ في كل مقاله او تحقبق من تحقبقاتكِ وقد وضعتِ نفسكِ في خدمة قضية الحسين عليه السلام وبصوره واعيه وحضاريه0000تحياتي الخالصه لكِ استاذه ايزابيل واتمنى ان احضى بشرف مقابلتك والاستماع اليكِ عن قرب باذن الله 00000


• (6) - كتب : سحر سامي الجنابي ، في 2013/11/12 .

عظم الله لك الأجر ياأختاه ..في مصاب ابا عبد الله الحسين

• (7) - كتب : إيزابيل بنيامين ماما آشوري ، في 2013/11/10 .

شكرا اخي الطيب رئيس مهندسين أحمد الدجيلي .. اخي الطيب شكرا لتفاعلك مع ما يرشح من هذه الضعيفة واسأل الرب لكم العلم والفهم والحلم .
اما بالنسبة لقولك : إلا اننا تعلمنا منذ الصغر ان نبحث ونقرأ .. وهذا اخي الطيب من مميزات المذهب الشيعي برمته ، حيث انه مذهب حضاري يتسم بالموضوعية والانصاف لغيره .. ولذلك نرى الشيعة قلة وليسوا كثرة كاثرة .. وذلك لانهم يُمحّصون تمحيصا من خلال مثابرتهم على متابعة ما عند الاخرين .. فهم ليسوا غثاء كما نرى من الاطراف الاخرى ..
تحياتي اخي الطيب واتمنى لكم التوفيق يارب ..
أختكم إيزابيل

• (8) - كتب : رئيس مهندسين أقدم أحمد الدجيلي ، في 2013/11/07 .

الاخت العزيزة ...
تحياتي وانا شغوف ومتابع لكتاباتك لا لغرض والله يشهد الا لرصانة البحوث التي تقدميها ورغم اني من عائلة شيعية وولدت وترعرعت وعشت ولا زلت في مدينة النجف الأشرف إلا اننا تعلمنا منذ الصغر ان نبحث ونقرأ عن الاخرين لكي لا تكون العقيدة انقيادا اعمى لما وجدنا عليه ابائنا واجدادنا وامهاتنا الا ان شيئا واحد بقى فطريا زرعه الله في نفوسنا الا وهو حب ال البيت وما دمنا نعيش ايام عاشوراء فان قلوبنا تخفق ودموعنا تسيل بمجرد ذكر الحسين ومصيبة الحسين ... انني اكبر فيك انك عشقتي الحسين بالفطرة وكيف لا يعشق وهو من ثار ضد الظلم لنعيش بكرامة ولولاه لما ثار مظلوم بوجه ظالم عشقتي الحسين وانتي لم تتربي في بيت يذكر الحسين يوميا كذا مرة عشقتيه عن بعد فهنيئا لك العشق واشهد الله انك افضل منا لاننا اذا كانت فطرتنا حب الحسين وذبنا عشقا في الحسين بعد ان عرفنا قصته ومناقبه اي ان الحسين زارنا بينما انتي من ذهبتي الى الحسين فهنيئا لك وكتب الله لك الاجر في ميزان حسناتك يوم القيامة ورزقك شفاعة الحسين يوم المحشر مع امه وابيه واخيه وبنية وجدهم الرسول وشفاعة يسوع المسيح ( عليهم افضل الصلاة والسلام ) . وعذرا للاطالة ولكن كان مقدمة لابد منها لانني سادخل في مناقشة موضوعية لمواضيعك القادمة فارجو ان يتسع صدرك لما اطرح وتقبلي مني كل مودة واحترام




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net